ترجمة مقابلة الملكة رانيا مع كريستيان أمانبور - سي ان ان

11 آذار 2024

كريستيان أمانبور: الملكة رانيا، مرحباً بعودتك إلى برنامجنا.

الملكة رانيا: شكراً لك، كريستيان.

كريستيان أمانبور: هل يمكنني أن أسألك أولاً... إنه رمضان. بدأ للتو، وأتساءل بماذا تفكرين بالنسبة لك ولعائلتك، وللمسلمين حول العالم، للاحتفال، أو ربما ليست الكلمة الصحيحة - إحياء شهر رمضان هذا العام في خضم هذه الحرب؟

الملكة رانيا: حسناً، كما تعلمين كريستيان، رمضان بالنسبة لنا هو شهر عبادة وإحسان ورحمة تجاه الآخرين، وأعتقد أننا هذا العام نستقبل هذه الأيام بقلوب مثقلة جداً. يرتبط شهر رمضان عادة بالجمعات العائلية، والتقاء الناس ومشاركة الوجبات والإفطار معاً. لكن كيف هو الحال بالنسبة لأهل غزة اليوم الذين يعانون من الجوع والعطش في خيام أو ملاجئ مؤقتة، حزينون على موتاهم والحياة التي كانوا يعيشونها قبل بضعة أشهر فقط.

كما تعلمين، كريستيان منذ بداية هذه الحرب، قامت إسرائيل بقطع كل ما هو ضروري لاستمرارية حياة الإنسان، الغذاء والوقود والمأوى والدواء والمياه، وذلك مستمر منذ خمسة أشهر مما جعل أهل غزة معتمدين بشكل كامل على المساعدات الخارجية. وفي الواقع، وبشكل منهجي، إسرائيل رفضت وقامت بتأخير الكثير من تلك المساعدات. وفي بعض الأحيان يتم قصف بعض القوافل التي تحمل هذه المساعدات، وإطلاق النار على الذين يحاولون أخذ أي موارد شحيحة يمكنهم الحصول عليها.

بحسب الأمم المتحدة، كل شخص في غزة اليوم يعاني من الجوع. أكثر من ربع السكان، أي أكثر من 550 ألف شخص، على بعد خطوة واحدة من المجاعة. ويقول الخبراء إنهم لم يروا أبداً أي شعب ينزلق نحو مثل هذه الحالة من الجوع الجماعي بهذه السرعة. أسمع عن أشخاص يأكلون أي شيء يجدونه، بما في ذلك العشب، أو أنهم يضطرون إلى طحن طعام الطيور أو علف الحيوانات من أجل صنع الخبز فقط. وفي شمال غزة، الناس ليسوا على حافة المجاعة، بل في الواقع هم يموتون جوعاً. ويبدأ الأمر بالأكثر ضعفاً: كبار السن، والجرحى، والأطفال. إننا نسمع عن أعداد متزايدة من الأطفال الذين يموتون نتيجة سوء التغذية الحاد والعطش، وإن لم تتغير الأمور، أعتقد أن هذه الحالات ستتزايد في أنحاء القطاع. هذه عملية قتل جماعي بطيئة للأطفال منذ خمسة أشهر. الأطفال الذين كانوا يتمتعون بصحة جيدة ونمو طبيعي منذ أشهر قليلة، يموتون أمام أعين والديهم. التجويع هو موت بطيء وقاسٍ ومؤلم جداً. تتقلص عضلاتك، ويتوقف جهاز المناعة عن العمل، وتتوقف أعضاء الجسم. تخيل أنك أم أو أب، وعليك أن تمر بذلك، عليك مشاهدة طفلك يعاني بهذا الوضع وأنت غير قادر على فعل أي شيء للمساعدة. إن ما يحدث في غزة اليوم هو أمر مشين وفظيع للغاية، ومتوقع حدوثه لأنه كان متعمداً.

