بصفتها احد اعضاء لجنة الامم المتحدة لرسم الاجندة التنموية العالمية الملكة رانيا تشارك ممثلين من مؤسسات مجتمع مدني عربية مناقشاتهم لوضع الاولويات التنموية العربية لما بعد 2015

03 آذار 2013

بدأت في عمان اليوم اعمال ورشة اقليمية لوضع الاولويات الانمائية العربية لما بعد 2015 بدعوة من صندوق الملك عبدالله الثاني للتنمية ومؤسسة الامم المتحدة وبمشاركة من جلالة الملكة رانيا العبدالله بصفتها احد اعضاء اللجنة رفيعة المستوى لرسم اجندة التنمية العالمية لما بعد 2015.

وتهدف الورشة التي يشارك فيها ممثلون عن مؤسسات مجتمع مدني وناشطون واكاديميون وصناع قرار في مؤسسات اقليمية على المستوى العربي الى مناقشة أولويات أجندة التنمية، وتقديمها في تقرير يشتمل على توصيات المشاركين ليتم رفعه الى اللجنة رفيعة المستوى لرسم اجندة التنمية العالمية لما بعد 2015 التي اختارها الامين العام للامم المتحدة.

وخلال الجلسة الافتتاحية للورشة التي تعقد على مدار يومين، قالت جلالة الملكة رانيا العبدالله :"نحن بحاجة لاستراتيجيات وأهداف جديدة تصاغ حسب أولويات الأفراد، استراتيجيات تنموية تمكن الإنسان العربي وتواكب طموحاته."

واضافت: "نحن اليوم أمام فرص وتحديات جديدة، مثل نوعية التعليم والأزمة الاقتصادية العالمية وارتفاع تكاليف الحياة الأساسية، وارتفاع نسب البطالة، والنزاعات وعدم استقرار الأمن، وكل ذلك من معوقات التقدم التنموي .. ومن أهم أسباب تباطؤ عجلته وتراجعه أحيانا."

وقالت جلالتها: "نجتمع هنا لنستنير بدروس وخبرات المرحلة السابقة، ونحن مدركون أكثر لاحتياجات بلداننا ومنطقتنا، لنخرج بتوصيات تعمل على تحسين حياة كل مواطن عربي وتطلق طاقاته وتساهم في تحقيق طموحاته بالعمل الجاد والتخطيط الحكيم والرؤية الثاقبة."

واشتملت الجلسة الافتتاحية على عرض قدمه رئيس مجلس امناء صندوق الملك عبدالله الثاني للتنمية الدكتور عمر الرزاز حول التحديات الانمائية المستقبلية ضمن اطار الاجندة الانمائية لما بعد 2015، مطلقا العديد من التساؤلات ومنها هل نضع الاسئلة الصحيحة حول التحديات التنموية، وهل نمتلك المؤشرات الصحيحة لقضايا مثل التعليم والصحة، وما هي العلاقة التي تربط المؤشرات السياسية بالتنمية الاقتصادية.

بعد ذلك تحدثت نائبة رئيس مؤسسة الأمم المتحدة لشؤون العلاقات سوزان مايرز عن اهمية مثل هذه الاجتماعات التشاورية التي تعقد للحصول على مدخلات وافكار واراء متنوعة لدعم رسم الاجندة الانمائية لما بعد 2015.

واستعرضت المستشارة الخاصة للامين العام للأمم المتحدة للتخطيط الإنمائي لما بعد 2015 أمينة محمد آلية العمل لتطوير الأجندة الإنمائية لما بعد 2015، مشيرة الى ضرورة وضع الامور الحقيقية على اولويات الاجندة الانمائية مشيدة بدور جلالة الملكة رانيا العبدالله ومكانتها على المستوى العربي والعالمي وذلك ما يعكسه وجودها ضمن اعضاء اللجنة رفيعة المستوى لرسم اجندة التنمية العالمية لما بعد 2015.

وقدمت الامين العام المساعد للامم المتحدة ومدير المكتب الإقليمي للدول العربية لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي الدكتورة سيما بحوث عرضا مفصلا حول التقدم المحرز في الأهداف الإنمائية للألفية في المنطقة العربية، واكدت على اهمية المحاور التي سيتم مناقشتها خلال جلسات هذه والتي تركز على التعليم والنمو المستدام وتوفير فرص العمل وتمكين المرأة وعدم المساواة.

بعد ذلك جرى نقاش حول ما تم طرحه من نقاط تعتبر الاساس لبدء الجلسات حيث اكد المشاركون على ضروة الانتقال من الطرح التقليدي الى الطرق الجديدة للتعامل مع الامور والقضايا والتركيز على النوعية وليس على المؤشرات الكمية بالاضافة الى عدم نسيان الخصوصية الثقافية للعالم العربي.

وحضرت جلالة الملكة رانيا العبدالله جانبا من مناقشات المشاركين في جلسة عمل التعليم والمهارات التي قدمت لها الاستاذة المساعدة في المعهد العالي للتربية والتكوين المستمر الدكتورة نجوى غريس ورقة نقاشية وادار المناقشات فيها الأمين العام لمؤسسة التربية العالمية الاستاذ الدكتور مروان عورتاني.

وتناولت الجلسة المهارات، ونوعية التعليم، والمعلمين، والمناهج الدراسية. واعتبر المشاركون تطوير كفاءة المعلمين أحد الأسباب الرئيسية لتحسين نوعية التعليم. كما جرى بحث سبل دعم المعلمين وتشجيع الأكثر كفاءة للدخول في مهنة التعليم.

وفي جلسة النمو المستدام وتوفير فرص العمل قدم الباحث الرئيسي في مركز كارنيغي للشرق الاوسط في بيروت الدكتور ابراهيم سيف ورقة ركزت على توزيع عوائد النمو الاقتصادي، وتوفير فرص العمل والابتكار وريادة الأعمال والتكنولوجيا في مجال التنمية المستدامة.

وعقد المشاركون جلسة عمل حول تمكين المرأة قدمتها منسقة صندوق الامم المتحدة الانمائي للمرأة في جمهورية مصر العربية الدكتورة مايا مرسي، وادارتها المديرة التنفيذية لمركز غالوب للدراسات الاسلامية في الامارات العربية المتحدة داليا مجاهد.

وركزت الجلسة على وضع المرأة، وتكافؤ فرصها في العمل والتمثيل السياسي، والمساواة في التعليم، كما استعرض المشاركون التحديات الاساسية التي تواجه الفتيات والشابات في الدول العربية، وكيف يمكن لأجندة التنمية لما بعد 2015 مواجهتها.

وقدم الاستاذ الدكتور ابراهيم عوض من الجامعة الامريكية في القاهرة محاور جلسة عدم المساواة التي ادارها المدير التنفيذي لشبكة المنظمات العربية غير الحكومية للتنمية في لبنان الدكتور زياد عبد الصمد.

وركزت الجلسة على الفجوة بين الريف والمدينة، وعدم المساواة في الدخل بالاضافة الى الفئات المهمشة.

وتعقد هذه الورشة بالتعاون مع مركز الدراسات الاستراتيجية في الجامعة الأردنية ومركز جامعة كولومبيا الشرق اوسطي للابحاث في عمان، ويشارك فيها ممثلون عن مؤسسات مجتمع مدني ومفكرون واكاديميون من الاردن والامارات العربية والسعودية والكويت وقطر وعُمان ومصر والمغرب وتونس واليمن والسودان والعراق ولبنان وليبيا وفلسطين.