ترجمة مقابلة الملكة رانيا مع بيكي اندرسون على سي ان ان

18 أيلول 2022

الملكة رانيا: لم يكن قد مضى على تسميتي ملكة الا بضعة أشهر عندما التقيت جلالة الملكة للمرة الأولى، وشعرت بتعاطفها معي كوني قد بدأت هذا الدور حديثا. فقد استطاعت أن تلمس قلة ثقتي بنفسي في ذلك الحين، وسألتها طالبة النصح. فحدثتني عن أهمية أن أكون حاضرة دائما وان احافظ على اعلى درجة من الانضباط والالتزام وان اهتم للتفاصيل الصغيرة. وقد اخذت على الدوام بنصيحتها، فكانت بالنسبة لي تجسد مفهوم الخدمة العامة. كانت امرأة نذرت نفسها لخدمة شعبها، وطوال سبعين عاما، لم تغفل عن ذلك يوما. واليوم، وان كانت ملكة بريطانيا، الا انها كانت باعتبار ملكة العالم أجمع. لقد عنت شيئا لكل منا، وبغض النظر عن هويتك، الا أنك تشعر ببعض من التعلق بها والقرب منها.

بيكي اندرسون: لقد أدهشتك الأجواء والحشود والجمهور البريطاني ومن اتى من جميع أنحاء العالم، فقط ليكونوا هنا في هذا التجمع الهائل

الملكة رانيا: لقد كانت السنوات الأخيرة صعبة على المملكة المتحدة، من محاولة الوصول لاتفاق بعد خروجها من الاتحاد الأوروبي، لتبعات الوباء العالمي، وارتفاع كلف المعيشة والتضخم الأخير. لكني لم اشعر يوما بهذه الدرجة من التآزر. لقد كانت القوة التي توحد الناس في حياتها وفي مماتها أيضا. لقد ذكرت العالم اليوم بما تعنيه ان تكون بريطانيا وأعطت الجميع آفاقا للأمل. كان من المذهل رؤية الجموع وقد التمت. سياسيون من مختلف الأطراف توحدت صفوفهم حول الملك الجديد. واليوم اذ نستذكر حياة، لكننا أيضا نحتفي بها، ونحتفل ببداية فصل جديد لهذا البلد وكلي تفاؤل.

بيكي اندرسون: ما أهمية هذه العائلة الملكية للهاشميين؟

الملكة رانيا: العلاقة تعود لعدة عقود وتمتد لبضع أجيال. الملك الراحل الحسين وجلالتها جلسا على العرش في عام 1952، وتمتعا بحوالي خمسون عاماً من الصداقة المتينة والتي تميزت أكثر كونهم خاضوا تجربة مشتركة معا كملوك. وقد ورث زوجي الملك عبدالله هذه العلاقة التي يعتز بها. وكان محبا لجلالتها كما كنت انا على الدوام، فمن المستحيل ان لا تكون كذلك. وتربطنا علاقة وثيقة مع جلالته والملكة القرينة كاميلا وابني الان مقرب من الأمير ويليام. إنها علاقة ممتدة عبر أجيال ونتمسك بها على الدوام فهي قائمة على قيم مشتركة. وكما تعلمين، فقد قضى زوجي وقتا في الجيش البريطاني، وتخرج ابني من ساندهيرست ايضا. هي علاقة متعددة الأوجه وتعود لزمن بعيد جداً.

بيكي أندرسون: كانت فترة حكم جلالة الملكة في فترة شهدت نهاية الاستعمار، وهناك شعور في جميع أنحاء المنطقة بأن هناك احتراما للنظام الملكي البريطاني يتداخل أيضا مع بعض القضايا التي نشأت من تلك الحقبة. كيف ترين تطور العلاقة في المستقبل؟

الملكة رانيا: كانت جلالتها دائماً صاحبة مبدأ، وكانت دوما على استعداد لتغيير السياسات وتعديلها متى ارتأت ذلك مناسباً. أعتقد أن الغالبية تتفهم أن النظام الملكي اليوم يختلف تماماً تجاه هذه القضايا. لكل مرحلة ظروفها، وإذ نمضي قدماً كما قلت، فلدى جلالة الملك (تشارلز) فهم واحترام عميق لمنطقتنا.

بيكي اندرسون: جلالة الملكة، كما أن لديه أيضاً إعجاب واهتمام عميق بالإسلام، والذي أعتقد أنه مهم في الوقت الذي نفكر به بعلاقة النظام الملكي البريطاني والشرق الأوسط والمنطقة ومنطقة الخليج مستقبلا.

الملكة رانيا: بالتأكيد لأنه شخص صاحب فكر ثاقب فهو على دراية بالأمور ويدرسها بعمق. فعندما يتعامل مع العالم الإسلامي يتعامل معه بحس من الوضوح والخبرة والمعرفة. لذا فهو يعرف المنطقة جيداً ويعرف كيفية التعامل مع الأمور وإيجاد طريقه. أنه رجل حكيم للغاية وليس لدي أدنى شك كم سيعزز العلاقات ليس فقط مع منطقتنا، ولكن مع كافة أنحاء العالم.