كريستيان أمانبور: الملكة رانيا، لقد كنا ننقل بشكل منهجي ما تصفينه. في الواقع، الكثير من دول العالم، ذكرت هذا الجوع الشديد، والإحصائيات والصور التي تتحدثين عنها. وأتساءل عما إذا كنت تعتقدين أن هذا هو السبب وراء إقدام دول على سبيل المثال، الولايات المتحدة والمملكة المتحدة ودول أخرى حليفة لإسرائيل، في زيادة الحاجة إلى تقديم المساعدات. مثل عمليات الإنزال الجوي التي يقوم بها الأردن، نرى الولايات المتحدة تفعل ذلك أيضاً، ونرى فكرة إنشاء ميناء عائم من أجل إدخال المزيد من المساعدات عن طريق البحر. هل تعتقدين أن الرسالة التي تحدثتِ عنها للتو قد وصلت بالفعل؟

الملكة رانيا: حسناً، اسمحوا لي أن أكون واضحة جداً حول ماهية هذه الإنزالات الجوية. هي لجوء لإجراءات يائسة لمعالجة وضع بائس. هذه الإنزالات الجوية هي في الواقع مجرد نقطة في محيط من الاحتياجات التي لم يتم تلبيتها. وقال جلالة الملك عبدالله منذ البداية، إنها غير كافية وليست بديلاً عن وصول المساعدات الإنسانية على نطاق واسع. لذلك لا ينبغي على الدول استخدامها كمفر أو كذريعة لعدم القيام بما يجب القيام به، وهو تنفيذ وقف فوري ومستدام لإطلاق النار، وفتح جميع نقاط الوصول إلى غزة، وبالأخص الطرق البرية، وتبسيط عملية التفتيش، والتأكد من وصول آمن داخل غزة حتى يتم توزيع المساعدات. كل لحظة هي فارقة. الأطفال يتضورون جوعاً في هذه اللحظة. لذا فإن كل لحظة وكل وجبة لها أهميتها. ولذلك، أعتقد أننا تجاوزنا الآن مرحلة محاولة إقناع إسرائيل بالقيام بهذه الأشياء، ويجب البدء فعلياً باستخدام الضغط السياسي لحملهم على القيام بهذه الأشياء.

كريستيان أمانبور: هل يمكنني أن أطلب منك وصف ما قام به الأردن؟ أولاً، أنت تجلسين في قاعدة جوية... أعتقد أن خلفك بعض البضائع والمواد الإنسانية التي سيتم إنزالها. أخبريني متى سيتم إنزالها لغزة، وكيف كانت تجربة الأردن، على سبيل المثال، مع المستشفى هناك، مع الانزال الجوي؟

الملكة رانيا: حسناً، السبب الذي دفعنا للبدء بالإنزالات الجوية هذه، هو أننا وجدنا أنه وبعد المحاولة دون جدوى لإقناع إسرائيل بفتح نقاط الوصول، نقاط الوصول البرية، كان علينا القيام بشيء ما، لم يكن بوسعنا الجلوس مكتوفي الأيدي نرى الناس يتضورون جوعاً. وهكذا بدأ الملك عبدالله بتنظيم عمليات الإنزال الجوي هذه. لكن يجب أن أؤكد أن الحاجة أكبر بكثير مما نستطيع تقديمه. في هذه اللحظة، هنالك شاحنات وأطنان من المواد الغذائية في شاحنات تبعد بضعة أميال عن أشخاص يتضورون جوعاً. لذلك هذه المجاعة ليست كارثة طبيعية، لكنها كارثة من صنع الإنسان، وكارثة من صنع إسرائيل. هو حرمان متعمد. وبغض النظر عن حجم المساعدات التي يتم إدخالها، لا يمكن لأي شيء أن يكون بديلاً عن وقف إطلاق النار، فإيصال المساعدات تحت القصف لا يوقف الدمار والموت والحسرة. لا يمكن إنقاذ الناس من الجوع ليقُتلوا نتيجة القصف. لذا مرة أخرى، وقف إطلاق النار الفوري هو الأولوية الأولى.

