الملكة رانيا توجه نداءً لفتيات العالم "ليتذكرن فتيات الدول النامية" وتشجعهن لإسماع أصواتهن والتحرك لتغيير حياتهن وحياة غيرهن

21 أيلول 2009

نيويورك - قبل سنوات أطلقت جلالة الملكة رانيا العبدالله مصطلح "تأثير الدومينو العكسي" على فكرة مساعدة وسعي المرأة الناجحة لرفع نساء أخريات وقطع خطوات على طريق النجاح. واليوم وضمن زيارة العمل التي تقوم بها للولايات المتحدة الأمريكية وكونها رئيسةً فخرية لمبادرة الأمم المتحدة لتعليم الفتيات أرادت جلالة الملكة رانيا تشجيع الفتيات على التحرك لتغيير حياتهن وحياة غيرهن.

وخلال زيارتها إلى مدرسة القيادات النسائية الشابة في هارلم، تحدثت جلالتها عن مبادرة الأمم المتحدة لتعليم الفتيات والدور الذي تقوم به لضمان حصول الفتيات على التعليم قائلة: "تعمل مبادرة تعليم الفتيات حول العالم لضمان التحاق الفتيات بالمدارس عبر تقديم الاستشارة للحكومات، العمل مع صناع القرار، جلب التبرعات والدعم، والحديث بالنيابة عن الفتيات مع الحكومات المعنية".

وتوجهت جلالتها بالحديث للفتيات قائلة: "لكننا لا نستطيع القيام بذلك وحدنا. نحتاج لأصوات تتعالى .. لإيقاظ وتحريك قادة العالم ... هل ستساعدوننا في ذلك؟" وأجابت الفتيات بحماس كبير: "نعم".

وبدرجة من الحماس تشبه حماس الفتيات، وجهت جلالتها طالبات المدرسة والفتيات في العالم بأكمله لما يمكن أن يقمن به لإحداث التغيير في حياة الكثيرات حول العالم قائلة: "اكتبن للرئيس أوباما وهيلاري كلنتون، اطلبن منهما أن يضعا الفتيات على رأس أجندتهم العالمية. وقعن أسماءكن في موقع هدف واحدwww.join1goal.org .... اجمعوا الأموال لليونيسف، فكل فلس يحدث تغييراً. تطوعوا لبناء مدرسة مع برنامج "حرروا الأطفال"".

وأضافت جلالتها: "عندما تتركن المدرسة اليوم، أريد منكن أن تتذكرن الفتيات في الدول النامية. أريدكن فتيات تمتلكن أصواتا ... أن تتحدثن وترفعن الأصوات من أجل الفتيات اللواتي يبكين بصمت ... أريد أن تحاربن من أجلهن، كما يحارب الآخرون من أجلكن ... أريد أن ترفعن فتاة أخرى وتساعدنها لأن تصبح قوية ... أريد أن تكنّ عظيمات وتلهمن العظمة في الآخرين".

وخلال كلمتها جمعت جلالتها بين تجربتها الشخصية وأهمية التعليم قائلة: "كنت فتاة عادية في مثل عمركن. أحببت المدرسة والجامعة، درست بجدٍ. وأحببت التحدث عن الموسيقى والأفلام مع صديقاتي، ولعب الرياضة .. والدراسة معاً ... بعد ذلك تدخل القدر والتقيت الامير الذي تحلم به كل فتاة وكان أميرا حقيقياً!".

وأضافت جلالتها: "لذلك، أصبح لي فجأة وظيفة لم أتخيلها أبداً. وظيفة .. أعطتني الفرصة للعمل بجدٍ على القضايا التي تهمني كثيراً: تحسين حياة الأردنيين .. إدارة منظمة غير حكومية تعمل على تمكين المجتمعات .. والمساعدة في تطوير نظام المدارس الحكومية في بلدي. وأعطتني الفرصة لمناقشة قضايا التنمية مع الرئيس كلنتون .. وإطلاق حملات عالمية مع رئيس الوزراء البريطاني .. لقاء أشخاص مثل بيل غيتس وأوبرا وينفري ... والأهم: لقاء فتيات مثلكن". مشيرة جلالتها إلى أنه خلال ذلك كله، كان التعليم هو الأساس والدافع والدرع.

وتحدثت جلالتها عن ملايين الأطفال خارج المدارس: "لكن حول العالم هناك الملايين من الفتيات لسن محظوظات .. من الصحراء الإفريقية الكبرى إلى جنوب شرق آسيا وأبعد، 41 مليون فتاة خارج المدرسة – ضعف عدد سكان نيويورك. هن خارج المدرسة يجلبن الماء .. يعملن في الحقول والمصانع .. يتزوجن مبكراً. والكثيرات منهن يقفن خارج أسوار المدارس، ينظرن للداخل، يتساءلن كيف سيكون الوضع إن التحقن بالمدرسة .. لكن الفقر والظلم ومكان الولادة .. يثقل كاهلهن .. ولا يستطعن الدخول".

وخلال الزيارة تجولت جلالتها ترافقها مديرة اليونيسف آن فينمان ومديرة المدرسة في عدد من الصفوف، حيث اطلعت على تجربة المدرسة في توسيع مدارك الطالبات. وفي مختبر الحاسوب قامت جلالتها بتعليم الفتيات كيفية التوقيع في موقع "هدف واحد" ودعتهن لتشجيع من يعرفن على إضافة أسمائهم لدعم الحملة. كما قدمت الفتيات لجلالتها كتاباً يجمع عدداً من الرسائل عبرن فيها عن رأيهن بأهمية تشجيع تعليم الفتيات في العالم.

وتعتبر مدرسة القيادات النسائية الشابة لهارلم والتي افتتحت عام 1996 مدرسة حكومية، تهتم بالفئات الأقل حظا ممن لم يحصلن على التعليم الثانوي أو الجامعي. ويلتحق بالمدرسة 405 طالبات من الصف السادس حتى الثاني عشر، وتتبع لشبكة القيادات النسائية الشابة.