خطاب الملكة رانيا في حفل تكريم الفائزين بجائزتي المعلم والمدير المتميز

05 كانون الأول 2011

الأساتذة الكرام...
الحضور الكريم...
سلام على المعلمين والمديرين المشرفين على العملية التربوية بمجملها، والصائنين لبيوت العلم حرمتها.
سلام على من علم، ومن تعلم، ومن عمل من أجل العلم...
لأن العلم هويتنا، هو حدودنا، وهو أفقنا.
في العام الماضي قالت لي إحدى الفائزات: ليس هناك أجمل من أن يحس الإنسان بأن جهده يقدر، شكراً على الجائزة...
قلت لها: ليس هناك أثمن ممن يقدر المسؤولية التي بين يديه..
وأقول لها ولكل معلم ومدير تميز بعطائه عن غيره... شكراً،
على كل لحظة آثرتم فيها التعليم على حساب راحتكم، على كل نفس خرج معه حرف.. أو معلومة.. أو كلمة حنان لولد أو بنت...شكراً لأنكم علمتموهم وضع القلم على الصفحة ليرسموا ملامح بلدنا... وما أحلى الأردن، وما أجمل تفاصيله وما أرفع خلقه....تسلم إيديهم وتسلم إيديكم.
كل يوم تفتح أبواب وتغلق أخرى، وخياراتنا من أي منها ندخل وأي دروب نسلك هي التي تحدد مستقبلنا، كيف سننضج... كيف سنتغير...
والتغيير هو الثابت الوحيد في الحياة.
2011 كان عاماً حافلاً، تغيرت فيه ملامح عدة دول عربية من حولنا... نتمنى لهم الاستقرار قريبا. وعادة ما تلقي اضطرابات دول الجوار بظلالها على محيطها.
فحمداً لله على أمن بلدنا وأدام الله علينا الاستقرار والتفاهم والحوار.
في الأردن كان هذا العام .. عام الحوار. حوار بناء تحددت فيه الحقوق والواجبات والمسؤوليات. فالتغيير بالنسبة لنا في الأردن... هو فرصة.
فرصة للتعلم مما فات ووضع خطة حديثة للمستقبل. فرصة كل أردني ليمارس مواطنته، ليكون مسائلاً ومساءلاً، مستحقاً لحقوقه ومطالباً بواجباته.
المواطنة الفاعلة هي غد الأردن: علموا طلابكم حب الأردن، علموهم خدمة الأردن، علموهم المسؤولية، علموهم كيف يحولوا عشقهم للأردن عملاً؛ يكبر به الأردن ويكبرون معه. علموهم أبجديات المواطنة الصالحة كما تعلمونهم أبجديات اللغة.
نحن فخورون بمعلمينا، فلهم بعد الله سبحانه وتعالى الفضل بأن نوعية التعليم في بلدنا هي الأفضل بين الدول العربية، وبأننا متقدمون في تعليم مادتي الرياضيات والعلوم.
لكننا نطمح لتحقيق المعايير العالمية، وأن نتقدم في جميع المواد.
لم ننظر في يوم إلى من حولنا، ولم نقارن أنفسنا بأحد، لأن توقعات الأردني من نفسه عالية، وهو ما يميز كل أردني وأردنية...
والعالم كله يشهد للأردن بطاقاته البشرية، بعقوله الرائدة....
راس مال هذا البلد بيمشي فوق الأرض مش مدفون تحتها... عشان هيك حدوده السما.
دخلنا في العقد الماضي مرحلة جديدة، تغيرت فيها أساليب وأدوات الحياة والتواصل، ويجب على التعليم أن يواكب هذه التطورات لكي تتناسب مخرجات تعليمنا مع متطلبات السوق، مع إبقاء تعليمنا على الجذور والقيم التي تربينا وتربى آباؤنا عليها: الحب والاحترام والحزم، ونجعل من أدوات التعليم الحديثة والمناهج المتفاعلة غصونا. الجذور هي التي تبقينا أردنيين أما الغصون فهي التي سنمدها إلى آفاق جديدة، نبدع فيها ونتعلم منها...
أما المعلمون ... أنتم؛ أنتم الشمس...
وكدوار الشمس يفتح الأردن غصونه وبتلات وروده لأشعتكم... لعطائكم... لعلمكم، وجهوهم أيها الأفاضل.. إلى التميّز.
فالأردنيون دائماً متميزون...بما تعلموه، ومن علمهم...
مبروك للفائزين بالجائزة هذا العام، معلمين ومدراء، وبارك الله في وقتكم وجهدكم.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته