كلمة الملكة رانيا خلال إطلاق المرحلة الثالثة من "مدرستي"

07 نيسان 2010

بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته...

شكراً على حضوركم اليوم؛ نتطلّع جميعاً إلى دور فاعل لكم في الارتقاء بنوعيّة التعليم في الأردنّ الحبيب. نأمل أن يزداد الجنوب رفعة بالتعليم والمتعلمين من أبنائه.

في أحدث استطلاع عن الشباب في الوطن العرّبي، تبيّن أنّ همّ الشباب الأوّل في الأردن هو الالتحاق بجامعات نوعية مرموقة.
فالتعليم لأيّ أردني هو الأساس الذي يطمح إليه ليقيم عليه حياته. وكان وما زال لنا أولوية .. حتى قبل الثورة الإلكترونية، بل وقبل دخول الكهرباء إلى البيوت.. كان التعليم شاغل كل أم أنارت لابنها لمبة الكاز ليحفظ على ضوئها دروسه، وكان أمل كلّ شاب جلس تحت مصابيح الشوارع يذاكر ويقرأ. 

وفي التعليم رفعة الأردن ولأجله سنتحمل المسؤولية.

همّ شبابنا الأكبر هو الالتحاق بجامعات نوعية...

لكن هناك فجوة بين واقعنا وطموحنا.

فالجامعات النوعيِة لا تقبل إلا ّ من يأتيها بتعليم نوعيّ ..

وهناك مدارس في الأردن تفتقر لأساسيات التعليم في بيئة آمنة محفّزة...

نعوّل على أبناء الجنوب للتعاون والعمل في فضاءات تتيحها مدرستي؛ لتعيد محافظات الجنوب: العقبة والطفيلة ومعان والكرك، للمدارس هيبتها وللمعلّم مكانته.

بالطبع هناك تحديات، وفي الآونة الأخيرة تصدرت مشاكل قطاع التعليم عناوين الصحف والأخبار.

نعم؛ لدينا مشاكل في قطاعنا التعليمي... أولها انعدام الثقة؛ وثانيها الاستخفاف بالمسؤولية.

الثقة بأنّ لكل منّا دوره، وعلى كل منّا مسؤولية...

فالارتقاء بالتعليم عمليّة متكاملة ومتداخلة. عملية مرهون نجاحها بالحوار والشفافية والثقة بين وزارة التربية والتعليم والمعلمين والطلاب والأهالي، وأن يكون كل فرد عضواً فاعلاً في هذه العملية... وأن يقوم بدوره ... بدلاً من تقاذف المسؤولية أو اللوم. وفي المحصلة ... إمّا أن نرفع من شأن بلدنا بالتعليم أو أن ندفع جميعاً الثمن باهظا.

فالتعليم هو نصيب الطلاّب من واجبنا الوطنيّ و الإنساني.

فكما قال سيّدنا "المعلم هو أساس العملية التربوية ومحّورها. ونبذل كل الجهد لتحسين أوضاعه بكلّ ما لدينا من إمكانيات"، وبينما نعمل على ذلك نتمنّى أن يعي المعلمون حجم المسؤولية الملقاة على عاتقهم؛ لأنّ المعلمين هم أفضل وأهم إمكانيات بلدنا.

لكنّ المسؤولية لا تستثني أحداً كما أنّ الحقّ في تعليم نوعيّ لا يستثني أحداً.

لا خيار لدينا سوى تحسين مستوى التعليم، والارتقاء بجميع أطرافه.

قبل عامين وقفنا معاً في دائرة ثقة، بدأنا بوضع أيادينا في أيدي بعض، كل يصب ثقته في كفّ الآخر، يصبّ الوقت والمال والجهد، يصبّ للوطن أساسات قوية ترفع عمران الطموح الأردنيّ إلى السحاب. وأساساته هي التعليم النوعيّ.

لقد استطعنا العمل على تحسين نوعية التعليم في نحو مائتي مدرسة من أسوأ مدارس المملكة أوضاعاً في أقلّ من عامين.

لأنّ التعليم النوعيّ هو الذي يعلّم الطلاب كيف يتعلمون من كلّ شيء حولهم. يعلمهم أنّ التواريخ والوزن والقافية والمعادلات والحدود وجدت لتسهل علينا فهم الأمور؛ لا لتقعدنا عن اكتشاف واستيعاب ما بعدها. فالمعرفة هي ما تتعلم بعد أن تنسى ما حفظت ودرست.
وهو التعليم النوعيّ الذي ترغب فيه الجامعات النوعية التي هي همّ شبابنا.

الشباب هم أكبر شريحة في مجتمعنا... طموحهم هو همّنا ومستقبلنا. ومسؤوليتنا أن ننير لهم المصابيح ليحققوا طموحهم ويرفعوا شأن وطننا عالياً.

شكرا لكم حضوركم وبارك الله في وقتكم وتعبكم وجهدكم.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته