الملك والملكة يرعيان ويحضران إطلاق الاستراتيجية الوطنية لتنمية الموارد البشرية

05 أيلول 2016

عمان، 2016/9/5 (إدارة الإعلام والاتصال - الديوان الملكي الهاشمي) -- 

تحت رعاية جلالة الملك عبدالله الثاني وجلالة الملكة رانيا العبدالله وبحضورهما جرى اليوم الاثنين إطلاق الاستراتيجية الوطنية لتنمية الموارد البشرية، حيث قدمت اللجنة الوطنية لتنمية الموارد البشرية توصياتها المستقبلية لتطوير قطاع التعليم في المملكة والموارد البشرية بشكل عام.

ويشكل إطلاق الاستراتيجية، الذي عقد في مجمع الملك الحسين للأعمال بحضور عدد من أصحاب السمو الملكي الأمراء ورئيس الوزراء، بداية لتنمية شاملة للموارد البشرية وفق برامج وخطط قابلة للتطبيق، ومؤشرات قياس واضحة، تمهيداً لإقرارها من قبل مجلس الوزراء، لتصبح نهجاً ثابتاً وراسخاً للحكومات المتعاقبة.

وكان جلالة الملك وجه في شهر آذار من العام الماضي رسالة إلى الحكومة لتشكيل لجنة وطنية لتنمية الموارد البشرية، تسهم في تطوير منظومة متكاملة واستراتيجية شاملة وواضحة المعالم لتنمية الموارد البشرية، وتؤطر عمل القطاعات المعنية بالتعليم.

وتنسجم مهام اللجنة مع مخرجات الرؤية الاقتصادية للسنوات العشر المقبلة (2015-2025)، والخطة التنفيذية للاستراتيجية الوطنية للتشغيل، والبناء على الجهود والدراسات السابقة، وصولاً إلى تنمية بشرية لبناء قدرات أجيال الحاضر والمستقبل، وتسليحهم بأفضل أدوات العلم والمعرفة.

وألقت جلالة الملكة رانيا العبدالله، خلال حفل الإطلاق، كلمة شاملة شخصت فيها واقع التعليم في الأردن وما يواجهه من تحديات، واضعة جلالتها الجميع أمام مسؤولياتهم للمشاركة في تشكيل مستقبل أبناء وبنات الأردن.

وفيما يلي نص كلمة جلالة الملكة رانيا العبدالله: "السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، سيدي صاحب الجلالة الهاشمية حفظك الله، الحضور الكرام، نجتمع هنا اليوم لمناقشة التعليم، ذلك الملف الذي كثر الحديث فيه، واختلفت الآراء حول التعامل معه، لكن لم يكن الاختلاف في يوم على أهميته، لأن التعليم يمس كل بيت أردني؛ لكل منا ابن أو بنت، حفيد أو حفيدة، طفل قريب أو عزيز يذهب إلى المدرسة كل يوم، نجتمع من أجلهم، ليس لتقاذف اللوم. تحديات التعليم كثيرة ومتشابكة؛ لا يوجد جهة واحدة مسؤولة عن المشكلة، لكننا جميعا نتحمل مسؤولية حلها.

سيدي صاحب الجلالة، أهم ما علمتنا، هو أن أقصر السبل لحل المشاكل: المواجهة، لا التجاهل، أن نرى الأمور على حقيقتها لأن تجميل المشاكل يأتي في المحصلة على حساب أجيال الأردن، وهذا ما لا تقبله أبدا، أنت من يدعونا دائما لرفع الرأس حتى نرى بوضوح فرصا غالبا ما تختبئ في طيات التحديات.


أدرك أن واقعنا صعب، ومحيطنا أصعب، بالرغم من ذلك، أملي - بل إيماني - كبير أننا نستطيع أن نحول مجرى تاريخنا، ليس عن طريق ثورات أو معونات أو اكتشاف ثروة طبيعية أو حتى كنز مدفون يحلم به الكثيرون، فالكنز الحقيقي موجود حولنا ولا داعي للحفر والبحث، الكنز مدفون في عقول أبنائنا وعلينا أن نستخرجه.

لحسن حظنا، الموهبة الآن هي أغلى سلعة في عالمنا، المعرفة، الإبتكار، التكنولوجيا هم مقومات النجاح لأي دولة، ولسنا استثناء، كل ذلك في متناول أيدينا إن استثمرنا في التعليم، اليوم، ليس غدا، فلا يقف بين حاضرنا والمستقبل الذي نطمح إليه إلا أنفسنا.


لنأخذ أول خطوة في أقصر السبل، وننظر بعين الناقد على حاضر تعليمنا، 150 ألف طفل يسجلون في الصف الأول الابتدائي كل عام، ماذا نقدم لهم؟ ما شكل رحلتهم في منظومة التعليم الأردنية؟.

90 بالمئة من تطور الإنسان الدماغي يحدث قبل سن الخامسة، لكن في الأردن نسبة قليلة يحظون بتعليم مبكر: 2 بالمئة ممن هم دون سن الثالثة، و28بالمئة تقريبا ما بين سن الثالثة والخامسة، بالمقابل تصل نسب إلتحاق أقرانهم في دول منظمة التنمية والتعاون الاقتصادي إلى أضعاف ذلك.


بعدها يأتي يوم المدرسة الكبيرة الأول؛ وتلمع عيون الصغار من الحماسة والرهبة في آن واحد، يؤازرهم أهلهم، ويشجعونهم "لأنو اللي ما بيروح على المدرسة ما بيتعلم... وشو بدك تصير إذا ما تعلمت"؟ وبعد وثوق الطفل في منطق أهله؛ ومن منطلق وثوق الأهالي وآمالهم بأن طفلهم ورأس مالهم -ورأس مالنا أيضا- سيتلقى تعليما يحقق له طموحهم، يحمل الطفل الحقيبة والأقلام والدفاتر، وتبدأ رحلة المرحلة الابتدائية.

وشيئا فشيئا تبدأ الطموحات الكبيرة تصغر أمام نوعية التعليم، فحسب الدراسات، 80 بالمئة من طلاب الثاني والثالث الابتدائي هم دون مستوى مرحلتهم في القراءة، وطلاب المرحلة الابتدائية في الأردن متأخرون في مادة الرياضيات.


نصل إلى الصف الثامن، لنرى تقييم الأردن في اختبار التيمز الدولي للرياضيات والعلوم لم يتحسن في الدورتين الأخيرتين، بل تراجع! ثم في الصف العاشر، نجد أردننا الطموح ضمن الدول العشر الأواخر في اختبار البيزا من أصل 56 دولة.

انتهى...