الملكة رانيا تكتب مقال على موقع الهفنغتون بوست بنسخته العربية

27 تموز 2015

الملكة رانيا العبدالله: اللغة ليست وعاء فارغا، أو مجرد أداة لنقل الفكر، بل هي ما يحدد الفكر أو يفتح آفاقه

كتبت جلالة الملكة رانيا العبدالله مقالا تحت عنوان "ميزان المرء" نشر اليوم مع اطلاق النسخة العربية لموقع الهفنغتون بوست العالمي الالكتروني، وقالت ان اللغة هي ما يحدد الفكر أو يفتح آفاقه، ولغتنا العربية ثرية بمفرداتها وما تحمل من معان جميلة وأفكار تعبر عن قيمنا وأصالتنا العربية.

واضافت رغم ان اللغة العربية هي خامس اكثر لغات العالم استخداما من حيث عدد الناطقين بها، ورابع أكثر اللغات العالمية حضورا على الإنترنت- وأربعون بالمائة من سكان الوطن العربي يستخدمون الإنترنت إلا أن المحتوى العربي على الشبكة أقل من 1%.

ونوهت جلالتها الى اهمية اطلاق مواقع الكترونية ناطقة باللغة العربية من اجل زيادة المحتوى العربي الالكتروني ومن اجل ضخ العلوم النافعة، مؤكدة على ان تاريخنا ومستقبل اجيالنا القادمة لهما حق علينا لكي ننشر غنى تراثنا وحضارتنا والتعريف بضميرنا الحي وأخلاقنا الطيبة وأصالة قيمنا.

وبينت جلالتها انه ورغم اننا نتحدث اللغة نفسها ولكن كأننا غير قادرين على تقبل اختلافاتنا والتعايش السلمي وهناك دائما "آخر" نحاربه أو نتعالى عليه.

واضافت نحن العرب لا نزال حديثي التواصل بلغتنا عبر الأثير، مشيرة الى ان المتابع للمحتوى الالكتروني العربي يجد ضعف للمشاركة في إثراء الفكر الجمعي العالمي الإلكتروني، وضياع الحوار البناء الذي اوجد حالة من الضوضاء والفهم الخاطىء لنا كعرب بأننا نرفض الإختلاف، ونضرب عرض الحائط بالرأي الآخر.

وقالت جلالتها ان مواطن الضعف تلك اوجدت المساحة للجماعات الإرهابية والفكر الظلامي لبث سمومهم وفكرهم المشبع بالقتل وانتهاك كل ما هو إنساني، واستطاعت أن تستغل فضاء الإنترنت المفتوح للتجنيد ونشر ثقافة العنف والإرهاب والترهيب والتكفير.

وقالت ان العالم اليوم في أمس الحاجة إلى التغيير وتجسير هوة الإختلاف فالجمهور المحلل، وواسع الأفق هو القادر على إيجاد الحوار النافع والبناء، وهو القادر على احداث التغيير الحقيقي والتأثير في الرأي العام.

وفي نهاية المقال اكدت جلالتها على ان اللغة هي انعكاس للبيئة والواقع الفكري والثقافي للأفراد والشعوب الناطقة بها، ودعت بان تكون لغة الضاد هي مصدر الضوء الذي نبثه للعالم، والضمير الذي يحفزنا للحوار والتعايش واحترام الذات والغير.