ترجمة مقابلة الملكة رانيا مع ايمي روباك وتي جي هولمز على قناة ايه بي سي

22 أيلول 2022

تي جاي هولمز: أهلاً بكم جميعاً في صباح الخير أمريكا3، إن كنتم تشاهدونا، فستعلمون أنني كنت أنا وروباك في مهمة مؤخراً لأسبوع ونصف، بالطبع يمكن ان ندعي لتغطية كل ما يتعلق بالملكة اليزابيث وفترة الحداد والجنازة أيضاً التي جرت يوم الاثنين. وكان من بين الحضور في الجنازة سيدة وجدت نفسها أيضاً تحمل لقب ملكة في عمر الشباب...

ايمي روباك: نعم الملكة رانيا من الأردن مع زوجها الملك عبدالله كرما الراحلة الملكة اليزابيث في لندن، وجاؤوا هنا إلى نيويورك من أجل الجمعية العامة للأمم المتحدة وغيرها من النشاطات العالمية التي أقيمت هنا في المدينة هذا الأسبوع. ولنا الشرف وسعداء بالترحيب بجلالة الملكة رانيا العبدالله من الأردن في مقابلة خاصة مع الشبكة. جلالتك، شكراً جزيلاً على وجودك معنا.

الملكة رانيا: شكراً. تسعدني العودة والمشاركة بالمقابلات وجهاً لوجه مرة أخرى.

ايمي روباك: وبالطبع كنت أمزح معكما أنه يمكن أن نكون ثلاثتنا متعبين من فارق التوقيت أثناء السفر خلال هذه المقابلة. لكنني أريد الحديث عن الملكة الراحلة، أعرف أنك كنتِ هناك للمشاركة في الجنازة، لكنكِ وصفت الملكة بشريكة للأردن وصديقة عزيزة للعائلة. ما الذي جعل الملكة اليزابيث الثانية مميزة بالنسبة لكم؟

الملكة رانيا: كانت تعني الكثير لنا جميعاً. كما تعلمان، كانت عنصر استقرار وقوة. وعندما ننظر إلى حياتها اليوم، نرى أن هناك الكثير الذي يمكن أن يتعلمه القادة السياسيون منها اليوم. فقد بقيت دائماً فوق الخلافات والانقسام والسياسة. حتى في الأوقات العصيبة لم تقف في صف أي طرف على حساب الآخر ولم تزيد من الشروخ أبداً. بل كانت دائماً، من خلال التزامها وثباتها مصدراً للسكينة. لذلك، بالنسبة لي كانت نموذجاً. أظهرت للعالم ماذا يعني أن تكون ملكة، وما كان مميزاً بشكل خاص، ومتأكدة من أنكما شعرتما بذلك أيضاً، خلال وجودنا في لندن أنه بالرغم من كونه وقتاً حزيناً إلا أنه كان مطمئناً جداً أيضا. لأننا شعرنا أنها لم تكن موحدة لشعبها في حياتها فقط، لكنها وحدت الناس في مماتها أيضاً. فأنا لم أحس أبداً بشعور الوحدة والتكاتف والانتماء بين كل البريطانيين الذين كانوا هناك ينتظرون لساعات لرؤيتها ووداعها. لم يطلب منهم أحد أن يفعلوا ذلك. قاموا بذلك لأنهم أحبوها، وأرادوا أن يشكروها. وفي هذه الأوقات الصعبة التي نعيشها، كان ذلك مطمئناً للغاية.

تي جاي هولمز: قلتِ أن قادة العالم يمكن أن يتعلموا منها. ماذا تودين من قادة العالم في هذه الأوقات أن يتعلموا من الملكة اليزابيث؟

الملكة رانيا: حسناً، إذا نظرت إلى حكمها على مدار السبعين عاماً، لم تتخل أبداً عن هدفها. كانت دائماً تركز على خدمة شعبها. قطعت وعداً لهم أن تكون حاضرة بينهم وكانت هناك في الأوقات الجيدة والصعبة، دائماً مصدر للاستقرار والقوة والطمأنينة. وفي هذه الأيام عندما تنظر إلى القادة، نرى في بعض الأحيان أنهم يركزون دائماً على منظور قصير المدى بدلاً من بعيد المدى – على تعزيز علامتهم التجارية بدلاً من تحقيق التقدم لشعوبهم. ونرى الكثير من الخطابات الشعبوية. لذلك، ربما في كثير من الأحيان يكون التركيز على الشعبية بدلاً من المبدأ. كانت هي ثابتة في الالتزام بمبادئها وقيمها ولم تعتمد يوماً في قرارتها على ما قد يجعلها أكثر شعبية. وأعتقد أن هناك ما يمكن قوله عن ذلك، وعن هذا النوع من التمسك بالمبادئ والبقاء دائماً ملتزماً بما تؤمن به.

