كلمة الملكة رانيا خلال حفل عشاء لصالح مدرستي فلسطين الكويت

14 كانون الأول 2010

معالي الشيخة أمثال الأحمد الجابر الصباح،

السيدات والسادة الكرام ...

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ...

وجزاكم الله ألف خير، ويعطيكم ألف عافية.

بداية؛ الشكر الجزيل للسيدات اللاتي نظمن هذا الحفل.. وأثمن عالياً جهودكن، وأتمنى أن  يزداد عدد السيدات المهتمات والعاملات لرفعة شأن التعليم في القدس وتحسين نوعيته.

نعول كثيراً على المرأة الكويتية، فنساء هذا البلد الطيب كن وما زلن نموذجاً للمرأة المتعلمة الفاعلة، وقد كانت المرأة الكويتية سباقة في الخروج لميادين العمل و العلم.

فالأجيال مسؤولية، تماماً كما أن الوقت مسؤولية، فإما أن نسخره للتغيير أو يعبر بنا ويمضي وكأنه لم يكن...

في نيسان - ابريل الماضي أطلقنا "مدرستي فلسطين" وأطلقنا شبكة المرأة العربية لدعمها، ولإحداث أكبر تغيير في أقل وقت.

فأقصر الطرق لمستقبل فلسطيني هزيل وهش هو جيل يائس جاهل، لا حول له ولا حيلة، وبلا تعليم عربي يمد فيه جذوره لتنمو غصونه يانعة.

نحن في سباق مع الوقت، لنزرع جيلا من الأشتال القوية الأبية، فإن أتت الجرافات لاقتلاعها وقفت صفوف أشجار الزيتون الفلسطيني ضاربة جذورها في الأرض.... قوية عريضة جذوعها ... شامخة متحدية.

في مدينة الصلاة؛ أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين ومسرى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.  في مدينة الصلاة أكف صغيرة مفتوحة وأصوات بريئة آملة تعلو بالدعاء لأجل تعليم يقيهم ذل الاحتلال، تعليم يضمن لهم مستقبلا كريماً هو سلاحهم ودرعهم، وفرصتهم الكبرى لحياة كريمة.

أنا أعلم جيداً بأن الكويتيين نساء ورجالاً يعرفون جيداً قيمة التعليم النوعي؛ ودوره في بناء مستقبل قوي ومزدهر للبلاد. فهذا ما نشأت عليه أنا في الكويت ومدارسها. عشت بلداً يحرص على تعليم نوعي لشبابه..  وبالتالي فأنتم أقدر الناس، على معرفة معنى أن يحرم الأطفال حتى من أساسياته... أنتم ترون كيف تكبر أحلام أطفالكم وطموحاتهم كلما تطور تعليمهم، كيف تزداد أفكارهم نضجاً كلما تعلموا تعليماً نوعياً في مدارس نوعية. لأننا نتوقع من أطفالنا الكثير؛ واجب علينا أن نعلمهم الكثير.

ولأننا نتوقع من أطفال فلسطين أن يصمدوا في وجه حياة لا أمان ولا أمناً فيها، لتبقى القدس عربية بصمودهم.... واجب علينا أن نعلمهم ونعطيهم بقدر ما نتوقع منهم.

مرت عشرة أشهر من العمل الجاد في المشروع، وبجهودكم  الخيرة أصلحنا إحدى عشرة مدرسة كانت بنيتها مترهلة رغم عزيمة طلابها. ولكنها الآن جاهزة لأن تبدأ  برامج الارتقاء بنوعية التعليم بما يتلائم مع متطلبات عصرنا. 

نتطلع إلى العمل معكم والقيام بمسؤوليتنا تجاه القدس وأهلها. ونأمل أن تكونوا نموذجاً لكل من يرغب في إحداث تغيير فعلي في مستقبل القدس والحفاظ على هويتها العربية والإسلامية. لأن هوية القدس مسؤولية كل عربي وكل مسلم. فلنكن جزء فاعلاً في الحفاظ على عروبة وهوية مدينة صلاتنا... مدينة ثالث حرمينا وأولى قبلتينا.

بارك الله فيكم وفي وقتكم وجهدكم.