استكشف ماضي و حاضر الأردن على خرائط جوجل

23 تشرين الثاني 2015
ابتداء من اليوم يمكنك استكشاف أكثر من 30 موقعا تاريخيا في جميع أنحاء الأردن على Google Street View. لمعرفة المزيد، اقرأ المدونة التالية من قبل ضيفة اليوم على المدونة: جلالة الملكة رانيا العبدالله من الأردن.
 
إنه يوم رائع بالنسبة للأردن والأردنيين!
 
فبفضل Google Street View، يمكننا الآن مشاركة تاريخنا الغني والمتنوع مع كل من لديه إنترنت. هناك أكثر من 30 موقعاً تاريخياً متاحاً للاستكشاف الإفتراضي بنقرة زر، وللعالم الآن نافذة تطل على مملكتنا الرائعة في قلب الشرق الأوسط.

عبر الأزمان، تركت الحضارات القديمة بصماتها في الأردن والشرق الأوسط. ملامح من طريق الحرير الذي ربط مناطق العالم في التجارة، والمدن القديمة مثل جرش الرومانية والبتراء النبطية، ومواقع دينية هامة، مثل جبل نيبو ونهر الأردن. وليومنا هذا، ما زلنا نستكشف مثل هذه الآثار، ونحن متحمسون لمشاركتها مع العالم ليستمتع الجميع بها.
 
Google Street View يعطيكم فكرة جيدة عما يمكن أن تتوقعوا عند زيارة الأردن. حيث يمكن لمن يرغب الزيارة أو من لديه فضول لمعرفة المزيد عن أرضنا التاريخية، استكشاف تراث الأردن الفريد على الإنترنت. هذه إحدى الأسباب التي تجعلني أحب هذه التكنولوجيا. فهي لا تربط الملايين من جميع أنحاء العالم وتعطينا لمحة عن المستقبل فحسب بل تطلعنا على صور من الماضي أيضاً. وعندما نفهم أكثر عن قصص وثقافات وتاريخ بعضنا البعض، ندرك أن أوجه تشابهنا أكثر من أوجه إختلافنا.  لذلك يجب علينا المحافظة على هذه الكنوز للأجيال القادمة. فهي مدخل لروايتنا الإنسانية المشتركة.
 
 
 
حتى يومنا هذا... وبعد رحلات وأسفار كثيرة، لا تزال مدينة البتراء الوردية تبهرني. مخبأة في الوديان الجبلية المهيبة، يمكن للزوار التجول في مدينة البتراء (g.co/Petra) بأكملها وتخيُل ما كانت عليه الحياة في مركز تجاري مزدهر وعاصمة مملكة الأنباط. منحوتة باليد في صخور حمراء وبيضاء ووردية نابضة بالحياة، وبأعجوبة، نجت من الزلازل وصمدت أمام اختبارات الزمن. هواة الأفلام قد يتعرفون عليها من "انديانا جونز والحملة الأخيرة" عندما انضم هاريسون فورد وشون كونيري للقوات في سعيهم للعثور على الكأس المقدسة. الآن، يمكنك العودة بالزمن من خلال جولة مع دليل سياحي في هذه الجوهرة المخفية واستكشاف المقابر والمسرح والمواقع التي تمتد على مساحة بحجم  جنوب مانهاتن.
 
ويقدر عُمر "الخزنة" في البتراء إلى أكثر من 2000 عام
 
مدينة جرش الاثرية هي ثاني أكثر المواقع زيارةً بعد البتراء. وتعتبر واحدة من أفضل الأمثلة المحفوظة للعمارة الرومانية خارج إيطاليا. بنقرة واحدة يمكنك المشي بين أطلالها وفي شوارعها، والغناء في مسارحها، وتخيل في الحياة في حماماتها ومعابدها. ولكن قبل أن تغادر، تذكر إرسال رسالة عبر أعمدة المدينة القديمة الهامسة.
 
يمكن للمسرح الروماني الجنوبي لجرش أن يتسع لأكثر من ثلاثة آلاف شخص.
شارع الأعمدة – جرش، الأردن
 
الأردن موطن للعديد من المواقع الدينية مثل جبل نيبو، واحد من أكثر الاماكن المقدسة في الأردن. جبل نيبو يقع على بعد 10 كم غرب المدينة البيزنطية الرومانية مادبا. وبينما أنت بالقرب من مادبا، قم بزيارة كنيستها التاريخية للاطلاع على خريطة الفسيفساء، أقدم لوحة فسيفسائية أرضية في تاريخ الفن. خريطة مادبا الفسيفسائية، تعود للقرن السادس بعد الميلاد، احتوت بالأصل على أكثر من مليوني قطعة.
 
خارطة فسيفساء مادبا في كنيسة القديس جورج - مادبا، الأردن
 
ماذا يمكن أن يكون أكثر استرخاء من رحلة إلى أخفض بقعة على سطح الأرض وأن تطفو في أكثر المياه ملوحة في العالم؟ زيارة البحر الميت تجربة علاجية، وذلك بفضل الماء الغني بالأكسجين، والطين الغني بالمعادن.
بانوراما البحر الميت – البحر الميت – الأردن
 
في الوقت الذي تستكشف فيه، لا تتفاجئ من إيجاد قلعة من العصور الوسطى في وسط الصحراء. لدينا العديد منها كقلعة الكرك إحدى القلاع الصليبية، وقلعة عجلون التي بنيت في عهد صلاح الدين، والقلاع الصحراوية الأموية مثل قصر عمرة و قصر الخرانة.
 
قصر الخرانة –  الأردن
 
مهما كان اهتمامك، يمكنك أن تجده في الأردن. ولا يمكنني أن أشعر بالسعادة أكثر من الآن، شكراً لخرائط Google، يمكننا أن نشارك العالم تراثنا الثقافي الغني. بلدي الأردن الآن هو بلدك أيضاً.
 
الاردن هو واحة من الاعتدال و السلام في ظل الوضع المتأزم في الشرق الأوسط. و معروف بحسن الضيافة الذي أسهم بأزدهار صناعة السياحة فيه. فتعال واستكشف بعضها؛ تكلم مع الأردنيين وتعرف على طيبتهم وكرمهم وحسن خلقهم. تذوق مأكولاتنا؛ امشي في الأودية. استرخي في المياه العلاجية للبحر الميت وينابيع ماعين. استمتع بالألوان الغنية في وادي رم- خلفية الصحراء الخلابة لفيلم "المريخ-ذا مارشن".  وسر على خطى أسلافنا.  لدينا الكثير لتراه والكثير من التجارب لتعيشها.
 
ولجميع زوارنا نقول: أهلا وسهلا.