الملكة رانيا تؤكد أن الديمقراطية ليست شعارات ولكنها تطبيق عملي

12 شباط 2007

عمان - سبعة وسبعون طفل شاب وفتاة عرضوا اليوم أمام جلالة الملكة رانيا العبدالله تجربتهم في المشاركة الفعلية مع الهيئة التنفيذية لمدينة صديقة للأطفال كنموذج ريادي للعمل والخدمات البلدية من أجل الأطفال واليافعين.

وهذه الهيئة التي تشكلت بدعم ومساندة من جلالة الملكة رانيا وأمانة عمان الكبرى جاءت بعد خطوات كبيرة منذ بداية الفكرة عام 2002 مرورا بمبادرة حماية الطفل وإطلاق وثيقة سياسة أمانة عمان للطفولة ومن ثم مباشرة عمل الهيئة.

والأطفال والشباب والفتيات الذين شاركتهم جلالتها اليوم تطلعاتهم وآمالهم منتخبين من أربع مناطق في العاصمة عمان كبداية تجريبية من خلال المدارس المتواجدة الحكومية والخاصة أو التابعة لوكالة الغوث في كل منطقة حيث تمت العملية الانتخابية بصورة ديمقراطية بعد أن تقدم المرشحون بفكرة مشروع لخدمة منطقته أو مدرسته وجرى التصويت على هذا الأساس وعلى مدى ثقة الزملاء بالمرشح.

وقالت جلالة الملكة رانيا بعد أن استمعت إلى تجربة الشباب والشابات في العمل ضمن أهداف الهيئة: "إن ما قمتم به يؤكد أن الديمقراطية ليست مجرد شعارات ولكنها تطبيق عملي، وتجربتكم هذه بتحديد أولويات مناطقكم والعمل من أجل تقديم الخدمة لها هي تطبيق للمبادئ التي تهدف إلى تحسين مستوى حياة الأفراد."

وأضافت "ممارستكم الانتخابات أمر هام يوضح أنكم تتعلمون مبادئ الديمقراطية والتي هي احترام الفرد والرأي الآخر وطرق النقاش والحوار."

وقالت "أنتم جيل المستقبل الذي يرسخ تلك المبادئ وتجربتكم ترسيخ عملي لكل مبادئ الديمقراطية" مؤكدة أهمية استمرار هذا النهج في العمل.

وقدمت جلالتها الدعوة لجميع الشباب والأطفال والفتيات المتواجدات لزيارة متحف الأطفال الذي جاء بمبادرة من جلالتها ومن المتوقع افتتاحه في نسيان المقبل.

وقالت جلالتها نرغب أن تقوموا بزيارة المتحف قبل الافتتاح من أجل الاطلاع على المشروع والمعروضات للتعرف على ما سيقدمه المتحف وحتى تشرحوا لأهالي مناطقكم ولزملائكم ومدارسكم ما ستشاهدون وأيضا من أجل الاستماع إلى آرائكم لتفعيل برامج المتحف والأنشطة التي سيقدمها.

وختمت جلالتها حديثها بالقول "أشعر بالتفاؤل عند الاستماع لكم ورؤية هذا الجيل الذي تمثلونه كم هو ذكي ونشيط."

وكان أطفال وشباب وفتيات منطقة اليرموك المنتخبين والبالغ عددهم 29 قد عرضوا أمام جلالتها وبوجود أمين عمان المهندس عمر المعاني تجربتهم في الانتخابات وكيف أدت إلى ترسيخ مبادئ الحوار واحترام وجهات النظر.

وقالت إحدى الفتيات المنتخبات وهي من الجنسية السودانية أن جنسيتها لم تمنعها من الترشيح والفوز في تمثيل زميلاتها في مدرستها.

