خلال افتتاحها مركز كولومبيا لأبحاث الشرق الاوسط في الأردن، الملكة رانيا تؤكد:"العلم والمعرفة مُلك للجميع والتعليم لا حدود له "

22 آذار 2009

عمان - ثمرة لجهود جلالة الملكة رانيا العبدالله تم اليوم افتتاح مركز كولومبيا لأبحاث الشرق الأوسط في عمان، والذي يعتبر الأول ضمن خطة جامعة كولومبيا لانشاء شبكة من المراكز حول العالم لتشجيع وتسهيل التعاون الدولي ومشاريع البحوث الجديدة.

وخلال الحفل ألقت جلالتها كلمة افتتاحية أكدت فيها على أن: "وجود جامعة كولومبيا في الشرق الأوسط يجسد أسمى معاني العالم الأكاديمي، ألا وهو أن العلم والمعرفة هي مُلك للجميع، وأن التعليم لا حدود له."

وقالت جلالتها: "عملت جامعة كولومبيا في الأردن منذ وقت طويل بأقسامها وبرامج الدراسات العليا التي توفر المعلومات للباحثين وتعود بالنفع على الأردنيين. وتنير جامعة كولومبيا الطريق في الأردن أمام العاملين في العمل الاجتماعي ليتعرفوا على طرق ووسائل جديدة تساعدهم في أداء عملهم. تمدهم بالنشاط والأمل وتعدهم ليتمكنوا من تقديم العون لمن يحتاجه بطرق أسرع وأفضل."

وأضافت: "أما كلية المعلمين التابعة لجامعة كولومبيا فتساهم في تحسين مهارات المعلمين والمعلمات لدينا، وتزيد من ثقتهم بأنفسهم وتصقل مهاراتهم وتقنياتهم، وتساعدهم ليصبّوا اهتمامهم ليس على الالواح من أمامهم بل على الطلاب أنفسهم."

وبالحديث عن نظرتها المستقبلية لمراكز الابحاث قالت جلالتها: "بينما تنمو مراكز شبكات الأبحاث، سيرتبط الأردن بمجتمع لا يقدر بثمن من العلماء والمثقفين، والمهندسيين والفنانين، والمعلمين والمتعلمين ليصبح الأردن بذلك ملتقى للنشاطات الفكرية. ومع الوقت سيصبح مركز كولومبيا للأبحاث مصدرا أكاديميا رائدا في الشرق الأوسط ومقدما مهما للمنح العالمية."

واضافت: "نعم، لن تقوم شبكة كولومبيا للأبحاث بتوسيع آفاق معرفتنا فقط ونشر مبادئ التسامح والتفاهم المشترك بيننا. بل ستجسد أيضا أسمى معاني الوجود الانساني، وهو أن جميع الناس سواسية وأن الانسانية لا حدود لها."

كما القى رئيس جامعة كولومبيا لي بولنجر كلمة قال فيها: "نحن ممتنون بشكل خاص للتشجيع والدعم القوي الذي حصلنا عليه من جلالة الملك عبدالله وجلالة الملكة رانيا العبدالله في إنشاء هذا المركز". وأضاف أن هذا المركز هو الثاني من بين 6 الى 8 مراكز أخرى سيتم انشاؤها في أنحاء مختلفة من العالم في المستقبل.

كما ألقى مدير المركز في عمان الدكتور صفوان المصري كلمة أكد فيها على أن وجود المركز في عمان سيساعد في توسيع شبكة كولومبيا من خلال بناء جسور في المنطقة. وأضاف أن التعاون والشراكات التعليمية التي يمكننا ايجادها تفيد الجميع في مواجهة المشاكل التي تواجه العالم ككل.

وتجولت جلالة الملكة رانيا العبدالله في مرافق المركز يرافقها رئيس الجامعة ومدير مركز كولومبيا في عمان، حيث التقت جلالتها مجموعة من المشاركين في دورات تدريبية في مجال العمل الاجتماعي، واستمعت من أحدهم عن أهمية هذه الدورات وما اكتسبوه من مهارات وخبرات متعددة كمبادئ الاشراف وتقييم الحالات المختلفة وكيفية التعامل معها.

ثم انضمت الى مجموعة من المعلمين ممن انهوا دورات التيسول بالاضافة الى 11 معلم ومعلمة كانوا قد أنهوا دورات تدريبية في جامعة كولومبيا في نيويورك عام 2007، حيث شاركوا جلالة الملكة تجاربهم والمهارات التي اكتسبوها معبرين عن رغبتهم بحضور عدد أكبر من الدورات التي تساعدهم في مجال عملهم.

