الملكة رانيا تلتقي ممثلي الجمعيات الخيرية والتعاونية في عجلون وتطلع على برامجها وأنشطتها

المصدر: الدستور

23 أيار 2011

امتزجت ألوان «عجلون الخضراء» أمس لتبدو لوحة تحكي قصة ابداع الخالق، واصرار المواطن بأن تكون هذه المحافظة مليئة بالمشاريع التي انتزعت من ظروف صعبة وتحديات كثيرة، فخرجت بحلّة وردية مزدانة بخضرة يومها وعظمة انجازها تستقبل جلالة الملكة رانيا العبدالله حيث قامت جلالتها بزيارة تفقدية لقرية عين جنّا بالمحافظة امس تعزز روح الابداع وتجعل من لوحة «عجلون» ابهى واجمل.

بالامس، كانت عين جنا كعادتها اردنية بعطائها وابداعها، خرجت بكل سكانها تستقبل جلالة الملكة رانيا يحدّثون جلالتها عن انجازاتهم، وعن التحديات التي تواجههم، فكان يومهم مختلفا، حيث وجدوا أذنا صاغية وعين ترقب حجم ما حققوه، فكان وعد جلالتها على قدر عزيمة «العجلونيين».

وكعادة جلالتها عندما تسعى للدفع باتجاه تحقيق الحلم مهما كانت التحديات، والامكانيات بسيطة بحرص واصرار ان تقف جلالتها على ضرورة التنفيذ، فهاهي مبادرة «مدرستي» تصبح جزءا بل ركيزة من ركائز التعليم والتنمية التعليمية في وطننا، وتحقق نجاحات الواحد تلو الآخر، وتتعاظم مشاهد الانجاز وتتعدد اوجهها على المدارس والمجتمع المحلي، ولعل الاجدى بالملاحظة في محافظة عجلون ان «مدرستي» جاءت لتبني على اسس ايجابية جعلت من نجاحها اكبر حجما.

ونظرا لخصوصية محافظة عجلون التي تجمع بها بين روعة المكان، وعطاء مستمد من اصرار صخورها، اعتبرتها جلالة الملكة لها حصة كبيرة في بال جلالتها، قائلة «في كل زياراتي للمنطقة اشعر بطيبة ابناء المنطقة وحبهم لوطنهم، وعلى الرغم من التحديات التي يواجهونها الا انهم يتميزون بالمبادرة والنشاط».

وفي تفاصيل الجولة، التقت جلالة الملكة رانيا العبدالله أمس مجموعة من ممثلي الجمعيات الخيرية والتعاونية في محافظة عجلون واستمعت الى شرح عن الخدمات والانشطة والبرامج التي تقدمها الجمعيات في المنطقة والتحديات التي تواجه عملها.

جاء ذلك خلال زيارة جلالتها امس الى قرية عين جنا في محافظة عجلون ولقائها الهيئة التدريسية وطالبات مدرسة عين جنا الثانوية للبنات والتي شملتها مبادرة «مدرستي» ضمن مرحلتها الثانية.

وخلال الاجتماع الذي حضره السيد نبيه الربضي، مدير منطقة عين جنا ومدير عام مؤسسة نهر الأردن فالنتينا قسيسية ونائب المدير العام لمؤسسة نهر الاردن المهندس غالب القضاة ركز ممثلو الجمعيات التعاونية والخيرية على اهمية ايجاد برامج تنموية مدرة للدخل وقادرة على المساهمة في الحد من البطالة والفقر.

وقالت جلالتها ان عجلون لها «حصة كبيرة في بالي وفي كل زياراتي للمنطقة اشعر بطيبة ابناء المنطقة وحبهم لوطنهم ، وعلى الرغم من التحديات التي يواجهونها الا انهم يتميزون بالمبادرة والنشاط والعمل من اجل مساعدة انفسهم لمواجهة تلك التحديات».

واكدت اهتمام جلالة الملك عبدالله بالمحافظة التي تمتلك مزايا نسبية مهمة يجب العمل على الاستفادة منها في ايجاد مشاريع تنموية مستدامة صغيرة ومتوسطة مدرة للدخل وتوفر فرص عمل لابناء وبنات المنطقة.

وخلال جولة في مدرسة عين جنا الثانوية للبنات والتي شملتها مبادرة «مدرستي» ضمن مرحلتها الثانية اكدت جلالتها الملكة رانيا العبدالله اهمية تعميم الفوائد من برامج مبادرة «مدرستي» اللامنهجية والتي تنمي عند الطلبة مهارات حياتية وعادات وانماط صحية واجتماعية ايجابية.

