كلمة الملكة رانيا في الاجتماع رفيع المستوى بمناسبة الذكرى الثلاثين للمؤتمر العالمي الرابع للنساء
بسم الله الرحمن الرحيم
قبل ثلاثين عاماً، وضع إعلان بكين أجندة طموحة لتحقيق المساواة بين الجنسين، وتحقق بعض التقدم.
وفي الأردن، أفتخر برؤية العديد من النساء يعشن حياة هادفة، متمسكات بتطلعاتهن وطموحاتهن.
لكن لا يزال أمامنا طريق طويل، في وقت يدفع فيه تصاعد العنف بملايين النساء نحو مزيد من التهميش.
خلال العامين الماضيين، بلغت النزاعات حول العالم أعلى مستوياتها منذ ثلاثة عقود.
ومن بين كل التحديات التي تواجه النساء اليوم، تعد هذه الزيادة في النزاعات الأكثر تدميراً على الإطلاق.
صحيح أن القنابل لا تفرق بين ضحاياها، لكن الجراح التي تخلفها على النساء في مناطق الصراع أعمق من مجرد إصابات جسدية: عنف قائم على النوع، مخاطر صحية متزايدة، استغلال، واعتداء يومي على كرامتهن.
نعم، علينا أن نحتفي بإنجازات النساء في كل مكان؛ لكن، ماذا تعني السقوف الزجاجية للنساء المجبرات على العيش في خيام؟
النساء اللاتي يعانين أشد المعاناة هن غالباً الأقل حظاً في جذب انتباه المجتمع الدولي؛ النساء السودانيات اللاتي لا يجدن ما يأكلن سوى علف الحيوانات، والفتاة الروهينجية التي تبلغ سن الرشد في مخيم أوقف تمويله، وغيرهن كثيرات، لا تروى مآسيهن.
كل صمت يبعث برسالة مفادها: أن بعض النساء يستحققن الدفاع عنهن وأخريات لا يستحققن عناء المحاولة.
وهذا الصمت بلغ مداه في غزة. هناك، شاهدنا صحفيات يغطين مأساة نزوح عائلاتهن، وعمليات قيصرية تجرى تحت ضوء المصابيح اليدوية، دون تخدير... وأمهات أنجبن للتو، منهكات من سوء التغذية حتى عجزن عن الإرضاع، ويحرمن من الحصول على حليب الأطفال الصناعي، يشاهدن أطفالهن يموتون من الجوع.
حرب إسرائيل على غزة قلصت من متوسط عمر النساء هناك بما يقارب ثلاثين عاماً.
بعد ثلاثين عاماً على إعلان بكين، ماذا قدمت الوعود العالمية لهن؟
لا يمكن إنكار قوة النساء اللاتي يصمدن تحت القصف.
لكن هذه القوة لم تأت بفضل قرارات صدرت في قاعات كهذه، بل جاءت رغماً عنها.
لا يمكن النظر إلى حقوق النساء من خلال عدسة المصالح السياسية.
نظامنا الدولي يخفق في حماية أجيال من النساء، لأنه يعجز عن ردع من يمارسون العنف ويتركهم دون محاسبة.
أدعو الأمم المتحدة لاتخاذ موقف حاسم ضد منتهكي القانون الإنساني الدولي، وأن تعمل على إعادة بعض التوازن إلى عالمنا.
لا يمكن لأحد أن يزعم الدفاع عن حقوق النساء، ثم يقف موقف المتفرج.
شكراً.
مواضيع مختارة
موقع جلالة الملكة رانيا العبدالله الرسمي
هذا الموقع الإلكتروني لا يدعم متصفحات الإنترنت القديمة. الرجاء تحديث متصفح الإنترنت إلى نسخة أحدث من إنترنت إكسبلورر 9
متصفح الإنترنت الذي تستخدمه قديم. لتحسين مستوى الأمان عند تصفح مواقع الإنترنت و مشاهدتها بالشكل الصحيح و بفعالية افضل قم بتحديث متصفح الإنترنت الخاص بك