وفي نهاية جولتها اطلعت جلالة الملكة على أقسام معرض الهندسة والتخطيط ومعرض الفنون واستمعت الى شرح موجز من عميد كل قسم عن آلية العمل المتبعة وأحدث المشاريع التي يعملون عليها حاليا.

كما ترأست جلالتها اجتماع المجلس الاستشاري للمركز المكون من 14 عضو، وتم مناقشة استراتيجية المركز وكيفية تطوير برامجه لتتمكن من توفير حلول دائمة لعدد من المشاكل العالمية منها الاستدامة والتعليم والتغيرات المناخية ومشكلة العجز المائي والفقر. وأكدت جلالة الملكة على أهمية انشاء هذا المركز الذي سيوفر حلولا جديدة لمشاكل القرن الواحد والعشرين.

وتبع الجلسة الافتتاحية، جلسة حوارية حول التنمية المستدامة في منطقة الشرق الأوسط شارك فيها وزيرة الدولة في الإمارات العربية المتحدة ريم ابراهيم الهاشمي، ورئيس الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ راجندا باشورى، ومدير معهد الأرض في جامعة كولومبيا جيفري ساكس، والباحثة في معهد الأرض اليساندرا جيانيني.

وعُقدت جلسة حوارية تناولت وجهات النظر حول رئاسة أوباما، أدارها استاذ الدراسات العربية الحديثة في جامعة كولومبيا رشيد الخالدي، وشارك فيها المسؤول الاداري في جامعة كولومبيا الان برينكلي، والمسؤولة الادارية في الجامعة الأمريكية في القاهرة ليزا أندرسون، ورئيس دراسات الشرق الاوسط في جامعة برنستون دانيال كيرتزر، ومراسل بي بي سي في الشرق الأوسط جيم موير.

وكان عدد من الصحفيين قد شاركوا مسبقا في مؤتمر صحفي لمدير مركز كولومبيا للأبحاث رئيس الجامعة ومدير مركز كولومبيا في عمان تحدثوا فيه عن أهداف انشاء المركز وما سيقدمه من خدمات للأردن والمنطقة.

وستوفر مراكز كولومبيا للأبحاث مجموعة من الأنشطة والموارد لتحسين نوعية التعلم والأبحاث في العالم وقاعدة إقليمية للأنشطة العلمية في جميع أنحاء الشرق الأوسط، كما سيعزز الشراكات الأكاديمية للجامعة وبرامجها في المنطقة. وينصب التركيز على إنشاء شبكة من الشراكات في عواصم العالم لمواجهة التحديات العالمية المعقدة من خلال التعاون بين الباحثين والطلاب والموظفين في المؤسسات الحكومية والخاصة، والمبدعين في كافة المجالات.

ومن بين أوجه التعاون الجديدة في عمان اطلاق مختبر أبحاث رئيسي لأعضاء هيئة التدريس والطلاب والباحثين المرتبطين بكلية الدراسات العليا في الهندسة المعمارية والتخطيط في كولومبيا، ونظرائهم في الشرق الأوسط.

كما تشاركت كلية العمل الاجتماعي في هارفارد مع مؤسسات حكومية وغير حكومية في الأردن لتقديم دورة دراسية مكثفة حول أسس العمل الاجتماعي.

وقامت كلية المعلمين في السنتين الماضيتين بتقديم دورات لتعليم اللغة الانجليزية لغير المتحدثين بها. وفي تموز 2008، تعاونت الكلية مع وزارة التربية والتعليم من خلال إرسال عدد من المستشارين للمساهمة في تحسين المدارس الحكومية، حيث شاركوا في خلوة على مدار خمس ايام لتنظيم ورشات تدريب ما قبل التوظيف للمعلمين.

وتعتبر جامعة كولومبيا، خامس أقدم مؤسسة للتعليم العالي في الولايات المتحدة، وواحدة من أفضل المراكز البحثية في العالم، وتهتم بتدريب المعلمين إضافة إلى ما تقوم به من أبحاث في مجالات الطبّ، والعلوم والفنون، والعلوم الإنسانية. وتسعى باستمرار إلى تعزيز آفاق المعرفة والعمل لإيجاد مجتمع يفهم ويعالج القضايا المعقدة في عصرنا.

ويذكر أن جلالة الملكة استضافت المشاركين في حفل افتتاح المركز على مأدبة عشاء أقيمت في قصر بسمان الزاهر.