كريستيان أمانبور: من الواضح أن حماس قالت إنها تريد وقف إطلاق نار طويل الأمد، ولم تسمعي الحكومة الإسرائيلية فحسب، بل سمعت أيضاً الرئيس الأمريكي يقول ذلك عندما ظنوا أن هناك إمكانية لوقف إطلاق النار وإطلاق سراح الرهائن، وكما تعلمون، وزيادة المساعدات لغزة. آخر شيء سمعناه هو أن على حماس التوقيع. بالنسبة للأردن، ما هي نقطة الخلاف التي تحول دون ذلك؟

الملكة رانيا: لست على علم بتفاصيل هذه المفاوضات. ما أعلمه، هو أنه من منظور إنساني يجب ضمان وقف إطلاق النار في أقرب وقت ممكن من أجل استعادة عمليات الإغاثة على نطاق واسع، ليتمكن الناس من دفن موتاهم، وليتمكنوا من بدء التعافي. لقد استمر هذا لفترة طويلة. وهذا ليس الوقت المناسب للتمسك بالانتصارات السياسية. وليس هناك انتصارات يمكن تحقيقها مع استمرار هذه الحرب. لا يوجد سوى خسارة بعد خسارة بعد خسارة. وأعتقد أنه يجب على المجتمع الدولي التدخل بجدية. فقد تمكنت إسرائيل من الإفلات من العقاب، وقد أثر ذلك على مصداقية العديد من الدول في الغرب. ويسرني الآن رؤية أن بعض الدول قد غيرت مواقفها، وتحولت. دولة مثل فرنسا، نحن ممتنون للغاية للرئيس ماكرون، الذي دعا إلى وقف إطلاق النار والذي كان معنا في تنفيذ عمليات الإنزال الجوي هذه منذ البداية. دول مثل إسبانيا وبلجيكا وإيرلندا وجنوب أفريقيا وأمريكا اللاتينية، كل هذه الدول تطالب بوقف إطلاق النار. رأينا تضامناً من شعوب العالم لا بل تضامناً استثنائياً منهم. وهذا أدى أحياناً لحدوث صدع بين الشعوب وقادتها، بما في ذلك مكان تواجدك، حيث يتساءل الناس متى ستتخذ حكوماتهم مواقف أكثر حسماً؟ ففي كل مرة يتم فيها انتشال طفل من تحت الأنقاض، فإن مصداقية دول، حتى كالولايات المتحدة، والقيم المتعلقة بالمساواة والعدالة وحقوق الإنسان، تصبح موضع شك. لا يشعر الناس في الجزء الذي أعيش فيه من العالم بالغضب فحسب، بل يشعرون بخيبة الأمل والإحباط. كثيرون كانوا معجبين بالقيم الغربية، عليهم الآن إعادة التفكير في نظرتهم للعالم لأنهم يتساءلون، كما تعلمون، كيف تكون حقوق الإنسان مضمونة للبعض لكن يتم نكرانها عن البعض الآخر.

كريستيان أمانبور: لقد حث الرئيس بايدن علناً على عدم الهجوم على رفح، قائلاً إنني لا أستطيع الجلوس ورؤية 30 ألف قتيل آخر في غزة، وقال لإسرائيل إن ذلك سيسبب ضرراً أكبر للقضية الإسرائيلية من الفائدة لها. فيرد نتنياهو قائلاً: خطي الأحمر هو: لا حماس بعد اليوم، لا تهديدات بعد اليوم، وبالمناسبة، لا دولة! لا يوجد حل الدولتين. إذاً، ما الذي يفكر فيه الأردن ليس فقط في الوقت الحالي، بل في المستقبل؟ لأنه من الواضح أنكم دولة – واحدة من الدول – التي تؤمن بحل الدولتين، ولديها معاهدة سلام مع إسرائيل؟

الملكة رانيا: حسناً، انظري كريستيان، أعتقد أنها ليست صدفة أننا نشهد واحدة من أكثر حلقات هذا الصراع عنفاً في ظل واحدة من أكثر الحكومات عنصرية وتشدداً في تاريخ إسرائيل. يقول رئيس الوزراء نتنياهو، باعترافه الشخصي، إن سياسته كانت مبنية على مبدأ "فرق تسد". دعم حماس سراً من أجل تقويض السلطة الفلسطينية، ومن ثم الادعاء أنه لا يوجد شريك للسلام.

