ترجمة مقابلة الملكة رانيا مع ITV News

16 تشرين الثاني 2021

كريس شيب: جلالة الملكة، تقوم دوقة كورنوال في المملكة المتحدة بالكثير من الأعمال التي تركز على قضايا  العنف القائم على النوع الاجتماعي، وعلى تعليم الفتيات أيضا. وأعتقد أن هذه القضية في الأردن الذي يضم 700 الف لاجئ سوري تعتبر مشكلة حقيقية، ما هي الامور التي يحاول هذا المركز المساعدة فيها هنا؟

الملكة رانيا: بالتأكيد. عندما أطلقت مؤسسة نهر الأردن برنامج حماية الطفل منذ أكثر من عقدين من الزمن، كانت قضيتي إساءة معاملة الأطفال والعنف ضد المرأة محظورتين إلى حد كبير، سواء في الأردن أو المنطقة. كان الناس يعتقدون انه يجب إبقاؤها خلف الأبواب المغلقة. لذا فإن العمل المميز الذي يتم القيام به هنا، من حيث الوقاية والتدخل، وزيادة الوعي، فتح الأبواب على مصراعيها حول هذه القضايا. لذا فإن ما يحاول الفريق القيام به هنا هو تعزيز وحدة الأسرة وتعزيز ثقافة حماية الطفل من الاساءة.

إحدى أفضل الطرق لمنع العنف والإساءة تتمثل في محاولة اقتلاع جذور هذه السلوكيات الضارة قبل أن تتصاعد إلى حد العنف، ومحاولة غرس بعض الممارسات الأسرية السليمة. لذا فإن ما يميز مثل هذه المراكز المجتمعية هو أنها توفر مساحة آمنة للأشخاص ليأتوا ويعبروا عن مشاعرهم بحرية، ولتعلم بعض العادات الصحية، كما أنها توفر الملاذ للناجين الذين يحتاجون إلى دعم إضافي.

لذلك لدينا بالطبع خط هاتفي مجاني لمساعدة الأسر، حيث يمكن للراغبين في الحصول على استشارات أو الدعم النفسي والاجتماعي، وتتم إحالة الحالات إلى المؤسسات والأنظمة ذات الصلة حتى لا ينسى أحد من المنظومة.

في النهاية، يجب أن يكون لكل امرأة وطفل مكان سعيد وآمن في المنزل، ويجب أن يكون الأطفال على وجه الخصوص قادرين على الاعتماد على الأسرة لتكون نظام دعم دائم. لذلك ما نحاول القيام به هنا هو تسليح الوالدين بالأدوات التي يحتاجونها ليكونوا أفضل مقدمي رعاية.

كريس شيب: أود أن أسألك عن جائزة إيرثشوت. لقد وافقت على العمل مع الأمير ويليام على هذه الجائزة. من الواضح أن تغير المناخ يمثل قضية كبيرة جداً في الوقت الحالي - فقد تحدث قادة العالم عنه في جلاسكو - وهو موضوع يؤثر على الأردن بسبب شح المياه فيه. يمكن لأفراد العائلة المالكة، كما فعل الأمير تشارلز، أن يأخذوا زمام المبادرة في هذه القضية المهمة للغاية، أليس كذلك؟

الملكة رانيا: بالتأكيد، أعتقد أن كوكبنا يمر بمرحلة حرجة، وحتى أكثر المشككين لا يمكنهم الهروب من حقيقة أننا تسببنا في بعض الأضرار الجسيمة لكوكبنا. نعرف ذلك لأن معظمنا في السنوات القليلة الماضية واجه بشكل مباشر آثار الضرر. نعلم جميعاً أنه إذا لم نفعل شيئاً في أقرب وقت وإذا لم نأخذ هذه المشكلة على محمل الجد، سنخسر جميعاً. التوقعات هنا في الشرق الأوسط مؤلمة للغاية. في منطقتنا نتوقع أن يكون الاحتباس الحراري ضعف المتوسط العالمي، مع ارتفاع درجات الحرارة بواقع 4 درجات مئوية بحلول عام 2050.  وكما ذكرت الأردن تعتبر ثاني أفقر دول العالم مائيا ، ويستمر تضاؤل هطول الأمطار بضربنا حيث نتألم.

ونحن نبذل قصارى جهدنا للحد من ذلك، ولهذا نقوم بالاستثمار في الطاقات المتجددة، وتعزيز كفاءة الطاقة، وإطلاق خطة تعافي خضراء من وباء كورونا. لكن في بلد مثل الأردن، بصمتنا الكربونية صغيرة جداً. وإذا أردنا إحداث فرق حقيقي في العالم، فعلينا أن نفعل ذلك من خلال التعاون العالمي والالتزامات المشتركة، وهنا يأتي دور شخصيات مثل صاحب السمو الملكي الأمير تشارلز، الذي يتحدث عن هذه القضية منذ فترة طويلة، حتى عندما لم يكن الناس يستمعون. ويسعدني أنه في هذه المرحلة، بدأ الناس يدركون ما كان يقوله لفترة طويلة وادركوا مدى أهمية كلماته، وأعتقد أنه شخصية بارزة في الكفاح من أجل كوكبنا.

وبالمثل، فإن الأمير ويليام لديه الشغف ذاته. لقد كان من دواعي سروري العمل على جائزة "إيرث شوت" لأنها مشروع يدرك قدرة كل شريحة من شرائح المجتمع على إحداث فرق. لذلك، وعلى سبيل المثال، في الجولة الأولى من المتأهلين للتصفيات النهائية، كان لدينا دولة ومدينة وبالطبع أفراد ومؤسسات اجتماعية. ويسعدني أن أكون جزءاً من مشروع يحتفل بالإبداع والتعاون والتفاني البشري - كل هذه مكونات نحتاجها للتراجع عن حافة كارثة المناخ.

لذا فإن شخصيات مثل صاحبي السمو الملكي تحدث فرقاً كبيراً جداً في تشجيعنا، وتوجيهنا وإعطائنا الأمل. يشعر الكثيرون أنه قد تكون هذه قضية خاسرة وأنه لا نفع من ما نقوم به ، لكن بالتأكيد علينا جميعاً دور لنلعبه.

كريس شيب: في الأسابيع الاخيرة الماضية لم تكن صحة الملكة إليزابيث في المملكة المتحدة على ما يرام. وأعلم أن العائلتين الملكيتين مقربة جداً. هل سنحت لك الفرصة للتعبير عن أمنياتك الطيبة لها من خلال الأمير تشارلز؟

الملكة رانيا: بالطبع، إنها شخص يحظى باحترام كبير وانا أقدرها شخصياً. والعالم بأسره ينظر لها كرمز باعتبارها سيدة دولة حقيقية، ملهمة للعالم من خلال انضباطها وعملها الجاد، ونهجها الثابت في كل شيء. نحن جميعا نجد الطمأنينة عندما نفكر فيها، ونفكر دائما  بصحتها، لكنها امرأة قوية حتى وهي في هذا العمر نجدها نشيطة جداً - ونأمل أن نكون نشيطين مثلها في ذلك العمر! فلها منا أطيب التمنيات الدائمة بالصحة والعمر المديد.