الملكة رانيا تشارك في قمة "المرأة في العالم"

21 تشرين الأول 2015

شاركت جلالة الملكة رانيا العبدالله مساء امس في لندن بجلسة حوارية ضمن قمة "المرأة في العالم"، التي أدارتها الإعلامية زينب صلبي وحضرها حوالي 900 شخصية تمثل قطاعات المجتمع المدني ومؤسسات داعمة لقضايا المرأة.

واستثمرت جلالتها حضورها القمة لاعادة التأكيد على المجتمع الدولي بضرورة زيادة المساعدات الإنسانية والدعم للدول المستضيفة للاجئين السوريين في المنطقة.

وتحدثت جلالة الملكة عن تداعيات اللجوء والأزمات في المنطقة وآثارها على الاردن، وقالت أن هناك نقصاً في التمويل حيث تم الوفاء بـ 40٪ فقط من الالتزامات، والاردن تحمل الكثير وهو طوق نجاة ومأوى للكثيرين، مؤكدة الى ضرورة ايجاد حلول تنموية مستدامة لتجاوز حالت الاحباط واليأس.

وعبرت جلالتها عن فخرها بالاردنيين وما يقدموه، مؤكدة أن حجم الأزمة أدى إلى تفاقم الوضع على الطبقات الفقيرة في مجتمعنا، حيث نرى ارتفاع الأسعار والإيجارات، وصعوبة الحصول على فرص العمل، وخاصة ان الاردن محدود الموارد وهذه ليست الموجة الأولى من اللاجئين التي يستقبلها.
وأضافت أن المدارس الأردنية تستقبل 140 ألف طالب سوري، وفي الوقت الذي تحاول المدارس والمعلمين التعامل مع العديد من الطلاب، تعاني الصفوف المدرسية من الازدحام والتي لا تؤثر فقط على اللاجئين السوريين بل الطلبة الأردنيين أيضاً. مؤكدة أن الأزمة أثرت على الأردن بطريقة هائلة في مختلف جوانب الحياة.

وعن تأثير الاوضاع في المنطقة على الاجيال القادمة أكدت جلالتها على أن النزاعات تؤثر على التعليم حيث يوجد 13,7 مليون طفل خارج المدارس، وهو أمر مقلق كثيراً.

وقالت كأم اتفهم أهمية أن يحصل الأطفال على الطمأنينة والشعور بالأمان فتجاربنا في مرحلة الطفولة تؤثر بشكل أساسي على ما سنصبح عليه.

واضافت علينا العمل من اجل ضمان حصول الاطفال على التعليم ودخولهم المدارس لأن المدرسة هي بمثابة الملاذ، وهي الأساس لبناء الاستقرار داخل كل طفل، ولهذا علينا الاستثمار التعليم من أجل هذا الجيل والاجيال القادمة وغير ذلك فإننا نخاطر بمستقبل أسوأ.

وفي تعليق لجلالتها على سؤال حول دعوتها لاسقاط الحرف الأول من التسمية الانجليزية "ISIS"، قالت ان مواصلة التفكير بداعش على أنها اسلامية أمر خطير لانهم لا يمتون للاسلام بصلة.

واضافت ان هؤلاء يريدون جعل أنفسهم ممثلين عن الاسلام، والمسلمين حول العالم، ويحاولون ربط أعمالهم بشرعية الاسلام، بينما هم ليسوا كذلك.

ودعت جلالتها المعتدلين من جميع الأديان لتوحيد الصفوف، وقالت ان هذا صراع ولكن ليست بين المسلمين وغير المسلمين بل هو بين المعتدلين من جميع الاديان ضد المتطرفين.

وعن دور الانترنت ووسائل التواصل الاجتماعي الالكترونية في مجريات الازمة وتداعياتها أشارت جلالتها الى تاثير ذلك، وقالت للاسف رواية التطرف والارهاب هي الرواية المسيطرة، وتلك الرواية تعمل على ايجاد فجوة كبيرة بين المسلمين وغير المسلمين ويتم ملؤها بعدم الثقة والشك، وعدم التسامح والريبة وذلك يعمل على اضعاف عالمنا اكثر.

واكدت على ان الانترنت هو خط امامي مهم، يستخدم بشكل كبير من قبل مجموعات التطرف والارهاب وقد غير من مشهد الصراعات، وبالمقابل استخدام الانترنت غير مألوف للكثير من الحكومات.

ودعت الحكومات حول العالم للتعاون مع القطاع الخاص والشباب والجهات غير الحكومية لإشراكهم باستخدام وسائل الاعلام الاجتماعي ورفع الأصوات ذات المصداقية ولكشف الصورة الحقيقية للمتطرفين، ودعت الغرب ان لا يستجيبوا للصور النمطية التي يبنيها المتطرفون من خلال الدعاية المضللة.

وتحدثت جلالتها عن تجربتها في مواقع التواصل الاجتماعي كأم وملكة وقالت هي اداة مفيدة بالنسبة لها للحصول على ردود فعل حقيقية والتعرف عن الكثير من المبادرات الالكترونية والاحداث الجارية.

وفي كلمة لها خلال القمة التي أطلقت عام 2010 وتقام سنوياً وتناقش عدداً من القضايا التي تهم المرأة وتعزيز دورها في التنمية، قالت المؤسس والرئيس التنفيذي لشركة "تينا براون لايف الإعلامية" ومؤسسة ملتقى "نساء في العالم" تينا براون أن هذه القمة تشكل منبرا لطرح العديد من القضايا التي تهم المرأة في مختلف المجتمعات.