مقابلة الملكة رانيا مع مجلة "الصياد"

December 15, 2009

القاب كثيرة اطلقت على اصغر الملكات سنا في العالم، لكنها تبقى الملكة رانيا، المرأة الشابة التي تملك موهبة كبيرة وطاقات فكرية عميقة، وبساطة مميزة، وهي ذات ثقافة واسعة، ولا تقتصر نشاطاتها على مجال معين، بل هي متعددة الاهتمامات الاجتماعية، والانسانية، والرياضية. ولقد ابرزت الملكة رانيا الوجه الحقيقي والاصيل للحضارة العربية من خلال اطلالاتها المتعددة في المحافل الدولية. 

اللقاء مع جلالة الملكة رانيا لا يوصف بكلمات، ولا يوجز بخبر، لان الحديث مع ملكة القلوب يطول من حيث المامها التام، والعميق بكافة الامور فهي متحدثة لبقة واسعة الآفاق. بداية، سألت عن الاوضاع في لبنان باهتمام وشغف مبدية رغبتها في زيارة هذا البلد الجميل. وعندما قدمت لجلالتها مجموعة منشورات دار الصياد اخذت بتصفحها باهتمام وهي تردد بعض عبارات التقدير لاصحابها نظرت الي قائلة: منذ صغري وانا اطالع هذه المجلات ولا اخفي تقديري لها. كما ابدت اعجابها بصمود هذه المؤسسة الاعلامية العريقة، وخاصة بعملاق الصحافة العربية المرحوم سعيد فريحه، والقيمين عليها، وخصوصا ان مديرها العام السيدة الهام فريحه، والمعروف ان الملكة رانيا مناضلة صلبة الى جانب المرأة، كونها مؤمنة بقيمتها الحضارية الفاعلة. ولا يمكن الاستغناء عن جهودها، المكملة اذا لم تكن اساسية لنهضة المجتمع وهذه الصفات هي مختصرة في شخص الملكة رانيا، حيث هي راقية ومثقفة والمشجعة الاولى للعلم في المملكة الاردنية. وهذا اخذته على عاتقها، وبدأت مشروعها الطويل التعليمي. كذلك هي ام مثالية تحب العائلة وتهتم بكل امورها، وطالما شاركت هموم جلالة الملك عبدالله والازمات التي مر بها، لكن ايمانها بقدراته ووعيه كان حافزا لتخطيها بثقة ونجاح والوصول بالمملكة الى بر الامان.

وباختصار ما نستطيع قوله ان الملكة رانيا صورة صادقة للزوجة الوفية والام الصالحة، التي حظيت بحب شعبها واحترامه، فكانت على قدر من المسؤولية التي اهلتها لتكمل بها رسالتها في الحياة ولتكون الراعية والمشجعة لكل الاعمال العامة. وهذه القواسم المشتركة بين جلالة الملك عبدالله الثاني والملكة رانيا جعلت منهما مثالا يحتذى به داخل المملكة وخارجها. 

وتبقى الملكة رانيا صاحبة الصوت المدوي في المحافل العالمية من اجل نصرة المرأة والطفولة والانسانية. ولقد تميزت باناقتها وشخصيتها المميزة وحبها للثقافة، وهي التي قالت: نحتاج الى نهج شمولي للتعليم ونخشى فقدان هويتنا الثقافية في اطار العولمة ونرى ان معظم اوقات الملكة رانيا لدعم الجمعيات الخيرية، ومساعدة الاطفال والمرضى والمشردين والمحتاجين. 

اضافة الى تشجيعها للاعمال الفنية والعلمية، والتربوية، والاجتماعية والمشاركة في المؤتمرات والندوات العربية والعالمية، واستحقت فعلا الوصف الذي اطلقته وسائل الاعلام البريطانية عليها بوجه الخير وعلى الملك عبدالله الثاني بملك السلام.

متطفات من الحديث الذي أجرته مندوبة "الصياد" مع جلالة الملكة رانيا:

الشباب والتعليم والتمكين عناوين بارزة لمختلف نشاطات جلالتك. ماذا يعني التعليم لجلالتك؟

أعتبر التعليم عاملاً حاسماً في حياة الإنسان فهو الخيط الرفيع الفاصل بين الأحلام والطموح.. الحياة الكريمة وذل الحاجة...

ومع ذلك، للأسف عندما ننظر إلى العالم، تؤلمنا رؤية 75 مليون طفل في العالم، منهم 9 ملايين طفل عربي خارج الصفوف المدرسية، يخسرون الوقت والفرص. 

هل النتائج التي حققها هذا القطاع في الأردن يتوافق مع ما تطمحين له؟

في الأردن لا حدود لطموحنا في ما يتعلق بالتعليم. شخصياً، أتمنى أن يأتي يوم لا نرى فيه شخصاً من دون تعليم.  وهدفنا يتعدى محو الأمية إلى تمكين جميع الأردنيين بتعليم نوعي مواكب لمتطلبات سوق العمل الحديث.  وفي الأردن، تكاتفنا مع مؤسسات القطاعين العام والخاص لإيجاد منظومة متكاملة لإصلاح وتطوير وتوفير التعليم من خلال عدة مبادرات وبرامج.

وما هي المكونات الأساسية للتعليم التي تعملون على تطويرها أو اصلاحها؟

كما ذكرت لا نُؤثِر الاستثمار في أحد الأساسيات على حساب الآخر. فمثلا تعمل مبادرة "مدرستي" على توفير بيئة تعليمية سليمة وصحية لخمسمائة مدرسة من خلال اصلاح البنية التحتية ثم تطبيق برامج تطوير أساليب التعليم. وهي شراكة بين القطاع الخاص والعام حيث تقوم الشركات الخاصة بتبني المدارس الحكومية من خلال "مدرستي" واصلاح المدرسة تحت رقابة ومتابعة المجتمع المحلي. 

أما بالنسبة للمعلم والمدير، فقد أطلقنا جائزة للمعلم المتميز وأخرى للمدير المتميز، لأننا نؤمن أن للمتميزين علينا حق الشكر. 

من جهة أخرى تشاركنا مع كلية المعلمين في جامعة كولومبيا، بهدف تدريب المعلمين في الأردن والوطن العربي على أحدث وأفضل أساليب وأدوات التعليم.

كما نعمل مع مركز كولومبيا لأبحاث الشرق الأوسط فهو يعتبر الأول من نوعه في المنطقة وجاء بشراكة أيضا مع جامعة كولومبيا، ويعمل على توفير الأدوات لتطوير متطلبات البحث العلمي وتوفير قاعدة للأنشطة العلمية، والتي نأمل أن تساهم في إيجاد حلول مستدامة لعدد من التحديات العالمية كالتعليم، والفقر والتغيرات المناخية والعجز المائي.

جلالة الملكة، هل ترين أن الأردن والوطن العربي يسيران في الطريق الصحيح في مجال التعليم؟

نحن في الأردن عقدنا العزم ووضعنا التعليم على رأس الأولويات الوطنية وبالنسبة إلى الوطن العربي لا يزال 60 مليون عربي أميّين، ثلثاهم من النساء ..

فلا يزال طريقنا كعرب طويلا لكن خطانا تتسارع ما دمنا حددنا ووحدنا الهدف. وهو التعليم لأجل الجميع.

المقابلة كاملة هنا