كلمة الملكة رانيا في تخريج الفوج الأول لدبلوم إعداد وتأهيل المعلمين قبل الخدمة

16 تشرين الأول 2017

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،

الحضور الكرام...
قبل عام... أطلق جلالة الملك عبدالله الثاني ’الاستراتيجية الوطنية لتنمية الموارد البشرية‘. عرضت يومها واقع التعليم في الأردن، وعقدنا العزم على المضي في خطة طريق لإصلاح التعليم، ورفع كفاءة معلميه وجودة مخرجاته.  

نظر حينها كثيرون إلى شجرة التعليم الأردنية على أنها يابسة .. عطشى.. وغير قادرة على طرح ثمر. 

ولم يدركوا بأن شجرة التعليم تنبض بالحياة؛ وما تجردها من خضرتها إلا فصل خريف سينجلي. فها نحن نستبشر بقدوم الربيع، بازدهار فرع متين يحمل طموح المستقبل، أنتم أيها المعلمون الخريجون، أنتم بوادر ربيع التعليم، مائة وأربعة وسبعون غصنا ميادا تخرجوا اليوم.  

مبارك لكم ولعائلاتكم تخريجكم من دبلوم إعداد وتأهيل المعلمين قبل الخدمة.

أبارك أيضا لمديري المدارس الذين أتموا دبلوم القيادة التعليمية المتقدمة.

إخواني وأخواتي،
فرحتي بكم اليوم عظيمة، وشعوري يتضاعف خمسمائة مرة حين أنظر إلى الطلبة الجدد الذين سيبدأون مشوارهم في الدبلوم هذا العام. 

التقينا العام الماضي وأنتم على أبواب الأكاديمية، وأذكر حينها أنني رأيت في كل واحد منكم أمل جيل بأكمله. أنظر إليكم اليوم وقد نلتم الدبلوم، وأرى إنجازا طال انتظاره في الأردن. 

لقد بنينا وإياكم بوابة عبور إلى جعل التعليم مهنة لا وظيفة. بوابة تتفتح من بعدها الآفاق..  وسنعبرها فوجا بعد فوج.

كلي فخر بهذا الدبلوم، وبأكاديمية تدريب المعلمين التي تؤسس صرحا أردني الملامح، عالمي الكفاءة. وأشكر الجامعة الأردنية ووزارة التربية والتعليم على شراكتهم مع الأكاديمية وعلى إيمانهم بتدريب المعلم. 

أيها المعلمون والمعلمات الأفاضل؛
من هنا تبدأون مشوارا مهنيا، حاملين بأيديكم شعلة التعليم، وفي قلوبكم شغف التعلم، وعلى أكتافكم مسؤولية النهوض به. 

قبل عام قلنا: يجب أن يكون التعليم الذي نقدمه لأبنائنا على مدى اثني عشر عاما رحلة تستحق طفولتهم.. وأكدنا أننا في الأردن، حين نريد نفعل.

وبكل فخر بكم أقول: أردنا وفعلنا؛ وها هم معلمو الأردن، من هم هنا اليوم ومن هم في الصفوف ومن قضوا سنوات وعقودا في التعلم والتعليم، يعملون دون كلل من أجل أداء رسالتهم.

الله لا يضيعلكم تعب، ويطرح البركة بهمتكم. مبارك لكم ومبارك للأردن.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.