الملكة رانيا ترعى افتتاح منتدى النوع الاجتماعي

14 كانون الثاني 2007

بترا – عمان - استثمار قدرات المرأة وإمكانياتها في الاقتصاد الوطني كانت اليوم مدار نقاش فعاليات منتدى النوع الاجتماعي الذي افتتحت أعماله جلالة الملكة رانيا العبدالله كتأكيد على دعم القيادة للجهود الوطنية الهادفة إلى زيادة نسبة مشاركة المرأة في الاقتصاد الوطني.

وقالت جلالة الملكة خلال لقاء مع ممثلي عدد من الدول المشاركة في المنتدى حضرته وزير التخطيط والتعاون الدولي سهير العلي أننا في الأردن نمتلك التصميم والإرادة السياسية لتمكين النساء الأردنيات وتهيئة الظروف لتعزيز مسيرتهن وتقدمهن.

وأعربت عن أملها في أن يصبح الأردن المحفز نحو التغيير بالاتجاه الصحيح وهذا يتطلب شراكات للعمل معا نحو تحقيق الأهداف المرجوة مشيرة إلى أن ما تم انجازه تجاه قضية تمكين المرأة وزيادة مشاركتها في سوق العمل ايجابي خاصة فيما يتعلق بالتشريعات التي تتصل بزيادة فعالية المرأة في المجالات السياسية والاقتصادية.

وأكدت جلالتها تطلع الأردن إلى الاستفادة من تجارب الدول المشاركة في مجال تمكين المرأة وتعديل الاستراتجيات والخطط المستقبلية خاصة فيما يتعلق بالتشريعات التي تضمن مساواة المرأة في الحقوق والواجبات في سوق العمل وتحفيز مشاركتها الاقتصادية وبالتالي تحسين حياة الأسرة الاجتماعية.

وأشارت جلالتها إلى ضرورة تلمس التحديات التي تواجه قضايا المرأة خاصة المتعلقة بالضغوط الثقافية والذي يحتاج تغيير النظرة النمطية وتوفير البيئة القانونية وتوفير البيئة المناسبة للعمل وتوفير الدعم المالي لها من خلال الإقراض للمشاريع الإنتاجية الصغيرة التي تساعد المرأة على التخفيف من أعباء الأسرة المادية.

وكانت المشاركات من فرنسا واليونان وبريطانيا والبنك الدولي قد استعرضن تجارب بلادهن في زيادة مشاركة المرأة في سوق العمل وفي الحياة السياسية على حد سواء والوسائل والإجراءات التي تضمن رفع كفاءة المرأة لتكون مساوية للرجل في مجال العمل وكذلك تجارب تدريب المرأة للمرأة نفسها لتهيئتها لدخول سوق العمل والدعم الذي تتلقاه النساء الرياديات لتنفيذ أفكارهن الريادية وتحويلها إلى واقع ملموس.

وأكدت المشاركات على أهمية الحوار الاجتماعي مع المنظمات الدولية العاملة في مجال النوع الاجتماعي والاستفادة من تجاربها الغنية في هذا المجال.

وخلال الجلسة الافتتاحية للمنتدى الذي تنظمه وزارة التخطيط بالتعاون مع البنك الدولي ومنظمات دولية متخصصة في هذا المجال، وبحضور سمو الأميرة منى الحسين وسمو الأميرة سمية بنت الحسن وعدد من السادة الوزراء وكبار المسؤولين في المؤسسات العاملة في هذا المجال أكد رئيس الوزراء الدكتور معروف البخيت أهمية تمكين المرأة وزيادة مشاركتها في الحياة الاقتصادية خاصة وان التحديات التي أمامنا كبيرة وتتطلب مشاركة أوسع في النشاطات الاقتصادية.

وقال أننا نؤمن في الأردن بأن ضعف مشاركة المرأة الاقتصادية تمثل أحد أشكال هجرة الأدمغة من خلال تجميد وهدر طاقاتها الإنتاجية لتحقيق مستوى معيشة أفضل للأسرة والمجتمع.

من جانبها أكدت وزيرة التخطيط والتعاون الدولي اهتمام الأردن بنقل تجارب الدول التي سبقتنا في مجال النوع الاجتماعي مع الأخذ بعين الاعتبار الخصوصية الأردنية.

وأضافت في كلمة القتها في جلسات المنتدى أن توفر الادارة السياسية ومن أعلى المستويات للتعامل مع قضية تمكين المرأة وزيادة مساهمتها يشكل أحد أهم عناصر النجاح في التعامل مع هذه القضية ووضع الاليات والسبل المناسبة بما ينسجم مع الثقافة الاردنية اخذين بعين الاعتبار أفضل الممارسات الدولية.

وتشير الإحصاءات إلى أن زيادة مساهمة المرأة يعمل على تحقيق التنمية المستدامة وتفعيل الحاكمية الرشيدة القائمة على المشاركة الكاملة والمنصفة لجميع فئات المجتمع يعزز مبدأ المساءلة والشفافية.

من جانبها قالت البارونة //اليزابيث سايمونز// من مجلس اللوردات البريطاني أن التطورات التي نشهدها في مجال النوع الاجتماعي ومساواة المرأة بالرجل في الاردن تشير إلى تطور كبير خاصة وأن هناك مبادرات ريادية كثيرة للمرأة في مجال الأعمال.

وقالت قضية المرأة والنوع الاجتماعي ترتبط بشكل أساسي في التشريعات الناظمة لهذا النشاط وعلى كل دولة أن تقرر بنفسها كيفية تطوير هذه التشريعات.

واستعرضت التجربة البريطانية في مجال تمكين المرأة وزيادة مشاركتها في الحياة السياسية والاقتصادية على حد سواء.

وقالت نائب رئيس البنك الدولي لمنطقة الشرق الاوسط وشمال إفريقيا دانييلا جريساني أن رعاية جلالة الملكة رانيا العبدالله لمنتدى تمكين المرأة يؤشر على مدى اهتمام جلالتها في ايجاد سبل عملية لزيادة مساهمة المرأة في النشاطات الاقتصادية والاجتماعية.

وشددت على أهمية التركيز على توفير فرص اقتصادية للنساء لتسهم في تحقيق الأهداف الاقتصادية الوطنية وزيادة مشاركتها في عملية التنمية المستدامة.

وبينت أن مشاركة المرأة الأردنية في سوق العمل لا زالت متدنية مقارنة والمستوى التعليمي الذي وصلت له مؤكدة أن تدني مشاركة المرأة ينعكس سلبا على التنمية الاقتصادية والاجتماعية.

ويسعى المشاركون في المنتدى إلى الخروج بتوصيات عملية تمكن المرأة في الأردن من عكس مستواها التعليمي على سوق العمل وتمكينها من تحويل الأفكار الريادية الى مشاريع اقتصادية مدرة للدخل بتوفير مصادر تمويل سهلة للمرأة.