ترجمة مقابلة الملكة رانيا مع كاثي نيومان على القناة الرابعة الإخبارية

18 أيلول 2022

الملكة رانيا: كانت دائماً تبذل جهداً لتشعرك بالراحة، بطرق بارعة جداً، إما من خلال مزحة صغيرة، أو عبر سؤال تطرحه عليك، أو حتى من خلال نظرة. وكانت تعرف عندما التقيتها أنني لم أكن واثقة من دوري الجديد وكيفية القيام به. وأود القول أنها شخص متواضع لدرجة أنها لا تفترض أنك تريدين نصيحتها، لكنها كريمة جداً عندما تطلبها منها. لذلك، طلبت منها نصيحة، وقالت لي كم هو مهم أن يكون لديك إحساس بالواجب. أن تكون حاضراً دائماً، كما قالت إنه عليك دائماً الانتباه الى التفاصيل، وعليك الاهتمام بكل شيء. وبالرغم من أننا ربما لم نكن نعرف، لكنها في الحقيقة كانت تعير انتباهها لكل شيء. لم تكن الأمور منظمة بطريقة معينة بالصدفة ولكن لأنها أرادتها أن تكون كذلك. ولذلك دائماً نظرت إليها كقدوة. كانت دائماً نموذجاً. وأعتقد أنها لأجيال، أظهرت للعالم ماذا يعني أن تكون ملكة... وأعتقد أنها وضعت معياراً عالياً جداً لذلك بحسها بالواجب.

كاثي نيومان: وما رأيك بكل هذه الحشود التي اجتمعت هنا، تمر أمام نعشها؟

الملكة رانيا: بكل صدق، كان ذلك مذهلاً. رؤية كل هذه الحشود، ولا أحد منهم يجب أن يكون هنا. الناس يقفون في طوابير، ولا أحد يطلب منهم أن يفعلوا ذلك. وفي كل أنحاء العالم للأيام العشر الماضية، ركز الناس على شاشات التلفاز، ولم يطلب أحد منهم القيام بذلك. فهم يفعلون ذلك لأن كان لها تأثير على حياتهم، كانت حاضرة من أجلهم. السنوات القليلة الماضية كانت صعبة على المملكة المتحدة، سواء في التوصل الى اتفاق مع أوروبا بشأن فترة ما بعد الخروج من الاتحاد الأوروبي، أو في التعامل مع الجائحة وتكاليف المعيشة المرتفعة وغيرها من الامور، لكن ما حدث في الأيام العشر الماضية ذكر الشعب البريطاني بمعنى أن تكون بريطانياً.

كاثي نيومان: من المهم أنك ذكرتِ ازمة تكاليف المعيشة، ومن الواضح المشهد المهيب، الفخامة في المراسم، فهي فخمة. هل من الصعب الموازنة في بعض النواحي بين هذا الشكل من الفخامة والبذخ للنظام الملكي مع ازمة تكاليف المعيشة؟

الملكة رانيا: ما تتحدثين عنه، الفخامة وكل المراسم، هو جزء من الهوية البريطانية. هو ما يميزكم عن بقية العالم. العالم ينظر الى هذا البلد بتقدير. وأعتقد أن هناك احتراماً كبيراً من مختلف انحاء العالم، مجرد النظر لكيفية انجاز الأمور وادارتها بطريقة منظمة خلال الأيام العشرة الماضية. والانتقال السلس مع أداء القسم للملك الجديد، وكيف تكاتف الناس وتوحدوا.

كاثي نيومان: قابلت الملك الجديد عدة مرات وكذلك الملكة القرينة كاميلا. كيف تعتقدين أنهم سيختلفون في العمل عن الملكة والأمير فيليب؟

الملكة رانيا: لكل عصر سماته المختلفة، وهناك شخص لكل مرحلة. الملكة رانيا خدمت خلال السنوات السبعين والان جاء وقت الملك تشارلز. سيكون هناك شعور بالاستمرارية لان هناك الكثير من القيم التي زرعتها فيه وأراها فيه، أعرفه منذ سنوات عديدة.

كاثي نيومان: هل تودين ان يستمر في الحديث عن قضايا مثل تغير المناخ التي يشعر بالشغف تجاهها؟

الملكة رانيا: هذا أمر ليس لي للحديث عنه، لكن كل ما يمكنني قوله هو أنه كان رائداً وكان يتحدث عن هذه القضايا قبل ان ينتبه الناس لها بكثير، والان ثبت انه على حق. في وقت سابق تساءل الناس عن سبب تسليطه الضوء على قضايا مثل هذه ولم يتعاملوا معها بجدية. الان من الصعب تجاهل عواقب تغير المناخ وكل ما نواجهه في العالم. اعتقد اننا لو استمعنا إليه، لكانت الأمور مختلفة اليوم. لكنني أدرك ان له الآن دور مختلف، وهذا يعني ان عليه القيام بالأمور بطريقة مختلفة قليلاً. هو من سيحدد القضايا التي سيركز عليها في المستقبل.

كاثي نيومان: الملكة رانيا، شكراً جزيلاً لك..

الملكة رانيا: شكراً جزيلاً لك