الملكة رانيا تشارك في منتدى المرأة العالمي في دبي

23 شباط 2016

توقعات المجتمع من المرأة ما هي إلا انعكاس لمدى إيمانه بقدراتها وقيمتها المضافة

علينا أن نختار من الموروث ما يعطي كل فتاة مساحة للتميز

في الوطن العربي مشاكلنا متفاوتة وتزداد الظروف تعقيدا

علينا القفز إلى الأمام أميالا لمواجهة التيارات التي تحاول أن تقذف بنا قرونا إلى الوراء

تكالبت العوامل على ملايين النساء العربيات ولم تترك أسوأ إحتمال إلا وأوصلتهن إليه

نحن بحاجة إلى أياد متعلمة ومستنيرة ترفع مجتمعاتنا لتقف من جديد وتلحق بالركب العالمي

تغيير القوانين يأخذ وقتا، أما تغيير المفاهيم فقد يستغرق أجيالا

الابتكار يكسر القواعد وغير مرتبط بأجندات وأجمل ما فيه أنه حر

لدينا منظومة تكنولوجية وأدوات تعطي النساء أصواتا ومساحة أكبر للمشاركة وحشد الدعم

دبي- قالت جلالة الملكة رانيا العبدالله أن "توقعات المجتمع من المرأة ما هي إلا انعكاس لمدى إيمانه بقدراتها وقيمتها المضافة"، مشيرة إلى أنه عندما تكبل التوقعات المرأة "تمنعها عن رؤية ما يمكن لها أن تكون، تمنعها عن التطور فتبقى حبيسة مرحلتها"، ومع مرور الوقت تم تحجيم المرأة في العقول وبالتالي تحجم دورها في المجتمع.

جاء ذلك خلال كلمة رئيسية لجلالة الملكة في افتتاح "منتدى المرأة العالمي" الذي يقام تحت رعاية صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، وبرئاسة سمو الشيخة منال بنت محمد بن راشد آل مكتوم، وبحضور سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم ولي عهد دبي وعدد من كبار الشخصيات والمسؤولين الحكوميين وقادة القطاع الخاص والمجتمع المدني.

وقالت جلالتها "إن تغيير القوانين يأخذ وقتا، أما تغيير المفاهيم فقد يستغرق أجيالا"، مطالبة بكسر القوالب المتوارثة التي تلغي دور القدرة والموهبة والطموح. وقالت أنه علينا أن نختار من الموروث ما يعطي كل فتاة مساحة للتميز.

وأشارت الى أن تلك القوالب ما هي إلا موروثات اجتماعية ليس لها علاقة بالدين، لان الاسلام أعطى المرأة حقوقا ومنزلة وخيارات قفزت بمكانتها من ظلم الجاهلية.

وأضافت في الوطن العربي مشاكلنا متفاوتة وتزداد الظروف تعقيداً، لكن ما هو مشترك بيننا هو ضيق الوقت الذي جعلنا في سباق على المستقبل مما يحتم علينا القفز إلى الأمام أميالاً لمواجهة التيارات التي تحاول أن تقذف بنا قرونا إلى الوراء.

ونوهت الى أن العديد من العوامل تكالبت على ملايين النساء العربيات ولم تترك أسوأ إحتمال إلا وأوصلتهن إليه، حيث نرى الأمية تتفشى في مجتمعات خرّجت في العقود الماضية رائدات وعالمات.

وقالت بين أيدينا اليوم منظومة تكنولوجية وأدوات تعطي النساء صوتا أعلى ومساحة أكبر للمشاركة وحشد الدعم.

واستعرضت جلالتها عددا من المبادرات لنساء استطعن استثمار وسائط التكنولوجيا الحديثة بالابتكار والمهارة والابداع لخدمة مجتمعاتهن.

