الملكة رانيا تؤكد العمل على تطوير برامج التطعيم الوطنية لتوفير مطاعيم جديدة وانتشار أكبر

09 كانون الأول 2007

عمان - تحت عنوان المطاعيم خلال العقد القادم في الوطن العربي بدأت اليوم في عمان وبمشاركة من جلالة الملكة رانيا العبدالله جلسات عمل المؤتمر الطبي الذي تنظمه كلية الطب في الجامعة الأردنية بالتعاون مع مؤسسات ومنظمات عالمية.

وضمن اهتمامها المستمر بالأطفال وصحتهم وبصفتها أيضا أحد أعضاء مجلس إدارة صندوق المطاعيم العالمي "جافي" أكدت جلالة الملكة رانيا العبدالله على أن توفير المطاعيم هو واجب إنساني واستثمار مستمر وبناء للمستقبل وضرورة لحماية أطفالنا.

وأعربت جلالتها عقب استماعها إلى مداخلات عدد من المختصين والأطباء العاملين في برامج التطعيم الوطنية والمنظمات الدولية عن سعادتها لهذا الجمع العربي من أهل الاختصاص والعاملين في المؤسسات الحكومية وغير الحكومية والمنظمات الدولية معتبرة ذلك أساسا لاطلاق شبكة أو رابطة تجمع الشركاء معا للوصول إلى الحل الكامل والشامل الذي يتطلب تظافر الجهود بين الدول والمنظمات والقطاع الخاص مثل شركات الأدوية لتوفير الموارد المالية.

وقالت أن هذا المؤتمر وبما يعكس من اهتمام ملحوظ من مشاركة الدول العربية في أعماله يعد وسيلة هامة لتسليط الضوء على موضوع التطعيم لوضعه على سلم أولويات الحكومات العربية.

وأشارت جلالتها إلى أن تفاوت تغطية المطاعيم بين الدول العربية يتطلب تعاون وتنسيق للجهود مبينة أن الأردن قطع خطوات كبيرة في الحد من وفيات الأطفال وتوفير المطاعيم من خلال افتتاح مراكز الأمومة والطفولة إلى جانب برنامج التطعيم الوطني ضد الأمراض السارية وكذلك إطلاق حملات التوعية في المدارس.

وركزت جلالتها على دور التحصين وتوفير المطاعيم في إعطاء الأطفال بداية يستحقونها والعمل على تطوير برامج التطعيم لضمان توفير مطاعيم جديدة وحصول الأطفال على التحصين الكافي، وأهمية بناء قاعدة معلومات عربية حول الأمور الصحية لتحديد مسارات التوعية والتثقيف خاصة وأنه من الصعوبة نشر الوعي دون معرفة الوضع القائم.

وكانت الدكتورة نجوى خوري بولص رئيسة قسم الأطفال في مستشفى الجامعة الأردنية منسقة المؤتمر قد تحدثت عن أهداف المؤتمر في حشد الجهود العربية وبناء الشركات مع المنظمات الدولية.

وأبرزت الدور الأكاديمي الممكن لعبه في مجال المطاعيم من حيث التعليم الطبي ورفد برامج التطعيم بالكوادر المدربة والمشاركة مع صانع القرار وتفعيل دور الجامعات العربية للمساهمة بشكل أكبر في برامج التطعيم الوطنية.

كما قدم رئيس شعبة المطاعيم في منظمة الصحة العالمية عز الدين محسن عرضا حول المطاعيم في الدول العربية بين فيه النتائج الإيجابية التي وصلت إليها الدول العربية في معدلات تغطية المطاعيم وتوفرها للتحصين من الأمراض السارية.

وأشار إلى التحديات التي تواجه الدول العربية لتحقيق الهدف الرابع من الأهداف الانمائية للألفية المرتبطة بتخفيض معدل وفيات الأطفال والذي يحتاج الوصول إليه مزيدا من الجهود والتنسيق والتعاون والموارد المالية وأن تكون المطاعيم على الأولويات الوطنية من خلال التزام القيادات السياسية.

وبحضور وزير الصحة الدكتور صلاح المواجدة استعرض عدد من المشاركين دور دولهم في هذا المجال حيث أشار المدير التنفيذي للمشروع العربي لصحة الأسرة في جامعة الدول العربية الدكتور احمد عبد المنعم إلى أن موضوع تحسين جودة المؤسسات الصحية سيكون أحد المواضيع التي ستدرج على أجندة القمة العربية القادمة إضافة إلى أن القمة ستبحث أيضا إمكانية تصنيع المطاعيم في البلاد العربية.

واستعرضت مديرة مبادرة توفير مطاعيم الكبد الوبائي لصندوق المطاعيم "جافي" رنا حجة احدى المشاركات في المؤتمر دور المنظمات العالمية لتحقيق العدالة في توفير المطاعيم في العالم العربي، منوهة إلى ضعف التوعية وخاصة في مستويات صناعة القرار للمؤسسات المالية وعلى رأسها وزارات المالية في الدول العربية.

وقال مساعد الأمين العام للرعاية الصحية الأولية الدكتور عادل بلبيسي من الأردن أن برنامج التطعيم الوطني الذي بدأ منذ عام 1979 يعتبر من البرامج المميزة والفاعلة والتي تطمح للاستمرار بالمحافظة على تميزه وزيادتها خاصة في نسب تغطية المطاعيم التي وصلت 95% لجميع الأطفال المتواجدين على أرض المملكة بغض النظر عن جنسياتهم.

وأشار إلى أن وزارة الصحة تعمل حاليا لإدخال أنواع جديدة من المطاعيم ضمن برنامجها الوطني مثل التهاب الكبد الوبائي والجدري المائي والالتهاب الرئوي.

وبين حاجة الوزارة إلى الدعم المالي لشراء المطاعيم والذي كانت كلفته في السابق تصل إلى نحو 3 ملايين دينار أردني ووصلت الآن لنحو 7 ملايين هي فقط كلف شراء المطاعيم.

ويشارك في المؤتمر (60) طبيباً ومتخصصاُ من مؤسسات وجامعات من جميع الدول العربي ومن دول أوروبية والولايات المتحدة الأمريكية، بالاضافة إلى منظمات أبرزها منظمة الصحة العالمية ومنظمة اليونيسف ورابطة تعليم المطاعيم في بلجيكا وجامعة الدول العربية.

ويناقش المؤتمر على مدار ثلاثة أيام (25) ورقة عمل متخصصة حول المطاعيم وأهميتها في الوقاية من الأمراض والأوبئة إلى جانب مناقشة إستراتيجية جديدة تتعلق بإدخال مطاعيم في الوطن العربي لها علاقة بأمراض ذات الرئة والإسهال عند الأطفال.