وخلال جولتها في المدرسة ترافقها مديرة المدرسة وفاء القضاة ، ومديرة مبادرة «مدرستي» دانا الدجاني تبادلت جلالتها الحديث مع الطالبات في مشغل التدريب المهني حيث قدمن شرحا عن الانشطة التي تم تطبيقها من خلال مبادرة «مدرستي» واهمها تغيير الانماط الغذائية في مقصف المدرسة واتباع انماط صحية ، اضافة الى بعض مهارات الاشغال اليدوية التي تنمي مواهب الطالبات.

وفي روضة الاطفال اطلعت جلالتها على الاساليب التعليمية الحديثة في مجال تنمية الطفولة المبكرة المستخدمة في التدريس من خلال متطوعين ، مؤكدة جلالتها ضرورة اطلاع معلمات رياض الاطفال في المنطقة على نموذج التدريس المستخدمة في الروضة.

وفي غرفة المعلمات تبادلت جلالتها الحديث مع معلمات المدرسة معبرة عن فخرها بما شاهدته من تكاتف في اداء الواجب بين المعلمات والادارة والطالبات في المدرسة والذي اثمر عن نتائج ايجابية في المدرسة وفي المجتمع المحلي.

وفي غرفة التوعية المرورية (كفى) التي جهزتها لجنة كفى المرورية في المدرسة بالتعاون مع الجمعية الملكية للتوعية الصحية بهدف نشر الوعي بطرق السلامة المرورية ، استمعت الى شرح عن عمل اللجنة والبرامج التي تم تطبيقها داخل المدرسة وخارجها.

وشاركت الطالبات جلالتها بقصة نجاحهن في الحصول على جائزة وزارة التربية والتعليم في مختبر الحاسوب الذي تم تطويره كثمرة من ثمار «مدرستي» بشراكة مع مبادرة التعليم الاردنية، وأطلعت احدى الطالبات جلالتها على الموقع الالكتروني الذي تم تصميمه واطلاقه من المدرسة ويحتوي على شعار المدرسة صممته الطالبات.

والتقت جلالتها مجموعة من طالبات المدرسة المشاركات في اللجان المدرسية كلجنة أصدقاء مدرستي ولجنة الإرشاد ولجنة النهوض الوطني ولجنة كفى المرورية واللجنة الصحية.

وعبرت الطالبات عن سعادتهن بهذه الزيارة ، مقدمات الشرح المختصر عن عمل كل لجنة والذي يشترك في هدف واحد هو تنمية مهارات الطالبات وتفعيل الانشطة اللامنهجية بما يخدم الاهداف التعليمية والمجتمعية في المدرسة.

الى ذلك ، اعربت جلالتها عن فخرها بعمل الطالبات والعلاقات التي تربط الطالبات بالمعلمات وبمديرة المدرسة والتي تعكس الرغبة الكبيرة في العمل والانجاز.

وقالت جلالتها ان عمل اللجان يؤكد ان المدرسة انتقلت من الدور التقليدي الذي يتمحور على انها المكان المخصص للدراسة والحصول على العلامة فقط واصبحت المدرسة تعمل بروح مبادرة «مدرستي» لتكون مركزا مجتمعيا يتواصل مع محيطه ويشعر المجتمع باهميته .

واضافت جلالتها ان هذه اللجان ستساعد الطالبات طوال حياتهن، نتيجة المهارات التي تم اكتسابها كمواطنات فاعلات في مدرستهن ومجتمعهن.

وفي حديقة المدرسة تبادلت الحديث مع الطالبات وأحد اعضاء المجتمع المحلي شركاء المدرسة حول الانشطة التي يتم تنفيذها من وحي مبادرة «مدرستي».

وتبادلت جلالتها التحيات مع اهالي المنطقة الذين تواجدوا على جنبات الطريق يهتفون لجلالة الملك وللاردن مرحبين بجلالتها.

بعد جولة في المدرسة، تفقدت جلالتها واقع الحال في جمعية سيدات عين جنا، واطلعت على حضانة الأمل التابعة للجمعية ترافقها مديرة الروضة عدلة المومني ومديرة الحضانة ايمان المومني مستمعة الى شرح عن واقع الحال والخدمات التي تقدمها الجمعية.

الصورة عندما ترقبها عن كثب تبدو أجمل من اي وصف، واكبر من اي جمل، فيكفيك ان تسير في شوارع عجلون وعين جنا لترى جمال المحافظة، في طبيعتها الخلاّبة حيث يبدو صيفها مختلفا، يتمتع بسحر خاص، وتذهل من حجم العطاء والانجاز الذي حققه ابناء المحافظة وبناتها رغم تأكيدهم بوجود تحديات كبيرة، لكن حب الوطن وحقه على ابنائه قادر على ايجاد مساحة حضور قوي بكل مجالات الانجاز.

