الملكة رانيا تتفقد مشاريع تنموية لمؤسسة نهر الأردن في العقبة

26 حزيران 2010

العقبة – أكدت جلالة الملكة رانيا العبدالله خلال لقائها مع أهالي العقبة يوم أمس الخميس، على أهمية الشراكات المحلية كوسيلة لتمكين الأفراد من المساهمة في رسم السياسات التي تساعد على تحسين واقع مجتمعاتهم.

جاء ذلك خلال تفقد جلالتها عدد من المشاريع التنموية التي تنفذها مؤسسة نهر الأردن في العقبة لتطوير عدد من أحياء المدينة بهدف تحسين نوعية الحياة للقاطنين فيها.

واستهلت جلالتها الزيارة يرافقها رئيس سلطة منطقة العقبة الاقتصادية الخاصة المهندس محمد صقر ومحافظ العقبة الدكتور زيد زريقات والمديرة العامة لمؤسسة نهر الاردن فالنتينا قسيسية بالمشاركة في جلسة حوارية نظمتها المؤسسة في نادي الخليج لنحو 85 شخصا من اعضاء 7 احياء سكنية يشاركون في برنامج تطوير الأحياء الذي تنفذه المؤسسة مع المجتمع المحلي.

واستمعت جلالتها الى مدى تأثير البرنامج على أهالي الأحياء وكيف أحدث تغييراً ملموساً على مستوى معيشتهم من خلال تحديد أولوياتهم واحتياجاتهم اضافة الى كسر الحواجز بين الاهالي ومفوضية العقبة الخاصة وما تم انجازه.

ونقلت جلالتها تحيات جلالة الملك عبدالله الثاني إلى أهالي العقبة وقالت "ما سمعته اليوم يدلل أن ما قمتم به هو إعادة لتعريف دور المواطن من خلال الشراكات التي بنيتموها وعملكم كأسرة واحدة".

وقالت "إن المواطن لم يعد متلقي للسياسات والقرارات وإنما أصبح مشاركاً في رسمها وهذا ما نتطلع له لأنكم الأقدر على تحديد الاحتياجات والتحديات".

وأكدت على أن المشاركة في رسم السياسات يساعد على اكتشاف القدرات الفردية وبناء المهارات وتطويرها. مشيرة إلى أهمية الانجازات التي تحققت من النواحي الانسانية وما عكسته على تحسين الواقع في الأحياء.

وأضافت "إن العمل كأسرة واحدة هو نموذج نريد أن يعمم في جميع أنحاء المملكة".

وقالت "عند المشاركة في إحداث التغيير يصبح الانجاز ملكية للافراد ويساعد ذلك على المحافظة عليه من قبل الجميع".

وبينت المزايا التي تتمتع بها العقبة وما يمكن أن يتحقق من خلال التصميم والعزيمة والرؤية الواحدة والتواصل بين اللجان والمواطنين وسلطة إقليم العقبة لتعزيز مكانتها كنافذة سياحية.

وقالت "إن تواصلي معكم يجدد العزيمة والتفاؤل في نفسي لتحقيق ما هو أفضل".

وخلال الحوار الذي ادارته مديرة وحدة بناء القدرات وخدمات تطوير الأعمال في المؤسسة المهندسة دينا شفاقوج تم استعراض الية عمل البرنامج من خلال تشكيل فريق تطوير بكل حي تم استهدافه، وكيف عمل كل فريق على ترجمة أولويات الحي الذي يمثله إلى مشاريع مجتمعية حددها المجتمع ضمن منهجية تشاركية تعزز مفهوم الملكية والمسؤولية لدى أفراد المجتمع المحلي.

وجرى تطبيق البرنامج في أحياء من مدينة العقبة تم اختيارها وفق معايير خاصة هي احياء الرضوان والرمال والبلدة القديمة والخزان والشلالة الشمالية والعالمية والمحدود.