في العام الماضي، حتى قبل 7 تشرين الأول، سجل رقماً قياسياً من حيث التوسع والبناء الاستيطاني. وفي الأسبوع الماضي، وافقت الحكومة الإسرائيلية على خطط لبناء 3500 مستوطنة غير شرعية أخرى على أراضي الضفة الغربية المحتلة. وبالتأكيد، أدان بعض حلفائها تلك الخطط. لكن، كما في حالات سابقة، هناك إدانة، ومن ثم يتم تنفيذ هذه الخطط. وطالما يُسمح لإسرائيل بالإفلات من خرق القانون الدولي - وما دام حلفاؤها لا يحملونها المسؤولية - فذلك سيزيد من حصانتها من العقاب.  لذلك، بقيت إسرائيل تتحدث لسنوات عن السلام، ولكنها تحكم عليه بالموت من خلال بناء المستوطنات، الأمر الذي يجعل قيام دولة فلسطينية مستقلة ومتصلة جغرافياً أقل قابلية للحياة يوماً بعد يوم. ولأطول فترة، نسمع المجتمع الدولي يتحدث عن حل الدولتين، في حين يُسمح لإسرائيل بخلق واقع الدولة الواحدة. وهكذا، كما تعلمون، أعتقد أنه قد فات الأوان على محاولة إقناع إسرائيل بفعل الشيء الصحيح منذ فترة طويلة، فعندما تنظر إلى الواقع المروع في غزة اليوم، من الصعب تصديق استهداف إسرائيل بشكل غير عادل، فالمعيار غير عادل. منتقدو إسرائيل يريدون منها فقط أن تقوم بالحد الأدنى من المطلوب منها، الا وهو الالتزام بالقانون الدولي.

كريستيان أمانبور: تم استقبالك في البيت الأبيض مع الملك. كما ذهبتِ أيضاً إلى الكونغرس الأميركي، الذي يقبع به أقوى الداعمين. ما الرسالة التي وجهتها في الكونغرس، وماذا سمعت منهم؟

الملكة رانيا: حسناً، أعتقد أن على الكثيرين أن يعرفوا المزيد عن هذا الصراع، وأن يفهموا تعقيداته وأنه من أحد أعظم المظالم عبر التاريخ. وعليهم فهم السبب الجذري لهذه القضية، وفهم أن هذا الصراع لم يبدأ في السابع من تشرين الأول، بل كان نتيجة لسنوات من الاحتلال، والتوسع الاستيطاني، وانتهاكات حقوق الإنسان، وتجاهل القانون الدولي. وهو ما أوصلنا إلى هذه النقطة. كما تعلمون، إذا نظرنا إلى إسرائيل اليوم، أحياناً تسمعون رئيس الوزراء يبرر الحرب بالقول إنه يفعل ما يريده الشعب، وأن الغالبية العظمى من الإسرائيليين يؤيدون هذه الحرب. حسناً، كما تعلمون، أنا أرفض الاعتقاد بأن شعباً بأكمله يمكن أن ينظر لما يجري في غزة ويتقبله.

في إسرائيل، يتم تجريد الفلسطينيين من إنسانيتهم بشكل منهجي، وهو متأصل وشائع... يعتقدون أنه "إذا لم نقتلهم، فسوف يقتلوننا". ولذا فإنني ألوم القادة الإسرائيليين المتشددين على إبقاء شعبهم في هذه الحالة الدائمة من الخوف من تهديد وجودي غير حقيقي، وجعلهم يشعرون بأن مجرد قتل الفلسطينيين وقتل حماس سيكون الحل للمشكلة. الحل الحقيقي للمشكلة هو إنهاء الاحتلال. الفلسطينيون لا يكرهون الإسرائيليين بسبب هويتهم. بل يكرهونهم بسبب ما يفعلونه بهم. وهكذا الضمان الأكبر لأمن إسرائيل، وهذا ما قلته للأمريكيين: إذا أردتم حماية أمن إسرائيل، فالطريقة الأفضل لذلك هو عبر السلام العادل والشامل. لا يوجد جيش في العالم، أو حتى أقوى جيش في العالم، أو أكثر الأجهزة الاستخباراتية احترافية، أو أي شيء آخر، لن يضمن أمن إسرائيل بقدر ما يضمنه السلام العادل والشامل. ونحن في هذا الجزء من العالم بحاجة إلى إيجاد مسار لتقاسم هذه الأراضي المقدسة بسلام.

