كلمة الملكة رانيا في حفل افتتاح مركز حماية الطفل "دار الأمان"

August 20, 2000

عمان – الاردن

أيها السيدات والسادة،

نلتقي اليوم، لنحتفل بالطفل والأسرة، المكونان الرئيسان لحياتنا، من خلال افتتاح "دار الأمان"، المركز الأول من نوعه في منطقتنا العربية.

لقد كانت فكرة هذا المشروع حلما راود الكثيرين من المهتمين برعاية الطفل وحمايته. وبحمد الله، فقد تحولت الأماني إلى حقائق على أرض الواقع، وأصبحت هذه الدار نموذجا للعمل المخلص يهتدي به كل المهتمين بأمان الطفل والأسرة في المنطقة.

إن فكرة رعاية الطفل وحمايته في الأردن تنبع من إدراكنا أن التغيرات التي طرأت على مجتمعنا أدت إلى التأثير على أمان الأسرة، وذلك كما حصل في مختلف المجتمعات في العالم. لكننا اخترنا مواجهة التحديات والتعامل معها بشجاعة لا أن نتجاهلها.

إن الجهود التي بذلناها ليست سوى محاولة لترجمة توجهات جلالة الملك عبدالله الثاني في تحسين نوعية الحياة المقدمة للمواطن الأردني والحرص على أمنه وأمانه. لأن طفل اليوم هو نواة المستقبل وإننا عندما نحميه فإننا نحمي مستقبلنا.

إننا نؤمن بأن الحلول لمشاكلنا لا يمكن أن تكون ناجحة إلا إذا أتت من فهم متعمق لواقعنا، وكانت تتفق مع تراثنا الثقافي والحضاري. ونحن أيها السادة ورثة الحضارة التي حملت إلى هذا العالم العدالة، الحضارة التي بدأت خطابها إلى هذا العالم باسم الله مقرونا بالرحمة، والتي قال رسولها العظيم "خيركم، خيركم لأهله، وأنا خيركم لأهلي". إن موروثنا الحضاري هذا هو الذي دفعنا إلى تحمل المسؤولية، وأخذ مهمة حماية الأسرة وأمانها على عاتقنا، لأنها الخلية الأساسية في بناء نسيج المجتمع، ودون أمانها لن يكون هناك أمان في المجتمع.

أيها السيدات والسادة،

لقد جسد مشروع حماية الطفل مفهومنا للعمل المنظم الذي يعتمد على تكاتف الجهود وتنسيقها، وهو ما تمثل في تشكيل الفريق الوطني لأمان الأسرة والذي يهدف إلى توحيد الجهود المبذولة ووضعها في إطار مؤسسي يعمل على وضع الخطط والإستراتيجيات الضرورية ومن ثم آليات التنفيذ.

يعمل مشروع حماية الطفل في مؤسسة نهر الأردن على حل المشكلات التي تعرض له من خلال ثلاثة مفاهيم أساسية هي؛ أن البيئة الطبيعية للطفل هي أسرته وهي المكان الطبيعي الذي يجب أن ينشأ فيه فردا سليما قادرا على العطاء، وان حل أي مشكلة يجب أن يتم في إطار شمولي، يضم الطفل ومحيطه في المنزل والمدرسة والشارع بحيث يتناول الأسباب وتكون الأولوية فيه للتوعية والوقاية. وأن الحلول يجب أن تكون نابعة من فهمنا لعقيدتنا وواقعنا وتاريخنا، وذات صلة بموروثنا الحضاري.

ولكن جهودنا هذه لا تكفي في غياب التوعية المجتمعية الهادفة إلى وقاية وحماية الطفولة. إننا ننظر إلى المستقبل ونرى أطفال الأردن يتمتعون بحقوقهم ويعيشون طفولة آمنة واعدة، وأرى هذه الدار وقد تحولت إلى مركز يتابع المردود الإيجابي للطفولة الآمنة على المجتمع.

وفي الختام اسمحوا لي أن أتوجه بالشكر إليكم أيها السادة، وإلى كل من ساهم في إنشاء وإنجاز هذا المشروع من مؤسسات وهيئات محلية وإقليمية ودولية، وأخص بالذكر؛ مديرية الأمن العام وكوادر وحدة حماية الأسرة، ودورهم المميز والذي أكد مزايا التعاون المشترك في مجال أمان الأسرة، وكذلك وزارة التنمية الاجتماعية وجهودها المتواصلة ودعمها للمشروع، وأعضاء الفريق الوطني لامان الأسرة، وزملائي في مؤسسة نهر الأردن؛ مجلس إدارة وموظفين ومتطوعين.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،،