وقدم أطفال وشباب منطقة بسمان البالغ عددهم 20، نبذة عن البرامج التدريبية التي قدمت لهم والتي منها إدارة الوقت وحل المشكلات والتخطيط والتنظيم. وقالت مديرة الهيئة التنفيذية لمدينة صديقة للأطفال تغريد فاخوري أن التدريب لم يقتصر على الأطفال بل تجاوز ذلك إلى موظفي الأمانة من حراس حدائق وأمناء مكتبات وغيرهم ممن يتعاملون مع الأطفال لتدريبهم على مهارات التواصل.

وتابع الأطفال حديثهم حول تعاونهم وكيفية اقتراح المشاريع وتوثيق أنشطتهم وعن قيامهم بتصميم موقع الكتروني من أجل التواصل والتعاون بين بعض ومع مدراء مناطق أمانة عمان في الوصول إلى المشاريع المناسبة لاحتياجاتهم وأيضا البحث واقتراح جهات التمويل للمشاريع.

وقال أمين عمان أن هذه التجربة جاءت متوافقة مع أولويات عمل الأمانة في تطوير نوعية الخدمات المقدمة للأطفال واليافعين وتنفيذ برامج ذات جودة عالية ومن المتوقع تعميم هذه التجربة إلى باقي مناطق عمان كما أن الأمانة ستعمل على إشراك المنتخبين في مجالسها الشهرية لاستثمار طاقاتهم وتعزيز مشاركتهم في صنع القرارات التي تخدم احتياجات مناطقهم.

وتحدث طلاب رأس العين البالغ عددهم 10 عن الدراسات التي قاموا بها لتحديد احتياجات منطقتهم من خلال الاستبانة وتحليل الإجابات.

وقال الأطفال أن بداية عملهم قوبلت بالاستهجان والاستغراب من قبل الأهالي حول مدى إمكانية العمل والانجاز ولكن استطاعوا تحديد احتياجات منطقتهم وهم الآن بصدد إقامة مشروع مركز الحياة الثقافي الرياضي لخدمة تطلعاتهم.

وتميزت تجربة أطفال منطقة خريبة السوق البالغ عددهم 20 بالخصوصية لوجود أطفال من ذوي الاحتياجات الخاصة ولهذا كان التفاعل مميزا من حيث تحديد الاحتياجات وقدرتهم على إقناع أمانه عمان بتغيير المكان المخصص لبناء مركز تكنولوجي ليكون في مكان يتناسب مع حاجة الأطفال وأماكن تواجدهم.

كما تحدث عدد من المنتفعين من برامج الصم عن برامج التدريب التي يتلقونها على استخدامات الحاسوب وتنمية مهاراتهم للمساهمة الفاعلة مع أقرانهم في المجتمع.

يذكر أن الهيئة التنفيذية لمدينة صديقة للأطفال تهدف إلى ضمان مشاركة الأطفال واليافعين بصنع القرار في الأمور التي تعنيهم، وتطوير شراكات إستراتيجية مع منظمات المجتمع المدني والحكومة والقطاع الخاص لرفد برامج ملموسة على أرض الواقع تحسن نوعية حياة الأطفال.

وتعمل الهيئة بالتنسيق مع المجلس الوطني لشؤون الأسرة ومنظمة اليونيسف في الأردن ومركز المعلومات والبحوث في مؤسسة الملك الحسين بن طلال ومبادرة حماية الطفل في المعهد العربي لإنماء المدن لتفعيل محاور عمل سياسة أمانة عمان الكبرى للطفولة والتي تدور حول العناية الصحية الأولية والنفسية والإرشاد، وعمالة الأطفال والتمكين الاقتصادي، وأمان الأطفال وحمايتهم من الإساءة، والأطفال ذوو الإعاقات، والتعلم غير النظامي ومراكز تكنولوجيا المعلومات، والثقافة والفن والإبداع، والبيئة والترويح والرياضة، والتصميم الحضري والبيئة المبنية للأطفال، ومشاركة الأطفال والتخطيط عن طريق مشاركة المجتمع المحلي، والنوع الاجتماعي.