​الملكة رانيا تطلق المرحلة الثالثة من "مدرستي" لتشمل محافظات الجنوب

07 نيسان 2010

عمان – "لا خيار لدينا سوى تحسين مستوى التعليم، والارتقاء بجميع أطرافه"، هذا ما أكدته جلالة الملكة رانيا العبدالله اليوم لدى إطلاقها المرحلة الثالثة من مبادرة "مدرستي" والتي ستشمل مائة مدرسة في الكرك والطفيلة ومعان والعقبة .

وفي كلمة لجلالتها خلال الاحتفال الذي اقيم في مجمع الأعمال وحضره رئيس الوزراء دولة سمير الرفاعي، ووزير التربية والتعليم الدكتور ابراهيم بدران وعدد من السادة الوزراء والمسؤولين في القطاعين العام والخاص ومؤسسات المجتمع المدني، قالت الملكة رانيا "في التعليم رفعة الأردن ولأجله سنتحمل المسؤولية".

وتوجهت جلالتها للحضور قائلة "نتطلّع جميعاً إلى دور فاعل لكم في الارتقاء بنوعيّة التعليم في الأردنّ الحبيب.." وأشارت إلى استطلاع عن الشباب في الوطن العرّبي بيّن أنّ همّ الشباب الأوّل في الأردن هو الالتحاق بجامعات نوعية مرموقة.

وقالت "التعليم لأيّ أردني هو الأساس الذي يطمح إليه ليقيم عليه حياته. وكان وما زال لنا أولوية .. حتى قبل الثورة الإلكترونية، بل وقبل دخول الكهرباء إلى البيوت.. كان التعليم شاغل كل أم أنارت لابنها لمبة الكاز ليحفظ على ضوئها دروسه، وكان أمل كلّ شاب جلس تحت مصابيح الشوارع يذاكر ويقرأ".

وأشارت جلالتها إلى وجود تحديات تواجه قطاع التعليم في الأردن، قائلة "نعم؛ لدينا مشاكل في قطاعنا التعليمي... أولها انعدام الثقة؛ وثانيها الاستخفاف بالمسؤولية. الثقة بأنّ لكل منّا دوره، وعلى كل منّا مسؤولية" مؤكدة جلالتها أن "الارتقاء بالتعليم عمليّة متكاملة ومتداخلة. عملية مرهون نجاحها بالحوار والشفافية والثقة بين وزارة التربية والتعليم والمعلمين والطلاب والأهالي، وأن يكون كل فرد عضواً فاعلاً في هذه العملية... وأن يقوم بدوره ... بدلاً من تقاذف المسؤولية أو اللوم. وفي المحصلة ... إمّا أن نرفع من شأن بلدنا بالتعليم أو أن ندفع جميعاً الثمن باهظا".

وأشارت جلالتها إلى اهتمام جلالة الملك عبدالله بالمعلمين قائلة "كما قال سيّدنا "المعلم هو أساس العملية التربوية ومحّورها. ونبذل كل الجهد لتحسين أوضاعه بكلّ ما لدينا من إمكانيات" لأنّ المعلمين هم أفضل وأهم إمكانيات بلدنا". منوهة جلالتها إلى أن "المسؤولية لا تستثني أحداً كما أنّ الحقّ في تعليم نوعيّ لا يستثني أحداً". مؤكدة على ان "التعليم هو نصيب الطلاّب من واجبنا الوطني و الإنساني".

وقالت أن "الشباب هم أكبر شريحة في مجتمعنا... طموحهم هو همّنا ومستقبلنا. ومسؤوليتنا أن ننير لهم المصابيح ليحققوا طموحهم ويرفعوا شأن وطننا عالياً".

وأشارت جلالتها إلى النجاح الذي حققته "مدرستي" في أقلّ من عامين من ناحية تحسين نوعية التعليم في نحو 200 مدرسة من أسوأ مدارس المملكة أوضاعاً.

وخلال الحفل ألقت مديرة "مدرستي" دانه الدجاني كلمة تحدثت فيها عن عدد من قصص نجاح المبادرة "في مدرسة مستأجرة في جرش حيث لا يتسع المجال لساحة، قام عضو من المجتمع المحلي بالتبرع بقطعة من أرضه المجاورة للمدرسة، وذلك شريطة جعلها ساحة يمكن أن تستخدم أيضا من قبل المجتمع. ولقد شارك الجميع من أطفال، ومدرسين، وآباء وكبار السن من الرجال حتى في زراعة وإنشاء الحديقة التي تستخدم الآن لممارسة الرياضة والأنشطة الأخرى خلال النهار، وكحديقة مشتركة للعائلات خلال المساء".

