خلال كلمة لها في المؤتمر العالمي للاتصالات المتنقلة الذي يعقد في برشلونة الملكة رانيا تشارك في اعلان أكبر حملة على مستوى العالم لدعم "هدف1" شبكات الخلوي تلتزم بإيصال رسالة "هدف1" لأكثر من مليار مشترك

16 شباط 2010

برشلونة – شاركت جلالة الملكة رانيا العبدالله اليوم في برشلونة أعضاء الاتحاد العالمي للاتصالات المتنقلة ورؤساء مؤسسات الهواتف الرائدة الإعلان عن اطلاق أكبر حملة من نوعها في العالم لدعم "هدف1: التعليم للجميع".

وجاءت هذه الحملة استجابة لدعوة جلالتها بصفتها مؤسساً ورئيسا عالمياً مشاركاً لحملة "هدف 1" التي تسعى إلى حشد الجهود من أجل ضمان تعليم 72 مليون طفل حول العالم هم خارج المدارس الأساسية اليوم.

وخلال مشاركتها في جلسة ضمن المؤتمر العالمي للاتصالات المتنقلة الذي يعقد في برشلونة وبحضور 1600 شخص من مدراء وممثلي شركات الاتصالات في العالم، ألقت جلالتها كلمة رئيسية أكدت فيها أهمية دور الوسائل التكنولوجية الحديثة بدعم حق الأطفال في الحصول على التعليم عالمياً.

وأكدت جلالتها على زيادة قوة تكنولوجيا الاتصالات المتنقلة، مشيرة إلى أن معدل نمو اتحاد الاتصالات المتنقلة وصل إلى أكثر من 1000 مشترك في الدقيقة. مؤكدة أن الطريقة التي يتم فيها استخدام الهواتف النقالة والرسائل القصيرة اليوم، تشكل ثورة في المجتمعات، وتساهم في تعزيز الاقتصاد، وتوفر طرق جديدة للتعامل مع الأزمات الانسانية وجهود المساعدات.

وقالت جلالتها "اليوم، الهواتف النقالة ليست فقط وسيلة للتحدث وإرسال الرسائل القصيرة والتواصل... ولا وسيلة لإرسال الرسائل الالكترونية، وتَشارُك الموسيقى والتقاط الصور. في الأسابيع الماضية، رأينا أجهزة الهواتف المتنقلة تُنقذ حياة أناس. بعد الزلزال الذي ضرب هايتي، رأينا تكنولوجيا أجهزة الهواتف المتنقلة تُستخدم ليس لحشد الجهود وجمع الأموال فقط ولكن لإنقاذ الناجين وإعادة الاتصال بين الأحباء. ففي بداية مرحلة تقديم المساعدات، حصل الصليب الأحمر الأمريكي على أكثر من 9 ملايين دولار تبرعات من أكثر من 900 ألف مستخدم لهذه الهواتف".

وأكدت جلالتها أنه "في العقد الماضي، وبسبب انخفاض أسعار الهواتف، ازداد توسعهم، خاصة في الدول النامية. ففي خلال عشر سنوات، ازداد عدد مشتركي الهواتف النقالة في أفريقيا بأكثر من 1000%".

وأضافت "في عام 2000، تعهد المجتمع العالمي بضمان التحاق جميع الاطفال في المدرسة بحلول عام 2015. ولكن مع بقاء خمس سنوات، يبدو أن 56 مليون طفل سيبقون خارج الصفوف المدرسية مع حلول الموعد النهائي".

وقالت جلالتها "تشير التقديرات إلى أن زيادة بنسبة 10% في استخدام الخلوي يمكن أن تؤدي إلى زيادة 0,8% في الناتج المحلي الإجمالي".

واضافت "انظروا إلى جنوب أفريقيا ... حيث موظفو الصحة يرسلون رسائل قصيرة لتذكير المرضى بأخذ دوائهم. وسيريلانكا، حيث تقدم الرسائل القصيرة نظاماً تجاريا لمساعدة المزارعين على بيع إنتاجهم وإيجاد سوق مستقبلي".

وقالت "فيما يتعلق بالتمويل، والزراعة، والصحة، ظهرت قدرة الهواتف الخلوية .. ولكن في قطاع التعليم، ما زالت قدرتهم غير مُدرَكة. وهو مجال يحتاج إلى انتباه عاجل منا جميعا، حيث نحتاج لتطبيق أفضل وأفكار أذكى. ولهذا السبب أنا هنا اليوم. تصوروا أن جميع سكان مدينة نيويورك، شنغهاي، لوس أنجلوس وطوكيو لم يذهبوا إلى المدرسة ولا يملكون المهارات".

وقالت "72 مليون: هذا عدد الأطفال الذين لا يذهبون لمدارس حول العالم اليوم. 72 مليون طفل لا يستطيعون تحديد مكان عيشهم على الخارطة، ولم يستخدموا نظام تحديد المواقع العالمي. 72 مليون طفل لا يستطيعون قراءة الرسائل القصيرة حول كيفية إمكانية الحماية من الملاريا حتى وإن كان لديهم هاتف ... 72 مليون طفل لا يستطيعون إرسال رسالة الكترونية لانهم لم يتعلموا أبدا كتابة جملة. الملايين من الأطفال .. طفولتهم في حالة انتظار دائمة. كل ذلك لأن حظهم سيء وولدوا في منطقة فقيرة أو في حالة نزاع، في عالم عليك أن تختار فيه إما الرسوم المدرسية أو الدواء .. الدراسة أو العمل في مصانع لتستطيع تأمين الخبز. هل هذا ما يعنيه أن نكون عائلة عالمية؟ الظلم وعدم التكافؤ لأطفالنا؟"

وقدمت جلالتها الشكر للمشاركين في هذه الحملة، وعبرت عن أملها في أن تساهم جميع الشركات العاملة في هذا المجال في دعم التعليم، وألا تتوقف مشاركتها في تعليم الأطفال على دعم حملة "هدف1"، ولكن أن يتخطاه إلى بدء فكرة "التعليم باستخدام الهواتف النقالة" .. والتي ستمكن الاطفال من التعلم في أي مكان وزمان، حيث تصل الدروس على الهاتف النقال.