كريستيان أمانبور: أساساً الجمهور الإسرائيلي يدعم الحرب للأسباب التالية: أولاً يريدون عودة محتجزيهم، وثانياً لا يريدون العيش جنباً إلى جنب مع حماس على الإطلاق، مرة أخرى. لا يريدون أن يكونوا في هذا الموقف أو تحت هذا التهديد. وقلت إنه لا يشكل تهديداً وجودياً. السؤال هو: لو كنت ستلقين كلمة، أو تزورين الشعب الإسرائيلي الذي قال لك الملكة رانيا: قد يكون بيننا معاهدة سلام، لكن انظرِ ماذا فعلت حماس لنا في السابع من تشرين الأول. ماذا ستقولين لهم عما ينبغي عليهم فعله - أعني أنك تحدثت عن التاريخ... ولكن هناك صدمة، كل من تحدثنا إليه الآن يقول كما لو أنه لا يزال 7 تشرين الأول، على الرغم من أن تقييمات رئيس الوزراء نتنياهو أصبحت منخفضة. لا يدعمونه، لكنهم يدعمون فكرة عدم وجود هذا التهديد بالقرب منهم بعد الآن.

الملكة رانيا: كما تعلمون، أود أن أقول إنه، على الرغم من مأساوية وصدمة هجوم السابع من تشرين الأول، إلا أنه لا يعطي إسرائيل الحق لارتكاب أعمال وحشية تلو الأخرى. وشهدت إسرائيل أحداث السابع من تشرين الأول لمرة واحدة. ومنذ ذلك الحين، شهد الفلسطينيون 156 يوماً من السابع من تشرين الأول. ومنذ ذلك الحين، يتعرضون لذلك يومياً. وقبل السابع من تشرين الأول، عاشوا خمسين عاماً من القمع والاحتلال، وتقييد حركتهم، والسيطرة على كل جانب من جوانب حياتهم، والإذلال. إذا كنت سأخاطب الجمهور الإسرائيلي سأقول له: إذا أردتم السلام والأمن عليكم معالجة هذا الظلم الكبير الموجود على عتبة أبوابكم. لا يوجد طريق مختصر، ولا يوجد إجراء أمني يمكن أن يحقق المستقبل الأكثر أملاً والاستقرار الذي تُريدونه في حياتكم، سوى إيجاد طريقة للعيش مع الفلسطينيين. يجب على القادة الإسرائيليين أن يتوقفوا عن التعامل مع وجود الفلسطينيين كعائق مزعج، كتحدي ديموغرافي، كـعشب ضار يجب التخلص منه بين الحين والآخر. الفلسطينيون هنا ليبقوا. ولذلك يجب إيجاد طريقة للعيش مع بعضنا البعض. وعلينا أن نكون قادرين على إعادة إضفاء الطابع الإنساني، لنكون قادرين على رؤية إنسانيتنا تنعكس في أعين الآخرين. كما تعلمون، على الأم الإسرائيلية أن تدرك أن الأم الفلسطينية تهتم بأطفالها بقدر اهتمامها هي بأطفالها. ولا يوجد سبيل آخر. لا أعتقد أن السلام يتعلق بالسياسة فقط – فالسلام يتعلق بالحالة الذهنية – هو يتمثل بثقافة وقيم. وتلك هي القيم التي يجب معالجتها منذ زمن طويل.

كريستيان أمانبور: الملكة رانيا، شكراً جزيلاً لانضمامك إلينا.

الملكة رانيا: شكراً لك، كريستيان.