كلمة الملكة رانيا خلال إطلاق شبكة النساء لدعم "مدرستي القدس"

20 نيسان 2010

بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكن ورحمة الله وبركاته ...

شكراً على تلبيتكن دعوتي وعلى اهتمامكن بتوفير تعليم نوعي لأطفال القدس.  

كما تعرفن وكما هو واضح في الأخبار والتصعيد المستمر؛ الإسرائيليون لم يتركوا متنفساً للمقدسيين، دون اعتبار لحقوق أو معاهدات ... هذا هو الظاهر، أما ما خفي فأشد فتكاً...  

في القدس حرب بقاء وحرب صمود: بقاء على الأرض، وصمود ما لم يتمكنوا من استيطانه، الهوية الفلسطينية.

ذلك الجذع الضاربة جذوره أباً عن مئة جد عربي فلسطيني في أرض الأقصى. الجذور  المتشعبة من قلب المقدسي إلى عقله ووجدانه وقبضة يده. يحملون على أكتافهم سلاسل الاحتلال ويمضون، بين المعابر وبنادق الجنود ودباباتهم ... يمضون لأجل عيش فلسطيني كريم، وقدس عربية.

يحملون حملهم وحملنا، عروبة القدس.

وأهل القدس في المحصلة بشر إن انكسر جذعهم تساقط من عليه كل الثمر... جيل كامل مهدد لا أرضه وبيته فحسب .... بل وهويته..

على مر السنين منع الاحتلال المدارس من التوسع كي يلجأ الأطفال للطرقات والأعمال الصغيرة. هناك عشرة آلاف طفل مقدسي لم يذهبوا للمدرسة اليوم ولن يذهبوا هذا العام. تخيلي مستقبل ابنك أو ابنتك رهن احتلال، تعليمه رهن الاحتلال، بيته رهن الاحتلال، أرضه رهن الاحتلال.. نفكر كثيراً في تأمين مستقبل أطفالنا ... وفي القدس لا أمان ولا تأمين.

في مدينة الصلاة يستيقظ الأطفال على أصوات آذان بيت المقدس ورنين أجراس الكنائس ..على دعوات أمهاتهم وآبائهم بأن يحميهم الله، ألا يتعرض لهم أحد الجنود، وألا يصادروا شهادة ميلاد طفلهم اليوم، ألا يغلق الحاجز لساعات فلا يصل الأولاد إلى مدارسهم ولا الكبار إلى عملهم.

الأطفال في القدس يرفعون أيديهم بالصلاة لأجل تعليم يقيهم ذل الاحتلال، لأنه سلاحهم ودرعهم.

وهم ليسوا بحاجة إلينا بقدر ما نحن بحاجة لهم... فالقدس عربية.. بأهلها..

وأنتن أيتها الفاضلات سفيرات لأطفال القدس..لتمتد يد كل واحدة منكن إليهم، بقلب الأم وعينها التي تحرس، تحمل أشتالاً فلسطينية عطشى للتعليم، ترويها وتقويها وتغرسها في  القدس فتنبت الأخضر والأبيض والأسود والأحمر .. تنبت قوية فلسطينية عربية..

بارك الله في  وقتكن وتعبكن وجهدكن...

والسلام عليكن ورحمة الله وبركاته ..