ايمي روباك: ويجب الإشارة، إلى أن عمركِ كان 28 عاماً فقط عندما أصبحتِ ملكة. ولدي فضول، ذكرتِ أن الملكة اليزابيث الثانية كانت نموذجا يحتذى به هل قدمت لكِ النصح؟ هل طلبتِ نصيحتها في يوم ما؟

الملكة رانيا: نعم، وكنت أقول مسبقاً أنها متواضعة جداً لدرجة أنها لا تفترض أن تطلبي منها نصيحة، لكن عندما تطلبيها منها فهي كريمة جداً بها. وعندما التقيتها لأول مرة، كنت جديدة بدوري – وأخبرتني عن أهمية أن أكون حاضرة دائماً، وأن الشعور بالواجب والانضباط مهم جداً، وكذلك الانتباه إلى التفاصيل، فالأشياء لا تحدث بالصدفة، يجب أن تمسك بزمام الأمور وتكون على رأسها، وكانت دائماً لطيفة وتقدم الإرشاد بشكل عام.

تي جاي هولمز: سنأخذ فاصل سريع هنا. وسنتحدث عن مواضيع أخرى كثيرة معكِ، بالطبع أنتِ هنا من أجل الجمعية العامة للأمم المتحدة، وبالتأكيد هناك عدد من المواضيع والقضايا المهمة بالنسبة لك التي نريد الحديث عنها. ابقوا معنا هنا في "صباح الخير امريكا3". سنواصل مع الملكة رانيا بعد الفاصل

تي جاي هولمز: وأهلاً بكم جميعاً، تبقى جلالة الملكة رانيا من الأردن معنا هنا في هذه المقابلة الخاصة مع الشبكة في الاستوديو. تحدثنا قليلاً عن قادة العالم وما يمكن أن يتعلموه من الملكة اليزابيث. بالنظر إلى كل ما يحدث، من الجائحة إلى الحرب في أوكرانيا إلى مختلف القضايا، قلتِ أن المعلومات المضللة في أغلب الأحيان هي من أكبر الأعداء. ماذا تقصدين بذلك، وكيف يمكننا محاربة تلك المعلومات المضللة؟ ومن الذي يديمها؟

الملكة رانيا: صحيح، أعتقد أنه يتم قصفنا جميعاً بالكثير من المعلومات والأخبار يومياً وكما تعلمون فالتغيير يحدث بوتيرة مذهلة. وأعتقد أنه في وسط ضبابية الاضطرابات المستمرة، والكم الهائل من المعلومات، أصبحنا جميعاً مستهدفين وعُرضة لمشهد إعلامي يُكافئ الغضب على حساب الصدق. ولذلك أعتقد أن المعلومات المضللة قد تكون أخطر تهديد لعالمنا اليوم، لأن أمامنا الكثير من التحديات المعقدة التي نحتاج مواجهتها، مثل، كما قلت، الجائحة وتغير المناخ وكل هذه القضايا. والهدف من المعلومات الكاذبة ليس فقط التضليل، بل التأثير على أفكارنا وأفعالنا لخدمة ومنفعة الأجندة السياسية الخاصة بشخص آخر. لذلك تقع المسؤولية علينا لنكون يقظين وأن نبذل جهداً إضافياً للتحقق من المعلومة قبل أن نتبنى شيئاً ونعتبره حقيقة. وقد كانت هذه المعلومات الخاطئة مثيرة للانقسام ولا تراها هنا في الولايات المتحدة الأمريكية فقط، لكن في كل أنحاء العالم، كيف أصبح الناس ينقسمون في جماعات، وأجد ذلك مقلقاً للغاية وخطير جداً. لأنكم عندما تكونوا جزء من جماعة، فإنكم تنطوون على بعضكم البعض وتشعرون بالخوف من الآخر. وسياسة الخوف هذه خطيرة جداً وتؤجج الانقسام للعالم بأكمله.

