خلال افتتاح أكاديمية الملكة رانيا لتدريب المعلمين، الملكة رانيا تؤكد أن الأكاديمية ستعمل على تدريب شبكة خبراء لنقل أثرهم في الأردن والوطن العربي

14 حزيران 2009

عمان - قالت جلالة الملكة رانيا العبدالله أن "الأردن لا يطمح لأقل من التميز خاصة في موارده البشرية ومستقبله"، مؤكدة على أن الاهتمام بالتعليم يأتي في سلم الاولويات الوطنية لتعزيز الدور الذي تلعبه العملية التعليمية في تهيئة الفرد على الصعيد المحلي والعربي والعالمي.

جاء ذلك في كلمة لجلالتها دشنت فيها افتتاح أكاديمية الملكة رانيا لتدريب المعلمين التي تتكامل مع مبادرات جلالتها التعليمية، ولتكون الأكاديمية أحد الصروح التدريبية المتميزة في الأردن والمنطقة لتدريب المعلمين وتحسين مهاراتهم وتطوير كفاءاتهم لرفع المستوى التعليمي بشكل عام.

وخلال حفل الافتتاح الذي حضرته سمو الأميرة سمية بنت الحسن، ورئيس الوزراء نادر الذهبي ورئيس مجلس الأعيان زيد الرفاعي ورئيس الديوان الملكي ناصر اللوزي وعدد من رؤساء الوزراء السابقين وعدد من السادة الوزراء والأعيان ورئيس البنك الاسلامي للتنمية معالي الدكتور أحمد علي ورئيس مجلس إدارة الأكاديمية الدكتور صفوان المصري ورئيسة كلية المعلمين في جامعة كولومبيا سوزان فارمن وعدد من كبار المسؤولين في المؤسسات التربوية والتعليمية في الاردن والمنطقة والعالم قالت جلالتها "نحن هنا اليوم لإطلاق أكاديمية تدريب المعلمين، لنسلح المدرس بما يحتاج لاستعادة مكانته في مجتمعاتنا ... كمعلم."

وأضافت "لهذا بدأت أكاديمية الملكة رانيا لتدريب المعلمين بالاشتراك مع كلية المعلمين بجامعة كولومبيا المتميزة على مستوى العالم، بالتدريب على أحدث وأهم أساليب وأدوات التعليم المتميز في عصرنا. كما بدأ خبراء الأكاديمية بالتعاون مع وزارة التربية والتعليم وضع المناهج التدريبية، لتكون موحدة في تطورها وهويتها التي تتماشى واحتياجات الأردن التعليمية، ومتطلبات العصر التكنولوجية والمهنية".

وتحدثت جلالتها عن الدور المحلي والإقليمي للأكاديمية قائلة "الأكاديمية تعمل بالتنسيق مع عدة مؤسسات تعليمية أردنية على تدريب المعلمين الذين سيكونون شبكة من الخبراء التربويين، وسيدربون بدورهم باقي المعلمين سواء في الأردن أو في وطننا العربي. لأننا جزء لا يتجزأ .. لا ثقافة ولا مصيراً ولا هوية من عالمنا العربي، وإبن الأردن لم يعد يتنافس على الوظيفة مع ابن بلده فحسب، بل مع من هم كفؤ في مصر والامارات ولبنان .. كما لم تعد حدوده الأردن، فخبراته وإمكانياته مطلوبة أينما كان؛ حاله حال الكوادر العربية العالية".

وفي إجابة على من يشككون بدور المعلم قالت جلالتها: "نقول لهم: إن كان ذلك صحيحاً لماذا إذاً تبنى سمعة صروح العلم على كفاءة معلميها؟ سواء كانت مدارس أم جامعات أم معاهد .. بل أن تخصص التعليم وانخراط المجتمع بالعملية التعليمية من شأنه أن يدعم المعلم ويزيد من عطاءه، لا أن يسحب البساط من تحت أقدامه".

وأشارت جلالتها إلى أن "كثيراً من المعلمين تجردوا من صفاتهم القيادية والإلهامية والارشادية .. وأصبح المعلم .... مدرساً".

وأكدت جلالتها على أهمية استعادة دور المعلم في مجتمعه "نرمي من خلال الأكاديمية الجديدة لأن يصبح مدرسو الأردن المتفوقين "معلمين"، لأن يستعيد المعلمون مكانتهم كأكثر فئات الشعب معرفة ووعياً بأمور مجتمعهم واحتياجاته، ومرشدين وملهمين لتلاميذهم. كي ينتجوا أجيالاً يشار إليها بالبنان، ويسأل "من علمه؟" فيقولوا .... الأردن".