وأكدت جلالتها للحضور أنهم قادرون على تغيير حياة الأطفال من خلال هذه الخاصية التي ستوفر الفرص للأطفال غير القادرين على الوصول إلى المدارس، والفتيات اللواتي يقضين ساعات في توفير المياه للعائلة أو الفتيان الذين يحرثون المزارع لآخر النهار.

وقالت جلالتها "لا نحتاج التكنولوجيا الأذكى أو الأغلى لإحداث التغيير. نحتاج الكثير من الهواتف رخيصة الثمن. نحتاج إلى بنى تحتية قوية للوصول إلى جميع المناطق. ونحتاج العمل معاً" وأضافت "أريدكم أن تكونوا من يمنح الأطفال الأكثر ضعفاً ... معلماً في جيبهم، صفاً في يدهم، ومستقبلاً ترسمه أناملهم".

ويشارك في هذه الحملة عدد من شبكات الاتصالات المتنقلة من جميع أنحاء العالم ونجوم كرة القدم والفيفا وعدد من داعمي التعليم، والمشاهير والمؤسسات الخيرية ودعاة دعم "هدف1". وستوفر شبكات الخلوي آلية يقوم من خلالها مليار مشترك بالتوقيع لدعم حملة "هدف1".

وبالتعاون مع "هدف1" ستعمل الحملة التي أطلقها الاتحاد العالمي للاتصالات المتنقلة على رفع شعبية كأس العالم للضغط على قادة العالم للالتزام بهدف ضمان التعليم العالمي بحلول عام 2015.

وفي كلمة للرئيس التنفيذي للاتحاد العالمي للاتصالات المتنقلة روب كون ويه أكد أن الاتحاد أدرك دور ومسؤولية الهواتف النقالة في تسخير الدعم الدولي للتعليم العالمي. وقال "نتيجة لذلك نعلن اليوم حملة تعاونية غير مسبوقة في مجال صناعتنا، باستخدام أكبر وسيلة في العالم لإحداث تغيير حقيقي في مستقبل الملايين من الأطفال في العالم".

وقال لاعب كرة القدم الجنوب أفريقي أرن مكني "بصفتي كابتن الفريق الجنوب أفريقي وبالنيابة عن فريقي، وعن جميع أطفال أفريقيا، أشكر شركات الهواتف النقالة التي وقعت حتى الآن لدعم حملة "هدف1: التعليم للجميع". هذا العام سيكون العام الذي تتحد فيه كرة القدم وشركات الهواتف النقالة لدعم أعظم القضايا: التعليم للجميع".

وستضم حملة الخلوي استضافة ادوات الاتصالات المتنقلة ومن ضمنها دعايات وتطبيقات ورسائل قصيرة إلى جانب مواضيع مبتكرة متعلقة بكرة القدم. وستطلق في 20 نيسان القادم، وتستمر حتى نهاية كأس العالم في جنوب افريقيا في 11 تموز – لدعوة جماهير كرة القدم حول العالم لضمان حصول كل طفل على فرصة الذهاب الى المدرسة بحلول عام 2015.

يذكر أن حملة "هدف1" انطلقت في ملعب ويمبلي في 20 آب 2009، وجلالة الملكة رانيا هي مؤسس ورئيس عالمي مشارك للحملة. وهي مبادرة عالمية أطلقتها الفيفا والمبادرة العالمية من أجل التعليم، بهدف جمع 30 مليون اسم من جميع أنحاء العالم للضغط على قادة العالم لضمان حصول 72 مليون طفل وطفلة غير ملتحقين بالمدارس في افريقيا وافقر دول العالم على الفرصة للالتحاق بالمدارس والحصول على التعليم مع حلول عام 2015.

ويشارك في هذه الحملة عدد من لاعبي كرة القدم اللامعين من جميع أنحاء العالم، كما حصلت الحملة على التزام عدد من القادة ورجال السياسة. حيث تعهد رئيس نادي برشلونة الإسباني جون لابورتا الذي حضر النشاط بتقديم الدعم من فريقه للبرنامج ولحملة "هدف 1".

ويمثل الاتحاد العالمي للاتصالات المتنقلة، اهتمام صناعة الاتصالات المتنقلة في جميع أنحاء العالم. وتغطي 219 بلدا، ويجمع الاتحاد حوالي 800 من مشغلي شبكات الهواتف النقالة، فضلا عن أكثر من 200 شركة في النظام الأوسع للهواتف المتنقلة، بما في ذلك مصنعي الهواتف وشركات البرمجيات، ومزودي المعدات، وشركات الإنترنت، ووسائل الإعلام ومنظمات وسائل الترفيه. ويركز الاتحاد على الابتكار وخلق فرص جديدة لعضويتها، لتحقيق الهدف النهائي المتمثل في دفع عجلة نمو صناعة اتصالات المحمول.

أما الحملة العالمية للتعليم، فهي شبكة وُجدت عام 1999 من منظمات غير حكومية واتحادات معلمين والمجتمع المدني في أكثر من 120 دولة ساهمت في إيجاد حملة "صف 2015" وحملة "هدف1". وفي كل عام تقوم الحملة بتنظيم أسبوع عمل عالمي لتشجيع حصول جميع الأطفال على التعليم كحاجة إنسانية أساسية.