الملكة رانيا تدعو الى تجديد الالتزام بالاستدامة والحلول المبتكرة للتحديات التي تواجه المنطقة العربية

16 أيار 2009

البحر الميت – دعت جلالة الملكة رانيا العبدالله إلى تجديد الالتزام بالاستدامة والحلول المبتكرة للتحديات التي تواجه المنطقة العربية وذلك خلال افتتاحها اليوم جلسة "الاستدامة في الشرق الأوسط" والتي نُظمت ضمن فعاليات المنتدى الاقتصادي العالمي في يومه الثاني الذي يقام حاليا في منطقة البحر الميت.

وقالت جلالتها "تُعنى الاستدامة بالقدرة على تلبية احتياجات جيل اليوم دون التنازل عن احتياجات جيل الغد سواءً في المجالات الاقتصادية اوالاجتماعية اوالبيئية".

وأضافت "نحن مجتمعون هنا اليوم لأن ضميرنا العام أملى علينا ذلك. جميعنا نعي مظاهر عدم المساواة التي تغزو عالمنا، ومدى حساسية البيئة من حولنا. كما نعي أن كل فرد منا يمكن أن يساهم في إحداث التغيير".

وكانت جلالتها قد شكلت مجموعة القيادة العربية للاستدامة والتي تضم عدداً من المؤسسات العربية التي التزمت بتبني مبادئ الاستدامة، بهدف تعزيز الاعمال في انحاء المنطقة لتحقيق التوازن بين الارباح وحماية البيئة والفرص المتساوية.

وأشارت جلالتها إلى الأزمة المالية الاقتصادية الحالية والتحديات التي تؤثر على المنطقة مثل قلة المياه، والبطالة، وارتفاع معدلات الأمية، وهجرة الكفاءات. وشددت على ضرورة التعاون في العمل لمعالجة القضايا الشاملة والتي لا ينبغي لأي قطاع التعامل معها منفردا.

وقالت جلالتها "آمل أن يصبح تحقيق المساواة بين الجنسين في أماكن العمل جزءا من الممارسات المستدامة للشركات في الوطن العربي".

وسلطت جلالتها الضوء على مفهوم التنافسية المسؤولة مشددة على القيمة الجوهرية لوضع استراتيجيات فعالة للتنافسية المسؤولة، خاصة في وقت الازمات المالية العالمية.

واكدت جلالتها على أهمية الالتزام والاستثمار لممارسات مسؤولة والتي لا تحقق الربح فقط، مشيرة الى ان نتائج احدى الدراسات الحديثة حول الشركات التي التزمت بمفهوم الاستدامة خلال الازمة الاقتصادية بينت ان تلك الشركات استطاعت أن تتفوق على منافسيها بنسبة 15 %.

وقالت جلالتها "الشركة الأكثر استدامة تحصل على تقدير كبير من الزبائن والموظفين والحكومة ووسائل الإعلام".

وخاطبت الجمهور قائلة "الاستدامة تغير نظرتكم الى زملائكم والاخرين، وتوسع مجالاتكم وتحول الطريقة التي تتفاعلون وتتواصلون بها مع محيطكم".

كذلك عبرت جلالتها عن املها بأن يلهم تقرير "التنافسية المسؤولة في العالم العربي لعام 2009"، الذي اطلق اليوم المزيد من القادة الالتزام والمشاركة في التنمية المستدامة.

واستعرض الدكتور سيمون زادك مؤشرات التنافسية المسؤولة على الصعيد العربي مؤكداً ضرورة وضع استراتيجيات تجذر مبادئ التنمية المستدامة.

وعقب ذلك دار نقاش اداره رئيس المجموعة العربية للتميز المستدام دارين روفير تحدث خلاله المشاركون عن التحديات التي تواجه الاستدامة في الدول العربية، وأهم السياسات الواجب اتباعها في الوطن العربي من أجل تطوير التنافسية المسؤولة في قضايا مثل البيئة والمياه والموارد البشرية والفقر والبطالة.

وشارك في النقاش عدد من مسؤولي المؤسسات والشركات العربية ذات الاهتمام بالاستدامة وهم حلمي أبو العيش من سيكيم، وربيع عطايا من بيت دوت كوم، وعبدالكريم أبو النصر من البنك الأهلي التجاري السعودي ، ورندا أيوبي من روبيكون، وفريدريك سيكريه من أبراج كابيتال، حيث ناقشوا ما خرج به تقرير التنافسية المسؤولة في العالم العربي الذي أطلق ضمن فعاليات المنتدى الاقتصادي العالمي، وكيفية تطوير أجندة الاستدامة في الشرق الاوسط.

وتناولت الجلسة موضوع الاستدامة وتحديد الطرق التي ستمكن الوطن العربي من تحويل التحديات الحالية والمستجدة إلى فرص مربحة، حيث يمتلك الوطن العربي كمية كبيرة من الموارد، ولكنه في الوقت ذاته يواجه قضايا طارئة تحتاج المعالجة مثل نقص المياه المزمن ومعدلات البطالة العالية بين الشباب الذين يشكلون أغلبية سكانه.

وتضمن تقرير التنافسية كلمة افتتاحية بقلم جلالة الملكة رانيا العبدالله مؤسِسَة مجموعة القيادة العربية للاستدامة تحت عنوان: "المؤشر العربي للتنافسية المسؤولة"، أكدت فيها على أن أهم الدروس المستخلصة من الأزمة الاقتصادية الراهنة هو أنه لا بد من إحداث تغيير في الأنظمة والسلوكيات القديمة.

ويعتبر هذا التقرير الأول من نوعه في الشرق الأوسط ويهدف لتقييم التنافسية المسؤولة. وقد حقق نجاحاً في زيادة عدد الأقطار العربية التي شملتها استطلاعات سابقة لقياس التنافسية المسؤولة ليصل إلى 15 دولة بعد أن كان 7 دول فقط في السابق، ونجح أيضاً في تطوير إطار إقليمي متناسق لتقييم التقدم في هذا المجال.

ويحتوي التقرير سبع مقالات لعدد من قادة الفكر في المنطقة مثل عبد الكريم أبو النصر من البنك الأهلي التجاري، وفادي غندور من ارامكس، وفريدريك سيكريه من أبراج كابيتال، وغيرهم. وجُمع من قبل مؤسسة أكاونتبليتي "المساءلة" والمجموعة العربية للتميز المستدام وبدعم من مجموعة القيادة العربية للاستدامة.

ويتضمن أول تقييم منتظم يُظهر تطور المنطقة في مجال الاقتصاد المستدام والمجتمعات المزدهرة. ويقدم مسارات اقليمية ودراسات حالة واقعية وتوصيات للسياسة العامة للوطن العربي من اجل تطوير تنافسيته المسؤولة في القضايا الاقليمية مثل أمن المياه والموارد البشرية.

وقد قامت جلالة الملكة رانيا العبدالله بتشكيل مجموعة القيادة العربية للاستدامة عام 2008، ويقوم أعضاؤها حالياً بتطوير أجندة للاستدامة في دولهم وألفوا أول تقرير للتنافسية المسؤولة في العالم العربي، والذي يضم تصنيفاً للدول العربية مقابل التنافسية المسؤولة العالمية، وأمثلة لأفضل الممارسات.