الملكة رانيا تتفقد الأنشطة التنموية في جبل النظيف وتطلع على تجربة مركز رواد التنمية في الشراكة بين الأهالي والقطاع الخاص

07 تشرين الأول 2007

عمان - تميزت الجولة الرمضانية لجلالة الملكة رانيا العبدالله إلى جبل النظيف اليوم بشكل جديد من التواصل القائم على قصص نجاح أهالي المنطقة في مساعدة أنفسهم وإطلاق طاقاتهم بتحفيز ودعم من القطاع الخاص.

وسرد الأهالي قصتهم مع مركز رواد التنمية وكيف وضع المنطقة ضمن خطة استراتيجة أراد فيها تكوين حالة من الاستمرارية لتنمية ذاتية قدم فيها الدعم المالي والفني من تدريب وتوعية وبناء قدرات للأهالي من شباب وشابات وربات أسر وسيدات مجتمع فكانت النتائج مثمرة.

ومركز رواد التنمية أو المركز العربي للتنمية المستدامة يعتبر المنظمة الأولى في الأردن التي تمول من قبل أفراد وشركات من القطاع الخاص المحلي يهدف إلى دعم ومساعدة الأهالي في المجتمعات المحلية من خلال تحفيزهم والعمل معهم لتلبية احتياجاتهم التي تحدد بواسطتهم.

واطلعت جلالة الملكة رانيا على بعض تلك النتائج من تبني مدارس إلى صيانتها وترميم بيوت لعدد من الأسر والأهم من ذلك اسماع صوت الأهالي وايصال احتياجاتهم إلى مؤسسات القطاع العام الحكومية فأثمرت بناء مركز أطفال ومكتبة ومركز صحي ومركز شرطة وشعبة بريد.

وفي بداية جولتها في مركز رواد التنمية التقت جلالتها مجموعة من أطفال المنطقة المتطوعين خلال إحدى برامج المركز في إعادة تأهيل الأثاث المنزلي القديم والرسم واللعب وتبادلت جلالتها الحديث معهم حول الخبرات الجديدة المكتسبة وأثرها في تعزيز دافعيتهم للعمل وارتباطهم ببيئتهم ومجتمعهم.

والتقت جلالتها مع مجموعة من سيدات المنطقة المستفيدات من المركز حيث عرضت السيدات بعض الممارسات الاجتماعية الجميلة والبسيطة بين سكان الجبل وقالت جلالتها أن تلك الأمور البسيطة هي ما يميز جبل النظيف بالتكاتف والعادات الجميلة التي يجب المحافظة عليها.

وتفقدت جلالتها الأنشطة التي تقدمها مكتبة شمس الجبل التابعة للمركز التي تعتبر المتنفس الوحيد للأطفال في الجبل ويستفيد منها ما بين 120-150 طفل يوميا أعمارهم ما بين 3-16 عاماً، وتعد مكانا لاجتماع الأطفال وتساعد الخبراء والمختصين على بحث قضايا الأطفال واكتشاف مواهبهم.

وشاركت جلالتها مجموعة من متطوعي المركز الشباب واحدة من جلساتهم النقاشية التي يعقدها منتدى دردشات الإسبوعي الذي ينظمة المركز للشباب ويتيح لهم الفرصة لمناقشة مواضيع تقع في نطاق إهتمامهم مثل التعليم والتسرب من المدارس وبيع الأصوات في الانتخابات ومشاكل سكنات الطالبات وغيرها.

وأكدت جلالتها على أهمية دور الشباب في تحديد احتياجات مجتمعاتهم وبالتالي وضع أجندة تغيير يمكن العمل على تحقيقها مع صناع القرار مشيرة إلى أن مناقشة هذه المواضيع المهمة هو بداية لحل المشاكل ولشراكة مع الأهالي ومؤسسات المجتمع المحلي والقطاع الخاص لتحقيق نتائج مستدامة ومؤثرة.

ويقدم مركز رواد منح دراسية من خلال صندوق مصعب خرما لتمكين الشباب وهو أحد البرامج التي أسست في ذكرى وفاة مصعب خرما رجل الأعمال الأردني الذي فقد حياته في تفجيرات عمان 2005، ويقدم المركز نحو 220 منحة دراسية للشباب الذين يتطوعون بوقتهم في المنطقة.

وكجزء من برنامج رواد وبالتعاون مع مؤسسة هبيتات للإنسانية، رمم المركز سبعة بيوت بمساعدة متطوعين من أهالي المنطقة ونفذت الترميمات لبيوت عائلات فقيرة شملت بيت أم عقاب، وساعد المشروع أيضا في صرف 120 بطاقةَ تأمين صحي لسكان المنطقة.

