الملكة رانيا تعلن شمول مدرسة السلط الثانوية للبنين في مبادرة "مدرستي" وتتجول في "شارع الحمام" وتلتقي أعضاء لجنة "السلط مدينة للثقافة الأردنية"

26 أيار 2008

السلط - مزجت زيارة جلالة الملكة رانيا العبدالله إلى مدينة السلط اليوم الإرث التاريخي الشامخ بما تحتويه وبمدرستها التي أسهمت بانطلاقة التعليم في الأردن، مع حاضر هذه المدينة التي تتربع حاليا على كرسي الثقافة باعتبارها مدينة الأردن الثقافية للعام الحالي، والمشاريع المستقبلية للحفاظ على هذا الإرث التاريخي.

وكانت مدرسة السلط الثانوية للبنين أول محطة للزيارة حيث التقت جلالتها مع كوكبة من رجالات الدولة خريجي المدرسة إلى جانب عدد من ممثلي القطاع الخاص وأبناء المجتمع المحلي لتعلن بينهم التزام مبادرة "مدرستي" التي أطلقتها جلالتها في منتصف الشهر الماضي بتطوير البيئة المدرسية والصفية لمدرسة السلط الثانوية والعمل مع المدرسة لتعزيز العديد من المهارات التعليمية المختلفة التي تتوافق مع احتياجاتها والأولويات التي حددتها اللجنة المحلية للمدرسة.

وقدمت جلالتها الشكر للحضور مؤكدة اهتمام جلالة الملك عبدالله بالتعليم في الأردن الذي يتميز بالريادة على مستوى دول المنطقة وأعربت عن اهتمام جلالته بمدرسة السلط وحرصه على أن تكون هذه الزيارة اليوم لتحقيق المزيد من الاهتمام والرعاية للمدرسة.

وقالت جلالتها أن مدرسة السلط تقف اليوم شاهدا على التميز الذي كان واضحا من خلال القيادات التي خرّجتها المدرسة والانجازات التي حققتها في الطريق الذي رسمه الأردن.

وأكدت على أن طريق التميز لا نهاية له لأن التميز عملية مستمرة مشيرة جلالتها الى أن عملية التعليم في هذه الفترة التي تشهد تغيرات كثيرة وسريعة تحتاج إلى مواكبة متطلبات السوق وأيضا تغيير المهارات التي يحتاجها الطالب للانخراط في سوق العمل.

وقالت "يجب أن نواكب هذه المتغيرات ضمن الإمكانيات المتاحة، ولهذا فان الشراكات ما بين المدرسة والمجتمع المحلي والقطاع الخاص والجمعيات الأهلية ووزارة التربية والتعليم تستطيع المساعدة لتحقيق التميز الذي نتطلع إليه".

وأشارت إلى أن هذه الشراكات تبرز دور كل منا في شمولية النتيجة التي سيحققها الطلاب في المجمل.

وأبدت جلالتها ارتياحها لتشكيل لجنة لخريجي المدرسة تواكب وتتأكد من تهيئة الظروف المدرسية وتتجاوب بشكل سريع مع متطلبات واحتياجات المدرسة.

وضم اللقاء كل من السادة أحمد اللوزي والعين مروان الحمود ووزير التربية والتعليم الدكتور تيسير النعيمي والدكتور عبد الرزاق النسور والسيد عبداللطيف عربيات والسيد سمير قعوار والسيد يوسف الدلابيح وفضيلة الشيخ محمد امين زيد الكيلاني والسيد رجائي المعشر والسيد محسن المفلح ومدير مبادرة التعليم الاردنية السيد هيف بنيان ومدير المدرسة الحالي السيد سالم خريسات وعدد من أهالي المدينة والطلاب.

وأكد السيد اللوزي خلال اللقاء على عمق التوجه والفكر والطرح الذي حملته مبادرة "مدرستي" التي تعنى بالطالب والمعلم والبيئة التعليمية وبالتراث والحاضر والمستقبل ليكون كل فرد جزءاً من الشعور بمدرستي والتطوع لخدمتها.

وأعلن وزير التربية والتعليم عن تحويل المدرسة الى مدرسة استكشافية بالتعاون مع مبادرة التعليم الاردنية إضافة إلى طرح عطاء لتحديث التجهيزات وتقديم كل ما يلزم من أجل إنجاح أهداف مبادرة "مدرستي" في مدرسة السلط أم المدارس التي "نفاخر بها وبعراقتها وبما قدمته للأردن ومسيرته".

وأبرز السيد عبد اللطيف عربيات العناصر الأساسية التي تشكلت وانطلقت من مدرسة السلط وكان أهمها تعزيز علاقات الأفراد من أبناء الأردن الذين درسوا في المدرسة مقدما الشكر لجلالة الملكة على إطلاق مبادرة مدرستي التي تعزز أيضا من روح التقارب والعطاء والشراكة بين أفراد المجتمع الاردني ومؤسساته العامة.

وأكد السيد رجائي المعشر على الدور الهام الذي يمكن أن يقوم به القطاع الخاص من خلال الشراكة مع مؤسسات القطاع العام لتحقيق أهداف "مدرستي" مبديا استعداده والمؤسسات التي يتولى رئاستها في القطاع الخاص للمشاركة وتقديم كل ما يمكن أن يساهم في تعزيز وتطوير مدرسة السلط الثانوية لما لها من مكانة تاريخية.

