الملكة رانيا خلال حفل تكريم الفائزين بجائزتي المعلم والمدير المتميز: "العالم يشهد للأردن بطاقاته البشرية وبعقوله الرائدة"

05 كانون الأول 2011

كرمت جلالة الملكة رانيا العبدالله اليوم المعلمين والمديرين الفائزين بجائزتي الملكة رانيا العبدالله للمعلم المتميز في دورتها السادسة وللمدير المتميز في دورتها الثانية لهذا العام، وذلك خلال الحفل الذي اقامته جمعية جائزة الملكة رانيا العبدالله للتميز التربوي في قصر المؤتمرات بجامعة العلوم التطبيقية لاعلان اسماء الفائزين.

وقالت جلالة الملكة رانيا العبدالله رئيسة هيئة أمناء جمعية الجائزة في كلمتها بحفل التكريم "نحن فخورون بمعلمينا، فلهم بعد الله سبحانه وتعالى الفضل بأن نوعية التعليم في بلدنا هي الأفضل بين الدول العربية، وبأننا متقدمون في تعليم مادتي الرياضيات والعلوم. لكننا نطمح لتحقيق المعايير العالمية، وأن نتقدم في جميع المواد."

واضافت "أن توقعات الأردني من نفسه عالية، وهو ما يميز كل أردني وأردنية...والعالم كله يشهد للأردن بطاقاته البشرية، بعقوله الرائدة.... فراس مال هذا البلد بيمشي فوق الأرض وليس مدفون تحتها... لهذا فان حدوده السماء."

واعرب وزير التربية والتعليم العالي الدكتور عيد الدحيات عن شكر وتقدير الاسرة التربوية لجلالة الملكة رانيا العبدالله على رعايتها لهذه الجائزة وقال: "إن عملية الإصلاح التربوي الشامل وتكامل الجهود في مؤسساتنا الوطنية، قد ساعد وبشكل كبير في تحقيق مستويات من الإنجاز التربوي، تليق بمستوى الطموح؛ نقلت الأردن إلى الفئة ذات الاحتمالية العالية في تحقيق نهضة تعليمية تعتمد منهجية قائمة على التحليل والتفكير الناقد والإبداع."

واضاف: "تسعى وزارة التربية والتعليم وبشكل حثيث لإنشاء مركز لتدريب المعلمين، يعمل على إعدادهم قبل انخراطهم وخلال ممارستهم للرسالة النبيلة."

وقد حضر الاحتفال صاحبات السمو الملكي الأميرة ريم علي والأميرة غيدا طلال والأميرة أريج غازي والشريفة سرى بنت غازي ووزير التربية والتعليم الدكتور عيد عبدالله الدحيات وعدد من الشخصيات التربوية الأردنية، بالإضافة إلى أعضاء اللجنة العليا لجمعية الجائزة وأعضاء اللجنة الفنية ومدراء التربية وفريق المقيّمين ومنسقي جائزتي المعلم المتميز والمدير المتميز من كافة المديريات في المملكة. كما حضر الاحتفال مدراء مدارس المعلمين المرشحين، إلى جانب عدد من شركاء وداعمي جمعية الجائزة من القطاعين العام والخاص.

وأعلنت المدير التنفيذي لجمعية الجائزة لبنى طوقان في كلمتها عن بداية مرحلة جديدة لجمعية الجائزة تحمل أهدافاً جديدة، حرصاً من جمعية الجائزة على تطوير أعمالها بطريقة تواكب تطورات البيئة التربوية الأردنية، لتحافظ على تجدد مستمر وتحسين دائم يعكس طموح جمعية الجائزة غير المحدود، ورسالتها التي تؤكد على أن إنتاج المعرفة هو من المهام والمسؤوليات اليومية التي تلتزم جمعية الجائزة بها.

وبيّنت أن جمعية الجائزة ستقوم خلال كل احتفال تكريمي، وبدءاً من هذا العام، بالتعريف بأحد معايير جوائز التميّز التي يتم على أساسها اختيار الفائزين. وقد تم اختيار المعيار الأول من معايير جوائز التميّز وهو معيار "الفلسفة الشخصية"، الذي يمس حياة كافة أبناء المجتمع ويدفعهم كأفراد ومؤسسات للإجابة على أسئلة أساسية تدور حول ماهيّة أدوارهم وأحلامهم وأهدافهم في الحياة.

وشملت فقرات الاحتفال التي قدمتها المدربة سناء عبده عرض لفيلم قصير قدّم معايير جائزتي المعلم والمدير المتميز، بالإضافة لفيلمين قصيرين عن أحلام وأهداف معلمين ومديرين متميزين وأثرهم على مجتمعهم من طلبة وزملاء.

واختتم الحفل بالإعلان عن أسماء الفائزين بجائزة الملكة رانيا العبدالله للمعلّم المتميز لعام 2011 لفئاتها الخمس، بالإضافة إلى أسماء المدراء الفائزين بجائزة الملكة رانيا العبدالله للمدير المتميز لعام 2011.

