الملكة رانيا تشارك في جلسة حول مبادرة أمين عام الأمم المتحدة "التعليم أولاً"

27 أيلول 2012

نيويورك- شاركت جلالة الملكة رانيا العبدالله يوم امس (الأربعاء) في نيويورك في جلسة حوارية حول مبادرة أمين عام الأمم المتحدة بان كي مون الجديدة "التعليم أولاً". والتي ستركز على ثلاث أهداف خلال السنوات الخمس المقبلة وهي:توفير التعليم لجميع الأطفال وتحسين نوعية التعليم وتعزيز المواطنة العالمية.

وجاءت هذه الجلسة بعد اطلاق المبادرة، حيث تم جمع أكثر من 5ر1 مليار دولار قيمة تعهدات لدعم المبادرة التي تهدف إلى جعل التعليم أولوية عالمية، ولدعم الجهود لتحقيق الأهداف الإنمائية للألفية حول التعليم.

وخلال الجلسة التي ترأسها وأدارها نائب أمين عام الأمم المتحدة يان الياسون ومبعوث الأمين العام الخاص لشؤون التعليم رئيس الوزراء البريطاني السابق غوردون براون جرى التركيز على أهداف المبادرة وأهمية جعل التعليم أولوية على الأجندة العالمية.

وقالت جلالة الملكة: "إن إدخال كل طفل المدرسة مهمة كبيرة على المستوى العالمي، وأعتقد أننا بحاجة لحشد الدعم والالتزامات اللازمة لتحقيق تلك المهمة. جميعنا في هذه القاعة يدرك بأن التعليم لا يقتصر على الدراسة الصفية وما تحتويه الكتب من معلومات، وهو أكثر من مجرد تعلم القراءة والكتابة".

وأضافت: "التعليم هو ازدهار وفرصة وصحة، هو استقرار. لأنه عندما تذهب الفتاة للمدرسة تُمكّن ويصبح لديها الجرأة لتتخذ قرارات بشأن أسرتها. وعندما يتعلم الطفل تصبح لديه الأدوات التي تمكنه من انتشال نفسه من الفقر. وهو عدالة سياسية، فعندما يجد الطالب أن لديه صوت يُسمع؛ سيتكلم ويطالب أن يُسمع خارج أسوار المدرسة".

وقالت جلالة الملكة: "نعلم أن التعليم حق إنساني، لكننا لا نزال نتعامل معه على أنه رفاهية. ويجب أن نتعاون جميعا، لأننا نعلم بأننا لا نستطيع تحقيقه إن عملنا منفردين، ولدينا اليوم منظومة متجانسة من الشركاء بإمكانهم التكاتف والعمل معا، الحكومات والمتطوعين ومنظمات المجتمع المدني والشركات".

وشارك في الجلسة كل من الناشطة اونج سانج سو كي من ميانمار والحاصلة على جائزة نوبل للسلام وممثلة قطاع التعليم من يوغندا تيوبيستا بيرونجي مايانجا وممثل عن الشباب من جمايكا تشارلز يونج.

وخلال الجلسة شكر رئيس الوزراء البريطاني السابق غوردون براون جلالة الملكة على عملها الدؤوب في مجال التعليم وقال:"لقد تجولت العالم، وعندما تلتقي بأطفال يتوسلون لارسالهم إلى المدرسة ومتعطشون للتعليم، وترى آباءاً على استعداد للتخلي عن كل شيء من أجل منح أبنائهم هذه الفرصة، حينها ندرك أن واجبنا في غاية الأهمية، ويجب على كل دولة أن تكون جزءاً منه".

واعرب الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون عن حماسه وامتنانه لجميع التعهدات التي أعلنت والتي تدعم مبادرة "التعليم أولاً" من أجل تحقيق أهدافها. وأضاف: " أهدافنا المشتركة واضحة، تتثمل في توفير التعليم الأساسي للأطفال ليتمكنوا من إكمال تعليمهم العالي الذي يمكنهم من النجاح في الحياة".

وتهدف مبادرة التعليم أولاً إلى حشد جميع الشركاء سواء الحاليين أو الجدد لتأمين التعليم الأساسي عالميا قبل عام 2015 وهو موعد تحقيق الأهداف الإنمائية للألفية. ويلزم جمع 24 مليار دولار إضافيين كل عام من أجل تغطية العجز في تكاليف تأمين التعليم الأساسي والإعدادي للأطفال.

وتم إطلاق هذه المبادرة على هامش الدورة الـ 67 للجمعية العامة للأمم المتحدة والتي ضمت عدداً من رؤساء الدول والوزراء وغوردن بروان ورؤساء من وكالات الأمم المتحدة وشباب وممثلين من منظمات المجتمع المدني ورؤساء تنفيذيين لشركات كبرى.

مع نهاية عام 1990 كان هنالك 108 مليون طفل خارج المدرسة الابتدائية، اليوم انخفض هذا العدد إلى 61 مليون طفل استناداً إلى تقرير اليونيسكو للرصد العالمي. كما تقلصت الفجوة بين تعليم الذكور والإناث بشكل كبير مما يعتبر إنجازاً هائلاً.