والانجاز حتما يأتي من حب الوطن، ومن رعاية جلالة الملك عبدالله الثاني وجلالة الملكة رانيا العبد الله للمواطنين وحرصهما الدائم توفير الافضل لكل المحافظات، فكان لزيارة جلالة الملكة الى عجلون امس البعد الاكبر في التحفيز نحو مزيد من الانجاز، والتطور، سيما وان لزيارة جلالتها بعدا نفسيا كبيرا ثمنه سكان المحافظة في أحاديث عدد منهم ل»الدستور» على هامش الجولة.

دانا الدجاني مديرة مبادرة مدرستي قالت ان المبادرة سوف تبدأ مطلع الشهر المقبل الاستفادة من اللجان المجتمعية في مدارس «مدرستي» ليس فقط في اطار المدرسة التي تخدمها، بل في مدارس اخرى غير تابعة للمبادرة لتستفيد من خبرة مدارس «مدرستي»، علما بان هذه اللجان تضم بالعادة مديرة المدرسة، وطلاب، وممثلين من المجتمع المدني.

ورأت الدجاني ان هذه الفكرة تأتي في اطار ان الجميع شريك في المدرسة التي لم تعد فقط للدراسة، بل هي جزء من المجتمع.

واعلنت الدجاني ان هناك عملية تقييم تتم حاليا لمبادرة «مدرستي» وسيكون تقيما خارجيا وليس من داخل المبادرة كما جرت عليه العادة، وذلك لمعرفة مواطن النجاح لتعزيزها، والفشل لتلافيها.

وفاء القضاه مديرة مدرسة عين جنا الثانوية الشاملة للبنات اعتبرت زيارة جلالة الملكة خطوة هامة جدا بالنسبة للمدرسة والمجتمع المحلي كافة، ذلك ان جلالتها تطلق المبادرة وتحرص على متابعتها على المدى الطويل، فبعدما انضمت المدرسة الى «مدرستي» منذ عام 2009، هاهي جلالتها تحرص على الوقوف على تفاصيل الانجاز من خلال هذه الزيارة للاطلاع على واقع الحال بعد هذه السنين.

وقالت القضاه ان المدرسة شهدت نهضة كبيرة عمرانيا ومعنويا بعدما انضمت الى «مدرستي»، وتشكلت بها عدة لجان لخدمة المدرسة والمجتمع من حولها، اضافة الى اننا قمنا بتنظيم عدة برامج ايضا لخدمة الطالبات كان من ابرزها البرامج الصحية، والمرورية، والحاسوبية، اضافة الى توفير منح جامعية للطالبات المتفوقات.

واشارت القضاه الى ان المدرسة استقبلت وفودا من امريكا عبرت عن اعجابها بمستوى الاداء فيها، مشيرة الى ان المهم في هذه المبادرة بشكل عام تنمية روح الانتماء للمدرسة والوطن، اضافة الى الحفاظ على الانجاز وتنميته وتطويره.

واثناء التجول في مدرسة عين جنا، يعلو صوت رغد التي تلقي قصيدة حول حوادث المرور، بصوتها الطفولي، وتقول لنا «انا سعيد بمدرستي التي اصبحت تشكل لي المكان الرائع والآمن، تعليميا واجتماعيا وصحيا، وبكل مناحي الحياة، فكل ما احبه اصبحت اجده هنا».

وعن قصيدتها تقول»انا الفت هذه القصيدة بمفردي عن حوادث المرور، نظرا لوجود بيئة محفزة بالمدرسة لأقوم بهذا النشاط، ولأحمي زملائي وزميلاتي من خطورة حوادث السير، مثمنة دور جلالة الملكة في جعل المدرسة آمنة بكل الجوانب».

رئيسة جمعية فاطمة الزهراء التعاونية غادة القضاة اعتبرت زيارة جلالة الملكة للمحافظة هامة جدا ، وتعطي بعدا قويا للاهتمام بالمحافظة والمشاريع المقامة بها والدعم لمزيد من الانجاز والابداع.

واعربت عن املها ان يتم دعم مشاريع القرية الانتاجية منها ، وتذليل العقبات التي تواجهنا وتحديدا في توفير التمويل ، ذلك ان الجمعية تقوم بعدة مشروعات خيرية ، فنحن لدينا روضة اطفال ، ونمنح قروضا دواره، ولدينا مشغل للمطرزات ، ونأمل ان يزيد حجم عملنا.

عجلون- الدستور- نيفين عبدالهادي
المصدر