ومركز رواد التنمية الذي بادر في تأسيسه شركة أرامكس كجزء من مسؤوليتها الاجتماعية ويحظى حاليا بدعم من أفراد وشركات لتحقيق أهدافه هم فادي غندور كرئيس مجلسِ إدارة لارامكس، خالد المصري، سمير مراد، مجدي الياسين، مروان عطاالله وشركة الكابلات الأردنية، وشركة المعاني للأثاث.

وكانت مدرسة عاتكة بنت زيد الأساسية المحطة الثانية لزيارة جلالتها حيث اطلعت على أمور الصيانة التي نفذها مركز رواد التنمية بعد تبنيه للمدرسة حيث عمل على الدهان، وإصلاح الصرف الصحي، وإصلاح النقاط الكهربائية فيها وتركيب مراوح لصفوف وتعبيد ساحات اللعب وترميم سياج المدرسة بالإضافة إلى برنامج بناء القدرة التعليمية للمعلمات من خلال عقد ورش عمل ومحاضرات من قبل مدرسات من المدارس الخاصة المعروفة. وتستقبل المدرسة 300 طالب في البرنامج الصباحي و300 بعد الظهر مع ما مجموعه 30 معلم.

وتفقدت جلالتها مدرسة النظيف الأساسية الأولى المختلطة للبنات التي تستقبل 150 طالبا في الفترة الصباحية و200 بعد الظهر مع 16 معلما. وتعاني المدرسة من ظروف صفية سيئة، حيث من المتوقع أن يتم تبنيها من خلال مركز رواد التنمية لإجراء أعمال الصيانة لتوفير البيئة المدرسية المناسبة للطلبة.

وفي بداية جولتها في جبل النظيف تفقدت جلالتها سير العمل في مركز الكرمة الإنتاجي التابع لمؤسسة نهر الأردن وهو مشروع ريادي تأسس عام 2000 بتمويل من وزارة التخطيط ضمن حزمة الأمان الاجتماعي حيث تم تصميم عدة برامج تتكامل فيما بينها للوصول إلى التنمية الشاملة من خلال رفع الإنتاجية الاجتماعية للمجتمعات المستهدفة.

واطلعت جلالتها بحضورالمدير العامة لمؤسسة نهر الأردن فالنتينا قسيسية على أعمال مشروع تصاميم نهر الأردن الذي يوظف 16 إمرأة ولديه عقود مع 500 إمرأة لتطريز أثاث البيت التقليدي والمعاصر، وملحقات الأزياء وحاجيات الهدايا.

وأعلنت مديرة المؤسسة عن خططتها لتطوير مركز الكرمة ليصبح مركز تدريبي للتطريز والخياطة كما ستعمل المؤسسة على إنشاء مشغل للنجارة في منطقة النظيف. وأعلنت عن زيادة المؤسسة من دورات التدريب والتوعية المتعلقة بحماية الطفل من الإساءة من خلال برنامج حماية الطفل.

وتجولت جلالتها في مركزي التدريب والكمبيوتر اللذان يوفران خدمات التدريب والتأهيل وخاصة في مجالات استخدام الكمبيوتر وتدريب أصحاب الأعمال ورفع كفاءتهم وخبراتهم لتطوير أعمالهم، ويتم عقد ثلاثة دورات تدريبية في اليوم بوجود مدربين مؤهلين مختصين.

وفي مبادرة إعداد الشباب لسوق العمل التي انبثقت عن ملتقى كبار رجال الأعمال شاركت جلالتها مجموعة من الشباب المستفيدين من احدى دورات المبادرة للانخراط في قطاع السياحة حيث ركزت جلالتها على أهمية هذا القطاع ودوره في توفير فرص عمل للشباب مشيرة إلى ضرورة التركيز على الجانب العملي والتعرف على الخبرات في هذا المجال.

وكانت جلالتها قد قامت بزيارة إلى بيت أم عقاب الذي يتم صيانته وترميمه من قبل مركز رواد التنمية بالتعاون مع مؤسسة هبيتات كما زارت جلالتها أسرة أم موسى الأرملة وأم لأربعة أطفال وليس لهم معيل غير أهل الخير وزارت أسرة أم أنس التي تعاني من ظروف معيشية صعبة حيث أوعزت جلالتها بتأمين احتياجات تلك الأسر.