الملكة رانيا تترأس الاجتماع الأول للتحالف الوطني "معاً ... نحو بيئة مدرسية آمنة"، وتقول " لا مجال للتهاون أو الاستهانة بموضوع الضرب في المدارس"

17 تشرين الثاني 2009

عمان - تمهيداً لاطلاق الحملة الوطنية "معاً ... نحو بيئة مدرسية آمنة" ترأست جلالة الملكة رانيا العبدالله اليوم الاجتماع الأول للتحالف الوطني لمناهضة العنف ضد الأطفال في المدارس، الذي يهدف إلى إحداث تغيير في البيئة المدرسية في جميع أنحاء الأردن للحد من العنف ضدّ الطلاب.

وبصفتها الرئيس الفخري للتحالف الوطني لمناهضة العنف ضد الأطفال في المدارس قالت جلالتهالا مجال للتهاون أو الاستهانة بموضوع الضرب في المدارس".

وقالت "لا يوجد إطار قانوني رادع يحمي الطفل والمعلم" داعية جلالتها أعضاء التحالف الى التعامل مع الموضوع في اطاره الوطني ووضع استراتيجيات وميثاق ومنظومة قيمية سلوكية تساعد في الوصول الى الهدف.

وأكدت جلالة الملكة دور التثقيف والتوعية في توضيح الصورة الحقيقية لواقع العنف في المدارس، كما أكدت على دور المساجد في تغيير خطاب التعامل مع الطفل في البيت والمجتمع والمدرسة.

وبينت ضرورة تنظيم ورش عمل لخطباء المساجد يتم فيها التوصل الى قناعات يمكن ترجمتها في رسائل ارشادية لجميع افراد المجتمع.

وأضافت جلالتها علينا أن نعرض واقع العنف في المدارس من خلال منهجية علمية تعتمد على الدراسات العلمية والمعلومات المؤكدة والصور التي تعرض نتائج العنف من أجل تقديم دلائل لاقناع من يعتقد أن الضرب مسموح.

وجرى خلال الاجتماع مناقشة نتائج الدراسة الوطنية حول العنف ضد الأطفال التي أعدتها اليونيسف والمجلس الوطني لشؤون الاسرة ووزارة التربية والتعليم.

وقدمت أخصائية حماية الطفل في اليونيسف مها الحمصي عرضاً لنتائج الدراسة الوطنية التي أشارت إلى أن نحو نصف الأطفال في الأردن يتعرضون لإساءات بدنية من الوالدين، والمعلمين وإداريي المدرسة، والإخوة الذين يشاركون الطفل مكان الإقامة، كما يتعرض نحو ثلثهم لإساءات بدنية في الحي من البالغين والأطفال الآخرين.

وبينت الدراسة أنه يتغيب نحو 15% من الأطفال عن المدرسة ليوم واحد على الأقل في العام الدراسي لعدم شعورهم بالأمان، والذي يعود إلى خوفهم من ضرب المعلم، وتهديده لهم، ووصفهم بألقاب.

وحملة "معاً" هي حملة وطنية تهدف لتخفيض معدلات العنف ضد الأطفال باستخدام وسائل تأديبية حديثة بدلاً من الضرب، تنفذها وزارة التربية بالتعاون مع منظمة اليونيسف، وستصل لجميع المدارس الحكومية ومدارس الاونروا في المملكة. وتهدف الحملة لتخفيض حالات العنف ضد الطلاب والطالبات بنسبة 40% في السنة الاولى من إطلاقها وتخفيضها بنسبة 90% مع السنة الثالثة.

وجلالة الملكة رانيا العبدالله هي الرئيسة الفخرية للتحالف، ويرأس التحالف الوطني وزير التربية والتعليم الدكتور وليد المعاني ويضم في عضويته: الدكتور منذر المصري، وزيرة التنمية الاجتماعية هالة لطوف، ونوال الفاعوري وسماحة الدكتور أحمد هليل، والدكتور محي الدين طوق، ومعالي ليلى شرف، الدكتورة هيفاء أبو غزالة، وهيفاء النجار (رئيسة لجنة معاً) وبشرى قدومي رئيس لجنة معاً، والأمين العام لأمانة عمان الكبرى المهندس عمر المعاني.

وستعمل الحملة على دعم صناع القرار، والمعلمين والعاملين في مجال تنمية الطفولة المبكرة. وزيادة الوعي لدى العائلات والمجتمع بأكمله حول أهمية اتباع الوسائل التأديبية الايجابية ومناهضة العنف. بالإضافة إلى تشجيع القطاع الخاص والحكومة على تخصيص موارد مالية وإنسانية أكبر لدعم تطوير الحملة، وزيادة فعالية الدعم المقدم لها.

هذا وستلتقي المجموعة دورياً كل ثلاثة أشهر، حيث سيتم استعراض التقارير الدورية حول مستويات العنف في المدارس لقياس مدى التطور الحاصل في هذا المجال. وسيتم خلال تلك الاجتماعات الموافقة على المعايير لاختيار المدارس الناجحة لقدرتها على تخفيض نسب العنف. وستتعاون الحملة مع وسائل الإعلام، لتزويدها بالمعلومات الاساسية حول تقدم الحملة وماذا يجب على المدارس القيام به لتحقيق أهدافها.

وتتبع الحملة ثلاث مجالات في عملها الاولى تنظيم نشاطات في المدارس لتسليط الضوء والتعريف بالأساليب الحديثة في التأديب بين المعلمين. وعقد لقاءات مع المجتمع لتشجيع منع العنف في المدارس إلى جانب تنفيذ حملة إعلامية كبيرة حول الحملة.