تحالف التراث العالمي يطلق شراكة مع وزارة السياحة لحماية المواقع التراثية الأردنية وجلالتها تؤكد على الموازنة بين جعل الإرث التاريخي متاحا للعالم وبين الحفاظ عليه

31 تشرين الأول 2007

عمان - تقديرا لما يمتلكه الاردن من كنوز تراثية وتاريخية اعلن تحالف التراث العالمي للسياحة المستدامة التابع لمؤسسة الامم المتحدة وشركة ايكسبيديا عن شراكة مع وزارة السياحة والاثار الاردنية للترويج وللحماية والحفاظ على المواقع الاردنية التي حددتها اليونيسكو ضمن مواقع التراثية العالمية ومن ضمنها مدينة البتراء الاثرية.

وخلال مؤتمر صحفي عقد اليوم بحضور جلالة الملكة رانيا العبدالله ورئيس مجلس امناء مؤسسة الامم المتحدة تيد تيرنر اعلن الجميع التزامهم بالتركيز على التنمية المستدامة وخاصة في المواقع التراثية.

وقدمت جلالتها الشكر لرئيس واعضاء مؤسسة الامم المتحدة على دورهم وجهدهم لاطلاق هذه الشراكة معبرة عن فخرها بتزايد أعداد السياح الذين يأتون الأردن بهدف الاستمتاع بإرث البتراء وقصر عمرة وأم الرصاص وغيرها من المواقع التاريخية والأثرية.

وقالت جلالتها ان الثراء التراثي يصاحبه مسؤولية كبيرة، ولهذا فإن السياحة المستدامةَ تعني الموازنة بين جعل هذا الإرث التاريخي متاحا للعالم وبين حمايته والحفاظ عليه حتى يبقى للأجيال القادمة ليتمتعوا به.

واضافت ان السياحة المستدامة تعني عدم نِسيان أن البتراء- كغيرها من المواقع الأثرية- هي بيت للعديد من الأردنيين، وبالنسبة لهذا المجتمع الحيوي الذي تحتضِنه صخور البتراء الوردية فإن هذا المعمار ليس فقط من إحدى عجائب التاريخ الأثرية فحسب، ولكنه أيضا مصدر قيم من مصادر دخلهم. ويجب أن نؤكد هنا على دور أهل البتراء كشركاء فاعلين في مستقبلها والعمل على بناء قدراتهم كحماة لكنوزها الخالدة.

وقالت جلالتها نحن جميعا في الأردن، وزارة السياحة والآثار، والقطاع العام والخاص ومؤسسات المجتمع المدني نتعهد بحمل هذه المسؤولية على أكمل وجه، متطلعين للعمل مع اتحاد التراث العالمي لضمان حماية هذه المواقع، والمحافظة على سحرها كما فعل بُناتها من قبلنا.

وتاتي زيارة اعضاء مؤسسة الامم المتحدة للاردن تقديرا لجهود جلالتها في المجالات الانسانية ولكون جلالتها احد اعضاء مجلس ادارة المؤسسة، في حين ان تحالف التراث العالمي هي مبادرة اطلقتها مؤسسة الأمم المتحدة وشركة ايكسبيديا في العام 2005 بهدف المحافظة على الارث العالمي والسياحة المستدامة والتنمية الاقتصادية للمجتمعات في وحول المواقع الأثرية التي تعتبر تراثا عالميا لدى منظمة اليونسكو.

واكد رئيس مجلس امناء مؤسسة الامم المتحدة تيد تيرنر على ان الاردن هو مهد الحضارة ومواقعه تعتبر بمثابة تذكير بأهمية ترابط القيم التاريخية والثقافية والمجتمعية، داعيا الى زيارة تلك المواقع واستكشاف التاريخ، مشيرا أن هذا من شأنه ان يساهم في قطع شوط كبير في تعزيز تفاهم اعظم وتحقيق السلام في العالم.

وقال وزير السياحة والاثار اسامة الدباس: معا نعرف الاخرين حول العالم عن الاردن، اهمية هذه المواقع للحضارة وكيف يمكن للحكومة والمجتمعات والصناعة والمنظمات العالمية ان تعمل معا لضمان ان تكون المواقع الاثرية التراثية في العالم موجودة لتستمتع بها الاجيال الحاضرة والقادمة.

وقال تم ورث رئيس مؤسسة الامم المتحدة ان للسياحة جانبين ايجابي وسلبي واذا لم تدار بعناية يطغى الجانب السلبي معربا عن سروره بتوقيع هذه الشراكة مع الاردن ليبقى البلد الرائد في هذا المجال كما هو في العديد من المجالات الاخرى. مؤكدا على ان السياحة مورد هام تاريخيا، ثقافيا، واقتصاديا.

واكدت اريكا هارمز، المدير التنفيذي لتحالف التراث العالمي للسياحة المستدامة انه يجب ان نلتزم جميعا لحماية هذه المواقع وتشجيع ممارسات السياحة المستدامة التي تحافظ على هذه المواقع وتساهم في بناء فائدة اقتصادية للمجتمعات المحلية.

وقال باول براون، رئيس شركة ايكسبيديا: "نحن فخورون بالعمل مع هذه المجموعة في الاردن لتعزيز السفر المستدام لمواقع التراث العالمي عبر بلدكم، ونتطلع لايجاد طرق لتوسيع هذه الجهود خاصة من خلال تعريف المسافرين عن الطرق لعيش التجربة في اهم المواقع الاثرية الاردنية بطريقة مسؤولة.

وتتضمن هذه الشراكة التعاون مع اليونسكو والوكالة الامريكية للتنمية الدولية مشروع تنمية السياحة الاردنية (سياحة)، وعدد من المنظمات المحلية. كما ستنفذ الوكالة الامريكية للتنمية الدولية/سياحة وتحالف التراث العالمي برنامجا للمساهمة في تقوية ادارة المواقع الاثرية الاردنية، خاصة في البتراء.

كما ستتضمن الشراكة العمل على اطلاق حملة توعية حول المواقع التراثية الاردنية وفي البتراء سيشتمل الدعم مزيد من المنح للمنظمات المجتمعية المحلية والمؤسسات المحلية والتدريب، وتنمية مشاريع ونشاطات السياحة المحلية، بما يتناسب مع مبادئ التراث العالمي والسياحة المستدامة.

واكد جاي نوت مدير بعثة الوكالة الامريكية للتنمية الدولية في الاردن ان الوكالة فخورة لتعميق مساهمتها ودورها في الحفاظ على المواقع التراثية الاردنية وتنمية السياحة المستدامة. واضاف البتراء تمثل فرصة نادرة ومسؤولية خاصة للاردن. ستساهم الوكالة في دعم الجهود الاردنية لجعلها موقعا يعتبر قصة نجاح على مستوى العالم.

وقال فرانسيسكو باندرين مدير مركز اليونسكو للتراث العالمي إن ثروة الاردن الثقافية والتاريخية اصبحت معروفة بطريقة واسعة وتجذب المزيد من السياحة للبلد وهو امر هام ان نحافظ على السياح الذين يأتون للتعبير عن تقديرهم.

وكان الاردن في 25 اكتوبر 2007 انتخب لمدة 4 سنوات ضمن الـ 21 عضو في تحالف التراث العالمي وهي الهيئة المكلفة بتنفيد اتفاقية التراث العالمي التابعة لمنظمة اليونسكو.