كلمة الملكة رانيا خلال إطلاق الحملة الإعلامية العربية

03 آذار 2004

عمان، الاردن

بسم الله الرحمن الرحيم

أيها السيدات والسادة، الضيوف الكرام،

إن الشعوب الحية هي التي تتغلب على تحديات الحاضر لتصنع المستقبل، تستلهم العبر من التاريخ ولا تصر على البقاء فيه، تستمد التجربة القيمة من الأصالة ولا تقف على أطلالها، تقيم التجربة، لتستخلص الدروس وتعظم الفوائد.

نلتقي اليوم، لنطلق مبادرة، تسعى في مضمونها لإضاءة شعلة أمام شعبنا العربي الحيّ، تنطلق من دينه الحنيف، ومبادئه السمحة، وقيمه الداعية للعمل والإبداع والعدالة، مبادرة تتحملون أنتم رواد الإعلام العربي، مسؤولية ترجمتها إلى واقع جديد في عالمنا المتغير، تكرس مكانة المرأة العربية في صنع المستقبل العربي، وتحترم قدسية دورها في أداء الواجب نحو الوطن، إنتاجيته ونماءه وتطوره.

فالمرأة تمثل جزءا أساسيا في عملية التنمية والتطوير التي نسعى لإحداثها، فلا مجتمع مدني معاصر يقوم على احترام مبدأ العدالة وتكافؤ الفرص دون احترام وتكريس لدورها، ولا تطور في مكانة العرب السياسية والاقتصادية والعلمية والثقافية دون إعطائها عناصر التمكين والإنتاجية، ولا تجسير لفجوات العصر المعرفية والاجتماعية دون الاستفادة من إبداعها ومبادرتها.

نقف اليوم على عتبة عصر، تتجدد فيه التحديات كما الفرص، تتأصل فيه الجذور كما الصراعات، تتمركز فيه القوى كما العقائد...فهل نبادر إلى صنع الغد بما يتناغم مع الأمس، مع الأصالة، مع المصير ونقيم التجربة لنستفيد من العبر، فنعطي كل ذي حق حقه، دون إجحاف أو نقصان... هذه المرأة العربية وهذه تجربتها وهذا مصيرها الذي تتشارك فيه مع الرجل، زوجا وأخا وابنا، لتقول لكل عربية وعربي لنعمل سويا نحو المستقبل ولنصيغه برؤية جديدة وتصميم أكيد على النجاح... على الإبداع... على التميز.

هذه هي مبادرتكم اليوم, تاريخية بمعناها, طموحة بنهايتها وملحة بسببها... أخذتم المبادرة, وبدأتم بصنع المستقبل ليكون زاهيا ومضيئا لنا جميعا, نساء ورجالا...والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،،