ترجمة كلمة الملكة رانيا في نشاط لمنظمة إنقاذ الطفل - نيويورك، الولايات المتحدة الأمريكية
بسم الله الرحمن الرحيم.
شكراً انجير.
وشكراً للجميع في منظمة إنقاذ الطفل على استضافة هذه الفعالية.
بكاء الأطفال مصمم لجذب انتباهنا.
فهو يسبب رد فعل غريزي: تزايد نبضات القلب، تسارع الأنفاس، ارتفاع ضغط الدم... نرى ذلك عند الوالدين، ولدى آخرين أيضاً. بكاء طفل في الغرفة كافٍ لإبعاد أي فكرة أخرى من أذهاننا.
من شبه المستحيل تجاهل صرخة طفل واحد يعاني من الألم. ومع ذلك، وفي هذه اللحظة، هناك جيل كامل من الأطفال الفلسطينيين يصرخ للعالم طلباً للمساعدة. إلا أن البالغين اختاروا أن يغضوا الطرف.
هذا ليس أمراً غير أخلاقي فقط، بل غير طبيعي أيضاً.
ومع ذلك،
لن أكرر لكم أعداد الأطفال الفلسطينيين الذين استشهدوا أو جُرحوا أو يُتيموا أو اعتُقلوا خلال العام الماضي في غزة وباقي الأراضي الفلسطينية المحتلة – أنتم تعرفون الأرقام، والتي بات من المؤكد أنها أقل من العدد الحقيقي.
أسهل طريقة لتبرير إيذاء الأطفال هي تجريدهم من طفولتهم. إعطائهم صفات أكبر من عمرهم، شيطنتهم، وجمعهم معاً بعشرات الآلاف حتى يصبحوا مجرد كتلة واحدة بلا ملامح.
لكن محمود لم يكن مجرد رقم. كان طالباً في الصف التاسع يقود دراجته عائداً لمنزله من المدرسة، عندما أطلقت عليه القوات الإسرائيلية النار واستشهد في مدينة جنين بالضفة الغربية.
تالا، التي قُتلت في غارة جوية في مدينة غزة، كانت طفلة صغيرة ترتدي زلاجات وردية اللون، أصابتها شظية وهي تخرج للعب.
آسر وآيسل، توأم ولد وبنت، كانا يبلغان من العمر أربعة أيام فقط عندما قُتلا في منزلهما، إلى جانب والدتهما وجدتهما، في ذات اليوم الذي أصدرت فيه شهادتي ميلادهما.
من المفترض أن تكون السنوات الأولى (من عُمر الطفل) مرحلة مليئة بالدهشة، بالاستكشاف والبراءة واللعب.
لكن أطفال غزة الذين لم يبلغوا من العمر ما يكفي لتعلم جداول الضرب يُجبرون على القيام بأدوار البالغين، يعتنون بإخوتهم الأصغر سناً، وينتظرون في طوابير للحصول على حصص الطعام، ويبحثون بين الأنقاض عن أي شيء يمكن إنقاذه.
البعض يُفضل عدم التفكير بتفاصيل معاناة الأطفال الفلسطينيين. بل يُفضلون الاختباء خلف مقولة أن "هذا الصراع مُعقد للغاية، ثم المُضي قُدماً".
لكن دعونا نضع السياسة جانباً. الطفل هو طفل، وكل طفل يستحق أن يحظى بالحماية. لا يوجد أي شيء معقد في هذا.
كل من أحب أو اهتم بطفل يعرف كم هو شعور مُجز أن تنجح في رعايته... وكم هو مؤلم ألا تفعل الصواب.
في هذه اللحظة، نحن، البالغون في هذا العالم، نفشل في حماية أطفال فلسطين. وعلينا أن نفعل ما هو أفضل من ذلك.
يجب أن يتوقف سفك الدماء. يجب أن تتوقف القنابل عن السقوط. يجب أن يُستأنف وصول المساعدات دون استثناء.
لغة بكاء الأطفال واحدة. وفي أعماقنا جميعاً رغبة في الذهاب إليهم، وحضنهم وتجفيف دموعهم.
ذلك الإحساس هو أفضل ما في البشرية. وعلينا حماية الأطفال من أسوأ ما فيها.
شكراً جزيلاً.
مواضيع مختارة
موقع جلالة الملكة رانيا العبدالله الرسمي
هذا الموقع الإلكتروني لا يدعم متصفحات الإنترنت القديمة. الرجاء تحديث متصفح الإنترنت إلى نسخة أحدث من إنترنت إكسبلورر 9
متصفح الإنترنت الذي تستخدمه قديم. لتحسين مستوى الأمان عند تصفح مواقع الإنترنت و مشاهدتها بالشكل الصحيح و بفعالية افضل قم بتحديث متصفح الإنترنت الخاص بك