وأعرب عن أمله أن تلتزم وزارة التربية والتعليم بجعل مدرسة السلط مدرسة نموذجية على مستوى المملكة من خلال الاهتمام بالتعليم والمعلم.

وقال السيد اريك ودمير مدير مدرسة كينغز أكاديمي أن مبادرة (مدرستي) أتاحت الفرصة أمام الأكاديمية لعقد توأمة مع مدرسة السلط الثانوية، من أجل تحسين البيئة التعليمية لجميع طلابنا.

وأضاف "ستقوم الأكاديمية بالعمل مباشرة على هذه الشراكة التي تجمع بين أقدم وأحدث مدارس الأردن للعمل جنبا الى جنب من أجل اتاحة الفرصة أمام الطلاب والهيئة التعليمية لكسب خبرات متنوعة سواء في مجال الشراكة أو النمو أو تحقيق الأهداف المرجوة والتي لم يكن بالامكان تحقيقها لولا هذه الشراكة".

وبعد ذلك تجولت جلالتها في مدرسة السلط التي وضع حجر الأساس لها المغفور له الملك عبدالله الأول بن الحسين ويعود بناؤها إلى عام 1923 بمبادرة من أهالي السلط حيث اجتمع الأهالي آنذاك وقدموا ما تجود به الأنفس وساهموا بالجهد أيضا وبقطع الحجر المميز من أراضي السلط لبناء هذه المدرسة بعزيمة أهالي المجتمع المحلي.

وفي عهد المغفور له جلالة الملك الحسين جرى ترميم المدرسة على أكثر من مرحلة وأضيف لها الطابق الثاني ومرافق متنوعة مثل الملعب وقاعة أنشطة رياضية مغلقة ومختبرات حاسوب وعلوم. وتضم المدرسة مكتبة تحتوي على أمهات الكتب وفيها متحف لكتب المناهج المدرسية في المملكة يشمل كتب منذ عام 1923 ويعتبر الأول من نوعه على مستوى المملكة.

والمدرسة المكونة من 7 بنايات تحتوي على 20 غرفة صفية يدرس فيها 750 طالبا للمرحلة الثانوية فقط ويدرّس فيها 35 معلما.

وقد أبدى عدد من ممثلي القطاع الخاص من الحضور استعدادهم للمساهمة ضمن مبادرة "مدرستي" لتقديم الدعم بما يكفل الالتزام بتلبية احتياجات مدرسة السلط الثانوية كما أبدى الخريجون والمدرسون السابقون فيها ممن حضر الاجتماع استعدادهم للمتابعة والمساهمة بالوقت والجهد لتعزيز مكانة المدرسة تربويا وعلميا لتبقى كما كانت مركزا للتميز والابداع.

وفي محطتها الثانية التقت جلالتها في مقر مجمع الملكة رانيا للثقافة وتكنولوجيا المعلومات مع نخبة من أبناء السلط ومن أعضاء اللجنة العليا لمدينة السلط مدينة الثقافة الأردنية للعام 2008.

وقد جرى خلال الاجتماع استعراض الواقع الثقافي في المدينة وخططها الرامية الى تعزيز الفعاليات الثقافية خارج العاصمة، كما تم استعراض أعمال الترميم والحفاظ على التراث في المدينة من خلال ترميم العديد من المباني القديمة والتركيز على البعد التراثي والمعماري القديم الذي يعتبر من العوامل الجاذبة على الصعيد السياحي، حيث شاهدت جلالتها مخططات وزارة السياحة لاحياء الروح القديمة في وسط المدينة.

وحضر الاجتماع كل من السادة محافظ البلقاء السيد سامح المجالي ورئيس مؤسسة اعمار السلط العين مروان الحمود ووزيرة السياحة والآثار السيدة مها الخطيب وأمين عام وزارة الثقافة السيد جريس سماوي ورئيس بلدية السلط سلامة الحياري والسيد يوسف الدلابيح وايهاب عمارين والدكتور عبد الرحمن عطيات والدكتور محمد خريسات والدكتور هاني العمد والسيدة مي ابو السمن والمهندس عامر البشير والسيد هاشم القضاه والدكتور محمد شلبي والسيد غسان طنش والسيد علي الكايد، وكل من السفير الياباني وممثل مؤسسة جايكا في الأردن.

واختتمت جلالتها زيارتها السلط بجولة في ساحة العين وشارع الحمام وسط المدينة القديمة بما يتميز بطابع تراثي معماري يعود تاريخه الى الفترة من 1881 – 1918. ويعتبر شارع الحمام أقدم منطقة تجارية في المدينة ويشكل علامة مميزة للتجارة في وسط المدينة القديمة ويرتبط مباشرة بالمنطقة السكنية في الطوابق العليا من الشارع .

وجرى ترميم الأبنية المطلة على الشارع ومداخل المحلات التجارية لاعادة الحياة الى الشارع بنظام معماري تراثي تقليدي قديم.

وخلال تجوالها استمعت جلالتها الى شرح من أبناء السلط المتواجدين وسط الساحة القديمة ممن يلعبون "المنقلة" وهي إحدى اللعبات الشعبية والتراثية لمدينة السلط، والتقت جلالتها العديد من أبناء السلط ممن يشغلون المحلات المطلة على الشارع وتبادلت الأحاديث معهم مستفسرة عن أحوالهم ومطمئنة عليهم حيث بادلوها عبارات الترحيب والتقدير.