الملكة رانيا تستلم جائزة آندريا بوتشيللي الإنسانية وتدعو إلى نهضة جديدة

11 أيلول 2016

تقديرا لجهود جلالة الملكة رانيا العبدالله في المجال الإنساني والدفاع عن حقوق الأطفال وعملها لنشر السلام والتسامح والاحترام بين الشعوب ومواجهة العنف والتطرف استلمت جلالتها يوم الأحد جائزة آندريا بوتشيللي الإنسانية في إيطاليا.

وفي حفل تسلم الجائزة الذي أقيم في فلورنسا ألقت جلالتها كلمة أكدت فيها على أن العالم اليوم بحاجة ماسة إلى نهضة جديدة تقود الإنسانية لتقديم أفضل ما لديها عندما تكون المخاطر عالية. للعمل وعدم التردد، وللوصول الى الناس وليس التراجع.

وأضافت جلالتها أن "المخاطر لا يمكن أن تكون أكبر. فهناك الآن قوى تعمل في سوريا والعراق وجنوب السودان ونيجيريا وغيرها وتعتزم سحبنا للعصور المظلمة. يرهبون من تقدمنا، ويريدون منا أن نعيش في عالم أبيض وأسود حيث اللون الوحيد هو الأحمر لون إراقة الدماء."

وقالت جلالتها إلى أن "أولويتهم عند الاستيلاء على منطقة هي تدمير التراث والفن، وأي علامة على الحضارة بداية من مدينة تدمر التاريخية في سوريا إلى نمرود المدينة الآشورية القديمة في العراق."

ثم نوهت الملكة رانيا إلى أن الحضارة لم تكن هدفهم الوحيد، لأن هجومهم الأكثر إيلاما قد استهدف براءة الأطفال.

وأضافت جلالتها:" تتذكرون عمران ذو الخمس سنوات والذي تم إنقاذه الشهر الماضي من تحت الأنقاض بعد غارة جوية في حلب، سوريا. كان يجلس في الجزء الخلفي من سيارة إسعاف، مغبراً، وفي حالة ذهول وصدمة. وكانت صدمته عميقة جدا بحيث لم يؤثر فيه حتى منظر دمه. صمته كان صرخة على العالم، وكان للعالم بضعة كلمات فقط يقدمها في المقابل."

كما دعت جلالتها الحضور إلى التساؤل حول الإرث الذي نريد أن نخلفه وراءنا وقالت: "والسؤال الذي يجب أن نطرحه على أنفسنا ونحن نتنقل في أزمات عصرنا هو.. ما الذي سيشكل عالمنا اليوم؟ ماذا سيكون إرثنا؟...هل هذا هو إرثنا للأجيال القادمة؟ حضارات تدمر وطفولة مدفونة إلى الأبد تحت أنقاض الحرب واللامبالاة؟"

وكانت جلالتها قد ألقت هذه الكلمة خلال حفل توزيع جائزة آندريا بوتشيللي الإنسانية في فلورنسا والذي يهدف إلى جمع التبرعات للمؤسسات الخيرية بالأضافة إلى تكريم الشخصيات التي كرست جهودها في مجال العمل الإنساني.