وتفضلت جلالة الملكة رانيا العبدالله بتكريم الفائزين وتسليم الجوائز، وقد حصل المعلمون الفائزون بالمركز الأول على 3000 دينار أردني، والفائزون بالمركز الثاني على 2000 دينار أردني، أما الفائزون بالمركز الثالث فحصلوا على 1000 دينار أردني. أما المدراء الفائزون فحصل الفائزون بالمركز الأول على 4000 دينار أردني والفائزون بالمركز الثاني على 3000 دينار أردني والفائزون بالمركز الثالث على 2000 دينار أردني، بالإضافة إلى حوافز معنوية مقدمة من وزارة التربية والتعليم لجميع الفائزين، كرتب أعلى ونقاط إضافية. كما سيحصل الفائزون على فرص للمشاركة في أنشطة التنمية المهنية والأكاديمية التي توفرها جمعية الجائزة بالتعاون مع مؤسسات تربوية وأكاديمية مختلفة. كذلك يتم تسمية الفائزين سفراء في الميدان التربوي ليكونوا قدوة لزملائهم وليساهموا بدور فاعل في النهوض بالبيئة التعليمية والمدرسية في الأردن.


وفيما يلي نص كلمة جلالتها:
الأساتذة الكرام...
الحضور الكريم...
سلام على المعلمين والمديرين المشرفين على العملية التربوية بمجملها، والصائنين لبيوت العلم حرمتها.
سلام على من علم، ومن تعلم، ومن عمل من أجل العلم...
لأن العلم هويتنا، هو حدودنا، وهو أفقنا.
في العام الماضي قالت لي إحدى الفائزات: ليس هناك أجمل من أن يحس الإنسان بأن جهده يقدر، شكراً على الجائزة...
قلت لها: ليس هناك أثمن ممن يقدر المسؤولية التي بين يديه..
وأقول لها ولكل معلم ومدير تميز بعطائه عن غيره... شكراً،
على كل لحظة آثرتم فيها التعليم على حساب راحتكم، على كل نفس خرج معه حرف.. أو معلومة.. أو كلمة حنان لولد أو بنت...شكراً لأنكم علمتموهم وضع القلم على الصفحة ليرسموا ملامح بلدنا... وما أحلى الأردن، وما أجمل تفاصيله وما أرفع خلقه....تسلم إيديهم وتسلم إيديكم.
كل يوم تفتح أبواب وتغلق أخرى، وخياراتنا من أي منها ندخل وأي دروب نسلك هي التي تحدد مستقبلنا، كيف سننضج... كيف سنتغير...
والتغيير هو الثابت الوحيد في الحياة.
2011 كان عاماً حافلاً، تغيرت فيه ملامح عدة دول عربية من حولنا... نتمنى لهم الاستقرار قريبا. وعادة ما تلقي اضطرابات دول الجوار بظلالها على محيطها.
فحمداً لله على أمن بلدنا وأدام الله علينا الاستقرار والتفاهم والحوار.
في الأردن كان هذا العام .. عام الحوار. حوار بناء تحددت فيه الحقوق والواجبات والمسؤوليات. فالتغيير بالنسبة لنا في الأردن... هو فرصة.
فرصة للتعلم مما فات ووضع خطة حديثة للمستقبل. فرصة كل أردني ليمارس مواطنته، ليكون مسائلاً ومساءلاً، مستحقاً لحقوقه ومطالباً بواجباته.
المواطنة الفاعلة هي غد الأردن: علموا طلابكم حب الأردن، علموهم خدمة الأردن، علموهم المسؤولية، علموهم كيف يحولوا عشقهم للأردن عملاً؛ يكبر به الأردن ويكبرون معه. علموهم أبجديات المواطنة الصالحة كما تعلمونهم أبجديات اللغة.
نحن فخورون بمعلمينا، فلهم بعد الله سبحانه وتعالى الفضل بأن نوعية التعليم في بلدنا هي الأفضل بين الدول العربية، وبأننا متقدمون في تعليم مادتي الرياضيات والعلوم.
لكننا نطمح لتحقيق المعايير العالمية، وأن نتقدم في جميع المواد.
لم ننظر في يوم إلى من حولنا، ولم نقارن أنفسنا بأحد، لأن توقعات الأردني من نفسه عالية، وهو ما يميز كل أردني وأردنية...
والعالم كله يشهد للأردن بطاقاته البشرية، بعقوله الرائدة....
راس مال هذا البلد بيمشي فوق الأرض مش مدفون تحتها... عشان هيك حدوده السما.
دخلنا في العقد الماضي مرحلة جديدة، تغيرت فيها أساليب وأدوات الحياة والتواصل، ويجب على التعليم أن يواكب هذه التطورات لكي تتناسب مخرجات تعليمنا مع متطلبات السوق، مع إبقاء تعليمنا على الجذور والقيم التي تربينا وتربى آباؤنا عليها: الحب والاحترام والحزم، ونجعل من أدوات التعليم الحديثة والمناهج المتفاعلة غصونا. الجذور هي التي تبقينا أردنيين أما الغصون فهي التي سنمدها إلى آفاق جديدة، نبدع فيها ونتعلم منها...
أما المعلمون ... أنتم؛ أنتم الشمس...
وكدوار الشمس يفتح الأردن غصونه وبتلات وروده لأشعتكم... لعطائكم... لعلمكم، وجهوهم أيها الأفاضل.. إلى التميّز.
فالأردنيون دائماً متميزون...بما تعلموه، ومن علمهم...
مبروك للفائزين بالجائزة هذا العام، معلمين ومدراء، وبارك الله في وقتكم وجهدكم.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته