كلمة الملكة رانيا في الحفل التكريمي لداعمي متحف الأطفال

May 22, 2007

متحف الأطفال الاردن - عمان, الاردن

أرحب بكم جميعا في هذه الليلة المميزة.

على مدى السنوات الأخيرة قمت بافتتاح الكثير من المؤسسات، لكن لهذا الافتتاح مكانة خاصة، فهو يجسد ما حلمت به لأطفالنا.

أرى أمامي الكثير من الوجوه المألوفة التي عملت خلال السنوات الماضية على جعل هذا الحلم حقيقة. وهنا أقف بين جدران متحف الأطفال لأشكركم... جميعا.

عندما تجولت في المتحف، استرجعت كل المحاولات التي بذلها الانسان ليتعرف على هذا العالم. هذه المعروضات تختصر تاريخ جهد الانسان وفضوله نحو عالمه وقدرته على الابداع.

وفي مثل هذا اليوم قبل 38 عاما سجلت الرحلة أبولو 10، اقرب مسافة بين الانسان والقمر حتى ذلك التاريخ. واليوم نقدم هنا لأطفالنا الفرصة ليشاركوا البشرية روعة تلك اللحظة فعلى بعد خطوات قليلة بامكان الطفل أن يرتدي ملابس رائد فضاء ويقف على القمر، ويشعر بتلك اللحظات التي أحسها أول إنسان وطئت قدماه القمر.

هذه هي المتعة الحقيقية التي يقدمها هذا المتحف، كل شيء يمكن أن يصبح واقعا للحظة ما. الأطفال الذين سيعبرون هذه الأبواب سيتعلمون ويوسعون مداركهم وتجاربهم من خلال اللعب.. الحفر.. التسلق.. الجذب.. الطيران.. البناء.. كل حسب إيقاعه وبشكل تفاعلي مع هذه المعروضات المشرقة بألوانها.

ومن خلال المرح الذي سيعيشونه مع أصدقائهم وعائلاتهم، أرى عقول أطفالنا تتفتح ... أراهم يكتشفون طرقا جديدة للتعلم، وارى أنفسنا أسرا ومعلمين نكتشف معهم.

هذا المتحف لا يكتفي بعرض محتوياته من وراء حواجز، بل يكسر تلك الحواجز ليبني علاقة تفاعلية بين الطفل وما يراه، فاتحا الآفاق لنمو علاقة شراكة جديدة بين الطفل ومحيطه.

هذا المتحف هو العلامة الأولى على الطريق، وعلينا أن نركز الآن على إكمال الرحلة، ونقل سحر هذا المتحف إلى كل مكان في الأردن. أن يشعر كل طفل أن بامكانه أن يكسر حدود المسافة، وأن ينضم الى عالم جديد بلا حواجز.

ونحن إذ نقوم بهذا الجهد لا نتوجه فقط إلى أطفالنا وأبنائنا الذين نحب.. بل إلى الأجيال القادمة.. أطفال لم نراهم لكننا نحبهم لأنهم مستقبل وطننا.

وكما يقول جبران...

" أبناؤكم ليسوا لكم

أبناؤكم أبناء الحياة

والحياة لا تقيم في منازل الأمس"

واليوم نفتتح معا بيت الأطفال... منزل الغد.

شكرا لكم جميعا مرة أخرى، والسلام عليكم."