الملكة رانيا تزور الأهالي المنكوبين جراء الزلزال وتتفقد الخدمات الصحية والتعليمية

29 تشرين الأول 2005

مظفر اباد - من امام انقاض مدرسة دمرها الزلزال العنيف الذي ضرب الباكستان وبالتحديد في منظقة نيرول وجهت جلالة الملكة رانيا العبدالله نداء طارئا للعالم من اجل الاسراع في تقديم العون والمساعدات للمنكوبين هناك.

جاء ذلك خلال زيارة قصيرة قامت بها جلالتها إلى منطقتي مظفر آباد ونيرول ترافقها طائرة محملة بمواد الإغاثة والمستلزمات الضرورية لأهالي المنطقة.

وقالت جلالتها وبصفتها عضو منظمة اليونيسف "أرغب في التأكيد على الحاجة الملحة والطارئة لمعالجة الأوضاع هنا، فهذه من اكبر الكوارث الطبيعية التي نشاهدها، والآثار النفسية والإصابات ستكون بوضع أسوأ بكثير إذا لم نتحرك للمساعدة والعون معا وبسرعة".

وأضافت "الشتاء القارص يبعد عنا 4 أسابيع ولهذا يجب تحصين المنكوبين من جميع النواحي، حتى يتمكنوا على الأقل من تجاوز مرحلة ثلاثة شهور الشتاء، وإذا لم نتحرك الآن عشرات الآلاف سيفقدون حياتهم".

وركزت على ضرورة إبقاء روح العطاء وزيادة التحرك للعون والمساعدة ذلك أن هناك آلاف المدارس التي دمرها الزلزال والتي يجب إعادة بناءها بسرعة مشيرة الى ان الجميع مطالب بالوقوف الى جانب المنكوبين لان الامر لا يقتصر على الحكومات فقط ويحتاج الى تكاتف مستمر.

وكانت جلالتها التي أمضت سحابة هذا اليوم في مدينة مظفر آباد قد وصلت إلى إسلام آباد يرافقها في الزيارة سمو الأمير راشد بن الحسن رئيس الهيئة الخيرية الأردنية الهاشمية.

وكان في استقبالها في ارض المطار وزيرة التنمية الاجتماعية والتعليم الخاص في الباكستان زبيدة جلال والسفير الاردني وطاقم الوزارة وكبار المسؤولين هناك وممثل منظمة اليونيسف في الباكستان عمر العابدي.

وقامت جلالتها بتفقد أوضاع المنكوبين في إحدى المستشفيات المتضررة جراء الزلزال والتي تعاني من اكتظاظ كبير بالمراجعين وتجولت بين الأقسام واطمأنت على الأمهات والأطفال واستمعت إلى شرح من الأطباء حول الحالات وما تعاني منه المستشفى من نواقص في العلاجات والمستلزمات الطبية.

وفي منطقة نيرول زارت جلالتها الأطفال المنكوبين ممن يتخذون الخيام مدرسة لهم بعد ان دمر الزالزال مدارسهم وفقدوا الكثير من زملاء الدراسة والمعلمين فيها، وسجلت أحاديثهم اجواء الخوف والترقب والتشبث بالامل والرغبة في مواصلة التعليم.

وعقب زيارة المناطق المنكوبة التقت جلالتها مع زوجة الرئيس الباكستاني السيدة صحبا مشرف وبحثت معها الأولويات والاحتياجات المطلوبة لعمليات الإغاثة وما يمكن أن يقدم من اجل التخفيف النفسي على الأهالي والأطفال وما يجب عمله بعد الدمار من اجل استمرار الخدمات الأساسية من صحة وتعليم وتأمين مصادر عيش لمن تشرد وفقد مصدر رزقه وسكنه وحياته الطبيعية.

والطائرة التي رافقت جلالتها اليوم هي الخامسة وتحمل أيضا مواد اغاثة متنوعة هذا بالإضافة إلى قيام الأردن بإطلاق تليثون يوم أمس الجمعة لجمع المساعدات والمعونات للمنكوبين في الباكستان.

يذكر ان الاردن ومنذ اليوم الأول أرسل المساعدات حيث وصل عدد طائرات الإغاثة الأردنية إلى باكستان أربع طائرات، كما رافق الطائرات فريق إنقاذ مؤلف من اثني عشر فردا من مديرية الدفاع المدني العام للمساعدة في إنقاذ الأحياء من تحت حطام المنازل، واشتملت المساعدات إنشاء مستشفى عسكري ميداني متكامل مؤلف من اثنين وخمسين طبيبا وفنيا ويتسع إلى 50 سريرا ويضم مختلف التخصصات المتعلقة بالإسعافات والجراحة والعظام وأمراض الباطنية والأطفال وغرفتي عمليات وطواقم تمريضية وكوادر متخصصة في الأشعة والإنعاش والتخدير والمعالجة الحثيثة ومختبر وبنك للدم وأدوية ومحطتي توليد للطاقة الكهربائية وتحلية المياه.