وأضافت "وصلت مدرستي إلى قلب وعقل 115 ألف أسرة، لها أبناء وبنات في 200 مدرسة، في ست محافظات من محافظات المملكة". مؤكدة انخفاض معدل تسرب الطلاب في عدد من المدارس بعد شمولها في "مدرستي"، وزيادة نسبة نجاح الطلاب في امتحانات الثانوية بنسبة 10% في 85 مدرسة مشمولة بـ"مدرستي".

وكانت جلالتها في بداية الاحتفال قد تجولت بين طاولات العرض الخاصة بمدارس مشمولة في المرحلة الثالثة لمبادرة "مدرستي"، وتحدثت مع متطوعي "مدرستي" الذين عرضوا لجلالتها مجموعة النشاطات التي يقومون بها مع الطلاب والطالبات.

كما تجولت جلالتها بين طاولات عرض عليها داعمو "مدرستي" من القطاع الخاص عملهم ونشاطاتهم في المدارس التي قاموا بتبنيها.

وفي المنطقة الخاصة بشركاء "مدرستي"، استمعت جلالتها لممثلي عدد من مؤسساتها الاخرى التي تعمل بالشراكة مع "مدرستي" وهي الجمعية الملكية للتوعية الصحية ومؤسسة نهر الأردن ومبادرة التعليم الأردنية ومتحف الأطفال وأكاديمية الملكة رانيا لتدريب المعلمين الذين تحدثوا عن البرامج التوعوية والتعليمية التي يقومون بتنفيذها في مدارس "مدرستي".

وفي حلقة نقاش تحدث السيد نديم حداد من شركة تويوتا عن انجازات الشركة في مدرسة حسبان الثانوية للبنين والأنشطة التي تمت في المدرسة.

وتحدث أحد طلبة مدرسة الامام مالك الثانوية للبنين عن تجربته في مدرسة كان يهرب منها ويغيب عنها لفترات طويلة، إلى أن انتقل إلى مدرسة الامام مالك التي غيرت نظرته إلى المدرسة وزادت من دافعيته للتعلم.

وتحدث الأستاذ رأفت، وهو أحد أساتذة مدرسة الخوارزمي الأساسية للبنين، عن بداياته في المدرسة ومدى رهبته من عدم تقبل الطلبة والمعلمين لوجوده لصغر سنه وكيف وظف مهارات اكتسبها خلال دراسته الجامعية بالتعامل مع الطلبة، اذ قام بالبدء باكتشاف مواهبهم وعمل قاعدة بيانات بذلك واشغال أوقات فراغ الطلبة بما يمكن الاستفادة منه. وأشار الى انجازات شركاء "مدرستي" وأهمها: مبادرة التعليم الأردنية التي وفرت الأجهزة الحديثة والانترنت اضافة الى اللوح الالكتروني التفاعلي الذي وسع آفاق الطلبة والمعلمين.

وتحدث أنس عن سلوكياته السلبية التي كانت تجعله أنانيا ولا يحب الدراسة والاختلاط بالطلبة من عمره، الى أن لاحظ وجود مجموعة من الشبان في مدرسته يشكلون لجنة تدعى "شباب مدرستي" أثارت اهتمامه وأصبح من أعضاء الفريق الذي يقوم بأنشطة عديدة في المدرسة منها: جمع النفايات الصلبة وعلب البيبسي، اضافة الى بناء مقاعد اسمنتية وزراعة الحديقة المدرسية ليعاد صرف المبالغ التي يجمعونها في تحسين مرافق المدرسة.

يذكر أنه منذ أن أطلقت جلالة الملكة رانيا العبدالله "مدرستي" في نيسان عام 2008، تم انجاز مرحلتين شملت تجديد مائتي مدرسة في محافظات عمان والزرقاء والبلقاء وجرش وعجلون ومادبا كما نفذت مجموعة من البرامج التوعوية المنهجية واللامنهجية في المدارس التي شملتها

و استطاعت "مدرستي" منذ اطلاقها حشد دعم عدد من مؤسسات القطاع الخاص، وتم تشكيل حوالي 170 لجنة محلية تقوم بجمع التبرعات وتنظيم النشاطات التوعوية والإرشادية مع مجموعة من المنظمات المحلية والجهات الرسمية المحلية. وانضمت عشر مدارس خاصة إلى برنامج التوأمة مع مدارس "مدرستي".

وقد تم اختيار المدارس للمرحلة الثالثة بالتعاون مع وزارة التربية والتعليم، حيث تم اختيار المدارس الأكثر حاجة للصيانة أو تمت صيانتها خلال السنوات السابقة بشكل جزئي وبسيط أو التي تفتقر لمعايير الصحة والسلامة في مبانيها ومرافقها.