ايمي روباك: وجلالتك، أعلم أنك وزوجك كما ذكرنا هنا من أجل الجمعية العامة للأمم المتحدة، ومن أحد المواضيع الهامة، بالطبع الحرب في أوكرانيا. وأعرف أن من أحد القضايا المهمة بالنسبة لكِ هي اللاجئين. وهو أمر تواجهونه في بلدكم، ما هي الخطة الأفضل؟ ما الذي تودين رؤية قادة العالم يجتمعون لفعله لمعالجة هذه المشكلة المتزايدة والمستمرة حول العالم؟

الملكة رانيا: حسناً، كان مطمئناً رؤية عدد الدول في أوروبا التي تضافرت واستجابت بترحاب شديد وبسياسات منفتحة تجاه اللاجئين الأوكرانيين. كانت الاستجابة سريعة وصادقة، كما يجب أن تكون، لأي لاجئ يهرب من أي أزمة. لكن كان هناك تبايناً في الأسلوب والأهمية والسخاء التي أولتها الدول للاجئين الأوكرانيين مقارنة باللاجئين الهاربين من مناطق دمار أخرى، على سبيل المثال من سوريا أو جنوب السودان أو ميانمار. احدى الدول الأوروبية التي رحبت هذا العام بأكثر من نصف مليون لاجئ أوكراني، كانت في سنوات سابقة قد طردت عشرات الالاف من اللاجئين من دول أخرى. لذا كنت أقول مسبقاً، لا يمكن تقنين الإنسانية أو تطبيقها بانتقائية. لذلك أعتقد ان الاستجابة للأزمة الأوكرانية وضعت معياراً ذهبياً، أظهرت لنا أن العالم قادر على الارتقاء باستجابة إنسانية دولية حقيقية إذا كانت الإرادة السياسية موجودة، ويجب أن تكون الإرادة السياسية موجودة. ولا يمكن أن نغفل عن معاناة ومحنة الناس في أجزاء أخرى من العالم. 

تي جاي هولمز: وانت تستمرين في منح صوتك لعدد من القضايا، لديك برنامج مزدحم، أعتقد انها وظيفة، ومسؤولية وعائلتك تكبر... ولديك حفلي زفاف تخططين لهما

الملكة رانيا: أمامنا حفلتي زفاف للتخطيط لهما العام المقبل، وما زلت أحاول أن أستوعب الامور، كانت ابنتي تمازحني قبل أيام، وتقول "ماما، كل مرة تعرفيني فيها على الناس، دائماً تقولي هذه ابنتي التي ستتزوج العام القادم!" أعتقد أن علي أن أكرر ذلك حتى أستوعبه، وقلت لها: كنت أتوسلكم ولسنوات أن تتزوجوا، وفي النهاية قررتم أن تفعلوا ذلك بفارق ثلاثة أو أربعة أشهر بينكما. 

تي جاي هولمز: كيف تسير الامور، مع الترتيب لحفلتي زفاف لابنك وابنتك؟

الملكة رانيا: نعم، في البداية أنا متحمسة جدا. هو وقت حافل، لكنه أفضل نوع من الانشغال. لم أكن أتمنى أفضل من هكذا أنسباء. أعتقد أننا جميعاً كأهل نريد أن نرى أبناءنا يكبرون ويصبحون مستقلين ويشاركون مسيرة حياتهم مع شركائهم. وأنا فخورة جداً باختياريهما. ولطالما قلت من قبل أن لقبي المفضل هو "ماما" ، لكن أعتقد أن ذلك سيتغير سريعاً لكلمة "تيتا"، أي ما نسمي الجدة في اللغة العربية.

ايمي روباك: لا ضغط، لا ضغط

الملكة رانيا: لذلك، هدفي هو أن أكون جدة مرحة، وهناك قول باللغة العربية: ما أغلى من الولد إلا ولد الولد. وأنا متحمسة وأنتظر اليوم الذي سيكون فيه أطفال في حياتي.

تي جاي هولمز: الحياة جميلة. أردتِ ان يتزوجا... وتفكرين بالأحفاد مسبقاً

الملكة رانيا: لن أضغط عليهم. لكني سأقوم بذلك.

تي جاي هولمز: سعيدان بوجودك معنا، لقد تابعناكِ وأعجبنا بكِ منذ وقت طويل. من الرائع أن تكونين معنا هنا في الاستديو. استمتعي ببقية وقتك في نيويورك، وشكراً جزيلاً لك

الملكة رانيا: من دواعي سروري، شكراً لكما