وأكدت أم ابراهيم ممثلة حي الرمال انه ومن خلال التواصل مع سلطة إقليم العقبة تم انجاز عدد من المشاريع ووضع خطة طويلة المدى لتنفيذها على ارض الواقع مما ساهم في تعزيز الثقة بين السكان والسلطة.

وقال محمود الغرابلي ممثل حي البلدة القديمة "في البداية شعرنا بوجود رفض من قبل الاهالي ولكن بعد تنفيذ بعض المشاريع على ارض الواقع بدأنا نرى إقبالا من الأهالي على اللجنة والرغبة في تقديم المساهمة والتعاون".

وقال الشيخ علي ممثل حي الخزان "الانجازات التي تحققت من خلال هذا البرنامج زادت من ثقة الناس بالمسؤول واصبحت لجنة الحي همزة الوصل ليتم من خلالها إيصال الاحتياجات ووضع الحلول المناسبة لها".

وبين عمر المنزلاوي احد اعضاء لجنة تطوير حي الشلالة أن البرنامج عزز من القدرات الفردية عند الاشخاص من حيث تنمية روح الفريق الواحد وبناء مهارات التواصل والادارة والمهارات المهنية.

واكد يعقوب الحلاق ممثل حي العالمية على أن هذه التجربة ساهمت في دمج القطاع الخاص مع احتياجات المجتمع المحلي، من خلال استعداده لتقديم كافة أنواع الدعم المادي والمعنوي.

ويهدف برنامج تطوير الأحياء الذي يأتي بمبادرة من سلطة منطقة العقبة الاقتصادية الخاصة وبدعم من برنامج العقبة للتنمية المجتمعية والاقتصادية والممول من الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية وتنفذه مؤسسة نهر الاردن إلى زيادة مشاركة المواطنين في صنع القرارات الخاصة باحتياجاتهم وبناء قدراتهم ومهاراتهم من اجل الاستفادة من الفرص المتنامية في منطقة العقبة، وتأهيلهم لتحسين واقعهم الاقتصادي والاجتماعي والثقافي.

وتقفدت جلالتها موقع ساحة الثورة العربية، والتقت مجموعة شباب مغاوير العقبة وهي مبادرة اطلقتها مؤسسة نهر الاردن بشراكة مع سلطة منطقة العقبة الاقتصادية الخاصة وشركة تطوير العقبة بهدف تنسيق وتفعيل العمل الشبابي للقيام بالعديد من الانشطة والاعمال التطوعية لخدمة المجتمع المحلي. كما استمعت من رئيس سلطة إقليم العقبة إلى عرض حول خطط تطوير العقبة بمناسبة إعلانها عاصمة للسياحة العربية لعام 2011.

وجرى خلال اللقاء استعراض مخرجات التخطيط الاستراتيجي لاحتياجاتهم ومشاكلهم وما هي التدريبات التي يحتاجونها من اجل المساهمة في تطوير مناطقهم. واستمعت جلالتها الى عرض لخططهم المستقبلية والبرامج التي تم تنفيذها.

وشاهدت جلالتها بعض الاعمال التطوعية التي نفذها شباب مغاوير العقبة من دهان وتنظيف للساحات وصيانة منطقة ركوب القوارب الزجاجية.

واوضحت المديرة العامة لمؤسسة نهر الأردن فالنتينا قسيسية ان المؤسسة عملت على ايجاد استراتيجية للشباب لاشراكهم في العمل الاجتماعي والتطوعي في العقبة لتطويرها من النواحي الاقتصادية والاجتماعية والبيئية.

وقالت ان المؤسسة حرصت على إنشاء مركز الملكة رانيا لتنمية المجتمعات ليسهم في تدريب وتمكين الاطفال واسرهم في موضوعات حماية الطفل من الاساءة اضافة الى تمكين المجتمع المحلي من خلال برامج مدروسة تتضمن حماية الطفل وتنفيذ برامج اقتصادية.