الملكة رانيا تشارك في جلسة حوارية في المنتدى الاقتصادي العالمي

26 كانون الثاني 2007

دافوس - انضم خمسة شباب إلى جلالة الملكة رانيا العبدالله ووزير الخزانة البريطاني جوردن براون في جلسة حوارية حملت عنوان "حكمة الشباب" ضمن فعاليات المنتدى الاقتصادي العالمي عبروا فيها عن قلقهم إزاء حالة العالم ودعوا لإنشاء صندوق عالمي للتعليم.

وحدد الشباب الحاجة لاتخاذ إجراء جماعي لضمان جودة التعليم في العالم والحاجة إلى بناء أجيال من الأفراد الفاعلين في العالم والساعين إلى الوحدة والتنوع باعتبارهما أكثر تحديين يواجهان الشباب اليوم.

ورحبت جلالة الملكة رانيا بالشباب الذين شاركوا في "أكثر جلسة نقاشية وشبابية تعقد في المنتدى".

وأضافت جلالتها "علينا النظر إلى الشباب ليس كمجرد أشخاص ولكن كأعضاء فاعلين، يتوجب علينا ضمان مشاركتهم وزيادتها في الحوارات، واحترام أصواتهم وإشراكهم في عملية صنع القرار".

جلالة الملكة رانيا والتي تعتبر من الداعمين الرئيسين لتمكين الشباب قالت "أن الشباب يملكون الكثير من الحكمة اليوم لكونهم يملكون كماً كبيرا من المعلومات المتوفرة في هذه الأيام، فهم اليوم أكثر اطلاعا مني عندما كنت في ذلك العمر، ولديهم حكمة غير تقليدية تأتي بنظرة جديدة ومبدعة".

وعقب الشباب على ملاحظة جلالتها تلك بالقول، أن الشباب وبعد ورشة عمل مكثفة في انجلترا الأسبوع الماضي، حددوا الاحتياجات التي يشعرون بأنها ضرورية في كل مكان. حيث قال أحد المشاركين "نريد أن نوجد أجيال تتصف بالمسؤولية الاجتماعية والتسامح". وأضاف نحن ندعوكم لإيجاد صندوق عالمي للتعليم. مشيرا إلى النجاح الذي حققه الصندوق العالمي لمكافحة الايدز والسل والملاريا الذي أسس خلال واحدة من جلسات المنتدى الاقتصادي العالمي الذي عقدت سابقا في دافوس.

وأشارت جلالتها إلى نوعين مختلفين من التحديات التي تواجه الشباب في العالم، حيث قالت "هنالك تحدي رأسي وتحدي افقي. التحدي الرأسي بين الأجيال، ولكن الأهم هو التحدي الأفقي بين الشباب من نفس العمر ولكن في دول مختلفة، لذلك هو تحدي جغرافي".

وقالت "الجغرافيا هي التي تحدد المصير ومثالا على ذلك الفرق بين السويد وسيراليون. المرأة السويدية تتطلع للعيش لعمر 83 عاما. ولها مستقبل باهر ينتظرها وعلى الأرجح، تحصل على التعليم الجامعي، وتدعم من قبل دولة تقدم لها رعاية كريمة ورعاية صحية ممتازة ورعاية الأطفال. بينما المرأة الشابة في سيراليون التي في منتصف العمر من ناحية أن متوسط العمر المتوقع لها في بلدها هو 43 عاما. ربما ستحمل بستة أطفال وتدفن على الأقل واحدا منهم. ودخل الفرد في السويد يراوح الـ 39.000 دولار، بينما في سيراليون هو 210 دولار. فهؤلاء النساء لا يتمتعن بالكرامة والحقوق بطريقة متساوية .. والفرص التي يتمتعن بها مختلفة ومتفاوتة".

وأكد الشباب إلى أن الاستثمار في المعلمين هو العامل الرئيسي لضمان حصول الشباب والطلاب في العالم على أفضل نوعية من التعليم. وقال الشباب "يجب أن يركز الصندوق على ثلاثة عوامل رئيسية، هي تدريب المعلمين، وتقليل نسب الغياب وتقليل عدد الطلاب في الصفوف".

وعند الحديث عن عدد الطلبة في الصفوف باعتباره عاملا رئيسيا في تشكيل نوعية التعليم، أشار أحد الشباب المشاركين إلى أنه عندما يكرس معلم أو معلمة واحدة اهتمامها إلى 12 طالب، كما هو الحال في سويسرا، هذا المعلم يمكن أن يقدم نوعية تعليم أفضل من التي يقدمها معلم في مالي يجب أن يقسم وقته ومعلوماته وطاقته على 71 طالبا في المتوسط.

