الملكة رانيا تشارك في إطلاق النسخة العربية لتقرير اليونسكو لرصد التعليم للجميع

30 أيار 2011

شاركت جلالة الملكة رانيا العبدالله اليوم في إطلاق النسخة العربية من التقرير العالمي لرصد التعليم للجميع 2011 الذي أصدرته منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو).

وقالت جلالة الملكة رانيا العبدالله "التعليم هو أول ضحايا الأزمات والحروب والنكبات، فالأطفال هم أول المتضررين، وأصعب شريحة اجتماعية من حيث الوصول إليها في مناطق النزاعات"

جاء ذلك خلال اطلاق التقرير الذي صدر تحت عنوان "الأزمة الخفية: النزاعات المسلحة والتعليم".

وبحضور سمو الأميرة سمية بنت الحسن ووزراء التربية والتعليم في كل من مصر وفلسطين وتونس ووزير التربية والتعليم الاردني، اكدت جلالتها على وجود ملايين الأطفال في وطننا العربي الواقفين في مرمى نيران أطراف بأجندات أكبر من أن تفهمها أعمارهم، لكن لا خيار لهم سوى البقاء حيث هم مجندون، متسولون، معنفون، مجبرون.. فمن لم يتعلم لا خيار له.

واضافت "هناك الملايين من الأطفال بحاجة إلى فرصة لعيش كريم، لتعليم يفتح لهم الأبواب، لتعليم يمكنهم، ليطمحوا، ويحلموا ومن ثم يصبحوا."

وقالت جلالتها "في الأردن والحمد لله ننعم بالأمن. وبحمد الله أوشكنا على تحقيق ‘تعميم التعليم الإبتدائي’. ورغم قلة الإمكانيات المادية إستطعنا إدخال الأطفال النازحين إلينا من دول جوارنا إلى المدارس الإبتدائية. ونعمل الآن على تحسين نوعية التعليم ومخرجاته."
واضافت "واجبنا أن نحرص على ألا تشل ظروفنا مستقبلنا، مهما كانت! سواء كانت إقتصادية أو أمنية أو سياسية أو غيرها. فالأمن الإنساني ليس التحرر من الخوف ومن الحاجة فحسب... بل التسلح بالتعليم لكي ننهض بعد تعثر أو ظرف قاهر، ولألا تقعدنا الحاجة وتحد من إمكانياتنا."

وقالت "قد يكون إنفاق الدول العربية من دخلها القومي على التعليم أكثر من غيرها مؤشراً واضحاً على إصرارنا على تأمين التعليم للجميع. وحرصنا على تطوير تعليمنا بحيث تتناسب مخرجاته واحتياجات السوق؛ لخفض نسب البطالة في دولنا، وبالتالي تحقيق النماء الاقتصادي. فالتعليم أولوية لا يفقدها النزاع ولا الأمن ولا الوضع الاقتصادي مكانتها."

واضافت جلالتها "هناك ملايين الأطفال العرب خارج الصفوف المدرسية؛ ولكي تكون حياتهم ملكهم وليست رهن ظروف وأجندات ونزاعات لم يختاروها لا بد أن يتعلموا، ففي القرن الحادي والعشرين: من لم يتعلم... لا خيار له، ومن لم يتعلم... لن ينعم بالأمن الإنساني."

وخلال الحفل الذي حضره وزيري الاوقاف والتنمية الاجتماعية وعدد من المسؤولين وممثلين عن المنظمات غير الربحية من الاردن والدول العربية، ألقت ممثلة اليونسكو في الاردن الدكتورة آنا باوليني، كلمة اشادت فيها بالتزام جلالة الملكة رانيا العبدالله بأهداف التعليم للجميع وخاصة باستقطاب انتباه العالم أجمع لمحنة ملايين الأطفال في كل أرجاء العالم الذين يحرمون من التعليم بسبب النزاعات.

وقالت "كثيراً ما تكون الأمور التي تحتاج إلى تحسين هي أول ما يتبادر إلى أذهاننا، لكن التقرير قد سجل أيضا حالات عديدة تم فيها تحقيق النجاح، ومنها مثلاً زيادة نسب القيد في المدارس وتقليص الفجوة بين الجنسين."

وفي كلمة للعضو الاستشاري في المجلس الإداري للتقرير العالمي للرصد – الممثل الخاص للمنطقة العربية الدكتورة ملك زعلوق، أشارت إلى أن النزاعات تؤثر على التعليم بطرق مختلفة. مثل عدم القدرة على الوصول للتعليم ونوعية التعليم واستخدام التعليم لفرض القوالب النمطية بدلا من بناء جسور التفاهم المشترك لمحاربة الجهل.

مؤكدة أن هذا التقرير "يبين لنا الى ماذا يجب ان نركز عليه الان وبشكل طارىء لحماية التعليم من ويلات الحرب وبسرعة لاعادة بناء نظام تعليم جامع يعزز التسامح والتفاهم المشترك.

وفي كلمة لمدير التقرير الدكتور كيفن واتكنز، قال: "ليس الأطفال والتعليم في مرمى النار فقط، بل باتوا يستهدفون بصورة متزايدة في النزاعات العنيفة". مضيفاً أن "إخفاق الحكومات في حماية حقوق الإنسان يلحق الكثير من الأذى بالأطفال ويحرمهم من الفرصة الوحيدة المتاحة لهم للانتفاع بالتعليم. وآن الأوان ليتخذ المجتمع الدولي الخطوات اللازمة لمعاقبة مرتكبي الجرائم الفظيعة ولدعم قرارات الأمم المتحدة بتدابير حاسمة".

وخلال الاطلاق تم عرض فيلم قصير يسلط الضوء على حالات للتأثر بالنزاعات المسلحة.

ويشيد التقرير بالأردن لاعتمادها سياسة الباب المفتوح وإتاحتها للاجئين العراقيين فرصة الحصول على التعليم، مبيناً الضغط الذي يتحمله نظام التعليم الأردني جراء ذلك.

ويشير التقرير إلى أن 42% من مجموع الأطفال غير الملتحقين بالمدارس في العالم، أي ما يساوي 28 مليون طفل، يعيشون في البلدان الفقيرة المتأثرة بالنزاعات.

ويبرز التقرير التقدم الكبير الذي أحرز في مجال التعليم منذ عام 2000، إلا أنه يحذر من أن العالم لا يسير في الطريق الذي يؤهله لتحقيق - بحلول عام 2015 - الأهداف الستة لضمان التعليم للجميع التي اتفق عليها أكثر من 160 بلداً في عام 2000.

والتقرير العالمي لرصد التعليم للجميع هو تقرير سنوي يعده فريق مستقل وتصدره اليونسكو.

وبعد إصدار التقرير، استضافت اليونسكو حلقة نقاش حول التعليم للجميع في المنطقة شارك فيها عدد من وزراء التربية والتعليم من الأردن والمنطقة العربية، إضافة إلى ممثل مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين ومنظمة الأمم المتحدة للطفولة.