وقالت "الابتكار يكسر القواعد، غير محصور بعرف أو بمؤسسة، غير مرهون بأصوات وغير مرتبط بأجندات، وأجمل ما فيه أنه حر"، مؤكدة "نحن في أمس الحاجة للحاق بالركب العالمي الذي سبقنا بأشواط، نحن بحاجة إلى أياد قوية متعلمة مستنيرة ترفع مجتمعاتنا لتقف من جديد".

وأكدت أن تمكين امرأة يُمكن مجتمع بأكمله، والتجارب أثبتت أن نجاح إمرأة لا بد أن يتلوه نجاح أخريات.

وأشادت بقيادة دولة الامارات العربية المتحدة وما حققته من مكاسب كبيرة للمرأة، منوهة إلى أن لجهود ورؤية سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك أم الامارات دور رئيسي في دفع نساء الامارات لخوض شتى الميادين والإبداع.

وقالت أن إمارة دبي كالابتكارات عكست رؤية سمو الشيخ محمد بن راشد الذي تخيلها واحة إعمار وتنمية واليوم تنافس عالميا في مختلف المجالات.

وقدمت جلالتها الشكر إلى سمو الشيخة منال بنت محمد بن راشد آل مكتوم رئيسة مجلس الإمارات للتوازن بين الجنسين، رئيسة مؤسسة دبي للمرأة على هذا المنتدى باعتباره منصة دولية تهتم بالمرأة والمجتمع.

وألقى الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية والتعاون الدولي كلمة قال فيها، أن العيب ليس في عمل المرأة ولكنه في أن ننتقص من قيمتها، "لا نريد رجلا كفؤا في أدائه وعمله فقط، فالأهم وجود الرجل والمرأة والكبير والصغير للنهوض بالدولة."

وأعرب سموه عن أمله في أن يستطيع هذا الحدث أن يرتقي بالمرأة، ويظهر مدى دعم وحماس الرجال.

وألقت رئيسة المجلس الوطني الاتحادي الدكتورة أمل القبيسي كلمة تحدثت فيها عن انجازات دولة الامارات في تمكين المرأة بجميع المجالات.

وقالت أن ايمان قيادة دولة الامارات المتوارث عبر الأبناء والراسخ بأهمية دور المرأة فتح الآفاق أمام أحلام الاماراتيات لتتحقق والانطلاق نحو التميز وقد بادلن هذا العطاء بالعمل الجاد والمبدع كواجب وطني.

وكانت رئيسة مجلس إدارة مؤسسة دبي للمرأة منى غانم المري، قد ألقت كلمة قالت فيها أن انعقاد هذا الحدث العالمي في دبي يؤكد حرص الامارات على مواصلة مسيرتها في التميز والابتكار من حيث تمكين المرأة واعتبارها ركيزة أساسية للمسيرة التنموية.

وحضرت جلالتها جانباً من الجلسة الإفتتاحية التي شاركت فيها المدير العام لصندوق النقد الدولي كريستين لاغارد وقدمها نائب الرئيس الأول لمجموعة بوبليسيس في فرنسا أوليفييه فلورو حيث استعرضت لاغارد تجاربها ومسيرتها مشيرة الى عدد من السيدات والنساء اللواتي التقتهن في مختلف دول العالم وما سجلن من انجازات على مختلف الأصعدة.

ويشار إلى أن المنتدى تنظمه "مؤسسة دبي للمرأة" بالتعاون مع "منتدى المرأة للاقتصاد والمجتمع" ويستمر ليومين، ويشارك فيه أكثر من 2000 مشارك و100 متحدث ووفد عالمي، مما يوفر فرصة للحضور مشاركة أفكارهم والاطلاع على التجارب المختلفة ضمن جلسات وورش عمل تفاعلية.

ويقام المنتدى تحت شعار "لنبتكر" وسيناقش معنى الابتكار في عصر التكنولوجيا، وتشمل الجلسات والندوات والحلقات النقاشية التي يتضمنها المنتدى، خمسة محاور رئيسية هي: الإنجاز والإبداع والعطاء والطاقة والاستدامة.