الملكة رانيا تمضي يومها مع سيدات الكرك وتتفقد أعمال الصيانة التي تقوم بها "مدرستي" في الجنوب

08 حزيران 2010

شاركت جلالة الملكة رانيا العبدالله التي اليوم سيدات محافظة الكرك قصص نجاحهن وطموحاتهن في المزيد من الإنجاز والعطاء ضمن نهج القيادة الهاشمية التي تعمل من أجل رفعة الوطن والمواطن، كما تفقدت مراحل عمل مدرستي في المدارس المشمولة في الجنوب. وفي أول محطات الجولة التي بدأت بحفاوة الاستقبال من قبل أهالي الكرك، تجولت جلالتها في معرض منتجات جمعيات الكرك الذي أقيم في ساحة المحافظة واشتمل على معروضات من ست جمعيات فاعلة في الكرك.

 وخلال هذه الجولة التي رافقها بها محافظ الكرك علي الشرعة، توقفت جلالتها أمام إنجازات الجمعيات التي أبرزت جهود العاملين بها وخاصة في استثمار الإمكانيات المجتمعية في مناطق عمل الجمعيات. وتبادلت جلالتها الحديث مع السيدات العاملات والمستفيدات في تلك الجمعيات حول طبيعة المنتجات التي تنوعت بين أعمال الخياطة والتريكو وصناعة الأثواب الكركية والعباءات وتهديب الشماغات، إضافة إلى العديد من المنتجات الزراعية مثل الفاصولياء والبرغل ومواد غذائية مثل خبز الشراك والجميد والسمن والعسل. واستفسرت جلالتها من السيدات عن تسويق المنتجات داخل المحافظة وخارجها وحول الأساليب المتبعة لفتح أسواق جديدة تساعد على إيجاد نقاط بيع تشكل مصادر دخل للجمعيات والمستفيدات منها.

وأكدت جلالتها على أهمية ابراز المنتجات التي تشتهر بها الكرك بحيث تأخذ هوية المكان مثل الجميد الكركي الذي أصبح له سمعة واسعة داخل وخارج الأردن. وشارك في المعرض جمعية رعاية المعاقين- الكرك، جمعية وادي بن حماد، جمعية سيدات راكين الخيرية, جمعية شابات المنشية الخيرية، جمعية قريفلا الخيرية، وجمعية جديدة الخيرية. وعقب جولتها في المعرض، أقامت جلالتها مأدبة غداء لسيدات الكرك، بدأتها بالسلام على السيدات، ثم نقلت تحيات صاحب الجلالة الملك عبدالله أبو حسين إلى أهالي الكرك.

 وأعربت عن سعادتها بهذا اللقاء في كرك العز والأصالة والمجد. وقالت: " أنا سعيدة لوجودي في الكرك، المحافظة التي لها مكانة خاصة لدينا بما تتميز به وأهلها من صفات تؤثر فينا كثيرا وبالذات سيدات الكرك، إرادتهن وثقتهن بأنفسهن وصلابتهن ومثابرتهن. وأضافت: " لقد شاهدت اليوم مشاريع تمثل هذه الصفات، وتحافظ على التراث وتبرز الإنجاز وكيف تساعد العائلات والمجتمع المحلي... هناك كثير من المبادرات التي ترفع الرأس، وآمل أن تكون نماذج لكثير من السيدات في مناطق أخرى من المملكة." وأضافت: " أشعر بالفخر لإنجازاتكم، وأستمد منكم الإلهام والأمل لتقدم المرأة في مجتمعها وعطائها ودورها المهم جداً."

وتابعت: " من المعروف عن نساء الكرك حرصهن على تعليم أولادهن وبناتهن. وكما تعرفون أني أهتم بالتعليم من خلال ما أطلقت من مبادرات، فالتعليم هو السبيل لحل كثير من المشاكل والتحديات داخل مجتمعاتنا. والكرك هي من أول المحافظات التي أنشئت فيها مدارس في المملكة، وإن شاء الله تستمر هذه المبادرات والاهتمام بالتعليم وتبقى الكرك تخرج شباب وشابات يخدمون وطنهم."

وكان محافظ الكرك قد ألقى كلمة في بداية اللقاء أشاد فيها بالمكرمات الملكية التي استفادت منها مختلف محافظات المملكة وخاصة محافظة الكرك. وتضمنت جولة جلالتها في الكرك زيارة تفقدية إلى مدرسة الراشدية الأساسية المختلطة، إحدى المدارس المشمولة بمبادرة مدرستي المرحلة الثالثة التي أطلقتها جلالتها في شهر نيسان الماضي لمدارس الجنوب التي تنفذ بالتعاون مع وزارة التربية والتعليم ووزارة الاشغال.

واستمعت جلالتها إلى شرح موجز عن مبادرة مدرستي الجنوب التي تعد أضخم مرحلة من مراحل مدرستي من حيث الإعداد والبرامج التي سيتم تنفيذها في المدارس المشمولة. ورافق جلالتها في الجولة محافظ الكرك ومديرة مبادرة مدرستي دانا الدجاني والسيدة ريما زريقات مديرة المدرسة. وتبادلت جلالتها الحديث مع القائمين على المبادرة في المدرسة حول إضافة غرف صفية وغرفة للمعلمات وصيانة الغرف الصفية وفصل دورات المياه وصيانة المكتبة إضافة الى إصلاح الأبواب والنوافذ والمشارب.

وأعربت مديرة المدرسة عن ارتياحها لسير العمل في المدرسة التي يدرس فيها 380 طالب وطالبة من الصف الأول وحتى العاشر. وقالت أن أعمال الصيانة لم تؤثر على سير العملية التعليمية، وما أنجز لغاية الآن انعكس إيجابيا على تهيئة بيئة مدرسية صحية للطالبات والمعلمات. والتقت جلالتها مع فريق المتطوعين لمدرستي في الجنوب، ومع لجنة المبادرة من الأهالي والطلبة، حيث جرى تبادل الحديث حول الاستفادة من برامج مدرستي والبرامج غير المنهجيه التي ستضيفها مدرستي على العملية التعلمية في الجنوب وللمحافظة على الانجاز بما يتيح المجال أمام المجتمع المحلي للمساهمة في تعزيز روح المسؤولية الاجتماعية والعمل مع المبادرة لتلبية أولويات المدارس المشمولة في الجنوب. وضمن اهتمام جلالتها بتفقد احتياجات الأسر، زارت منزل أم مشعل، والذي يفتقر إلى أبسط أساسيات العيش الكريم، وتبادلت الحديث معها.

وهي سيدة متزوجة وأم لسبعة أطفال أكبرهم في السادسة عشر من عمره، وأصغرهم لم يكمل العام. وتعيش أم مشعل على معونة لا تتعدى الثمانين دينار شهريا من صندوق المعونة الوطنية، حيث لاتكفيها لمتطلبات الأطفال الأساسية من مأكل وملبس. حيث أن الزوج عاجز عن العمل بسبب ضعف بصره. وقد أوعزت جلالتها بتلبية متطلبات الأسرة وإجراء صيانة شاملة للبيت الآيل للسقوط، بالإضافة الى دراسة أوضاع عدد من الأسر في المنطقة تمهيدا للتعرف على احتياجاتهم وتلبيتها.