واتفقت جلالة الملكة مع رأي الشباب مشيرة إلى أنه في العقد الماضي أو قريبا منه، خسرت الوظائف في مجال التعليم قيمتها الجوهرية. وقالت جلالتها "من حيث النوعية، يمكننا تحسين المرافق والمناهج ولكن الشيء الوحيد الذي يُنجح ذلك هو المعلم" وأضافت "إذا كان لديك معلم ملهم يستطيع أن يحفز طلابه فإن ذلك سيؤدي إلى التغيير. وفي الأردن، هذا واحد من الأمور التي نركز عليها .. وهو إعادة الاعتبار لهذه المهنة لأن لها تأثيرا كبيرا."

وكما حدد الشباب التحدي بتوفير تعليم نوعي، رحب وزير الخزانة البريطاني جوردن براون بخطة الشباب وقال "ما نراه اليوم هو المثالية إضافة إلى خطة للتطبيق.. ويجب أن نجعلها أولوية لضمان أن كل طفل يملك الفرصة للحصول على التعليم.. والذي يمكن تحقيقه خلال بضعة سنوات" وأشار براون إلى خطته لضمان تعليم نوعي من خلال الاستفادة من رغبة معظم الدول الصناعية وحاجة الدول الأكثر حاجة. وتبلغ التكلفة الكاملة لمثل هذه الخطة التعليمية، بحسب براون دولارين كل أسبوع أو 4 سنت (قروش) كل يوم. وأضاف براون "هذا هو الاستثمار الأكثر تأثيرا بالمقارنة مع تكلفته في العالم".

وأشارت جلالتها "عندما نتحدث عن القدرة على معرفة شيء، يجب أن نفكر بالمساواة لأن الاستثمار بتعليم الفتيات هو الاستثمار الأنجح.. عندما نوفر للفتاة التعليم، يمكننا فعلا تغيير مسار الأمة. فلها آثار مزدوجة، فهو يعمل على تحسين نوعية الحياة للفتيات ويمكنهن من تحقيق حقوقهن وفي نفس الوقت يساعد الأطفال.. فيتمتعون بصحة وظروف اقتصادية أفضل.

وعلق براون أيضا أنه في هذا العالم الذي يعتمد على التكنولوجيا، يجب أن تتوفر روابط بين المدارس في الدول المختلفة والمعلمين من خلفيات مختلفة فالطلاب يواجهون تحديات متشابهة أو تحديات أخرى.

الفكرة من استخدام هذا التطور التكنولوجي هو شيء بدأت جلالة الملكة رانيا بالفعل الترويج له وشاركت جلالتها في ربط بين شباب في الفلبين في شهر كانون الأول 2006، هي مبادرة تقنية السلام وهي مبادرة جمعت شباب من منطقتين بينهما نزاع في الفلبين، استخدمت ربط بالأقمار الصناعية لإقامة حوار واتصال بينهم. وقد دعمت جلالة الملكة الشباب من خلال كلمة مسجلة رحبت فيها بهذه المبادرة لتوحيد صوتهم والحصول على اهتمام الحكومة بالنظر لما يحتاجونه.

وفي دعم لما قيل في هذه الجلسة عن الحاجة إلى أفراد عالميين فاعلين يعملون من أجل الوحدة والتنوع قالت جلالة الملكة أن المعرفة المتبادلة هي أفضل طريق لتحقيق ذلك. "هذا ما يتيح للناس الخروج من قوقعتهم، والوصول إلى الناس الذين أمامهم ويوجدون الانسجام في المجتمع والذي نحتاجه جميعا من أجل التقدم."

واختار المجلس البريطاني الشباب الذين شاركوا في جلسة حكمة الشباب "Wisdom of Youth"، كأفضل ممثلين لقضايا الشباب من جميع أنحاء العالم. وضمت الجلسة شبابا وشابات من مصر، وسويسرا واستراليا وكوريا الجنوبية. وقد مثلوا بالفعل رؤية عالمية وأعطوا أمثلة ملهمة لتحديات الشباب من العالم.

وحدثت جلالتها الشباب قائلة "أنتم تملكون القدرة للتغيير .. كلما استطعنا أن نبقى على اتصال معكم، وعلى اضطلاع بآرائكم وطموحاتكم كلما استطعنا أن نساعدكم أكثر".