وفي بداية الاحتفال قال الدكتور المصري "لأنها أم، ولأنها تعي عظم المسؤولية وحجم الأمانة ولأنها تؤمن بأن أطفال الأردن وشبابه هم ثروة الأردن الحقيقية نجتمع اليوم هنا بتوجيه من جلالتها لنحمل الأمانة معهم، نجتمع اليوم هنا لأنهم حجر الزاوية."

واشار الى ان اكاديمية الملكة رانيا لتدريب المعلمين ستعمل الى جانب مدرسة الاكاديمية الدولية عمان في مجال تدريب المعلمين.

وشاهدت جلالتها والحضور فيلماً عن الأكاديمية وما ستساهم فيه من أجل تطوير مسيرة التعليم في الأردن والمنطقة.

وتحدث عدد من المعلمين عن تجربتهم، فشارك المعلم عادل الكيالي الحضور تجربته مع معلم اللغة العربية قبل أكثر من ثلاثين عاماً والذي كان يستخدم طرق ممتعة لتحفيزهم لتعلم اللغة.

وقالت المعلمة دعد ريماوي "رحلتي كانت شاقة، وأعتقد أن الكثير من المعلمين والمعلمات الجدد يمرون بنفس التجربة. أتمنى بافتتاح هذا المركز أن تصبح عملية التعليم للمعلم الجديد ميسرة وسهلة منذ بداية الطريق".

وسردت المعلمة رجاء الخطيب قصة تغيير أسلوبها في التعليم وقالت "هذه قصتي: أنا أعمل بعاطفة ورغبة، وأتوقع من طلابي أن يتعلموا برغبة وعاطفة. بالنسبة لي أكثر ما يهمني هو صوتهم".

وأشار المعلم مأمون الزعبي إلى أن الدورة التي شارك بها في الولايات المتحدة ساعدته في زيادة ثقته التي انعكست بطريقة ايجابية على طلابه. "هم يحترمونني وأنا أحترمهم. والآن أحب عملي".

وشهدت جلالة الملكة رانيا العبدالله توقيع إتفاقية تعاون وشراكة بين كلية المعلمين في جامعة كولومبيا، وأكاديمية الملكة رانيا ومركز جامعة كولومبيا الشرق أوسطي للأبحاث.

وتجولت جلالتها في مرافق الأكاديمية ففي القاعة متعددة الوسائط اطلعت على العمل الذي ينفذ ضمن برنامج شبكات المدارس في مدارس مختارة من عمان والزرقاء وشاهدت عرضاً عن الصورة المستقبلية لتوسع البرنامج في السنوات القادمة.

واطلعت جلالتها على برنامج التهيئة الوظيفية، وتعرفت جلالتها على المراحل التي تمر بها مجموعة المعلمين للحصول على برنامج تأهيلي لمدة 4 أشهر، واستمعت إلى أهداف البرنامج.

وقد تم إنشاء أكاديمية الملكة رانيا لتدريب المعلمين، عام 2008 كمؤسسة مستقلة لتكون مركزاً للخبرة في مجال إعداد المعلمين وتطوير السياسات التربوية في الأردن والمنطقة.

وتعمل الأكاديمية بالتعاون مع وزارة التربية والتعليم وبشراكة مع كلية المعلمين في جامعة كولومبيا من خلال مركز جامعة كولومبيا الشرق أوسطي للأبحاث ومقره الأردن (CUMERC)، على تطوير وتنفيذ برامج تربوية وتدريبية عالية الجودة تلبي احتياجات المعلّم الأردني والقيادات التعليمية وتساعدهم على مواكبة التطور العلمي والتربوي والمساهمة في تحسين نتاجات التعليم وتخريج جيل منتج ومفكر ومنتمي.

وستسهم هذه الشراكة في بناء القدرات المؤسسية للأكاديمية لتنفيذ برامج تربوية من خلال كوادرها والخبرات الأردنية إضافة إلى البرامج المنفذة مع كلية المعلمين بجامعة كولومبيا. كما ستستمر الأكاديمية ببناء علاقات وثيقة مع الجامعات المحلية والمؤسسات التعليمية لتوسعة شبكتها وزيادة أثرها في تطوير برامج تهيئة المعلمين.

وتركز الأكاديمية في المرحلة الأولى على تطوير وتنفيذ برامج تربوية متخصصة لتدريب المعلمين والقيادات المدرسية في المدارس الحكومية من خلال البرامج التدريبية والبرامج المعتمدة من الجامعات. وإضافة لذلك تسعى الأكاديمية لتولي دور استشاري وتنسيقي للجهود الوطنية المبذولة لتحسين برامج تهيئة المعلمين الجدد وبرامج التنمية المهنية للمعلمين ضمن خطط التطوير التربوي نحو الاقتصاد المعرفي.