الملكة رانيا ومنظمة اليونيسف يدعوان لتقديم المساعدة لأطفال العراق

23 أيار 2007

عمان - أكدت جلالة الملكة رانيا العبدالله اليوم على أهمية تقديم المساعدات لتوفير الخدمات الأساسية للأطفال العراقيين في العراق والأردن وسوريا.

جاء ذلك خلال مؤتمر صحفي نظمته اليونيسف في المكتب الرئيسي لها في عمان. وشاركت جلالة الملكة رانيا في الإطلاق العالمي لتقرير اليونيسف حول أوضاع الأطفال العراقيين في العراق والدول المجاورة، والمناداة لجمع مبلغ 42 مليون دولار والحصول على دعم المجتمع العالمي للمتأثرين من الظروف في العراق، خاصة وان الظروف هناك وصلت إلى نقطة حرجة.

وفي كلمة لجلالة الملكة رانيا بصفتها أول مناصرة بارزة للأطفال اختارتها اليونيسف أكدت على أن "الوقت حان لإنقاذ أطفال العراق: الذين يعيشون وسط العنف في العراق، ولتعزيز الرعاية للذين لجئوا منهم إلى الأردن وسوريا".

وأضافت جلالتها "انه وفي وجه تدفق الأخبار السيئة التي نسمعها ونراها كل يوم، قد يشعر البعض أن الوضع ميئوس منه. لكن تعزيز المساعدة الآن في العراق والبلدان المجاورة ليس فقط ممكناً – بل هو أفضل وسيلة لحماية أطفال العراق... مستقبل العراق".

وأكدت جلالتها على أن إطلاق تقرير اليونيسف اليوم حول أوضاع الأطفال العراقيين في العراق والدول المجاورة يروي قصة مؤلمة.

وتحدثت جلالتها عن الأوضاع التي يعاني منها الأطفال العراقيون. وأشارت إلى انه "في الأسبوع الماضي، كان الأطفال أول ضحايا الكوليرا في العراق، ونخشى انتشار هذا المرض في حر الصيف. وأقل من ثلاثين بالمئة من أطفال العراق يتوفر لهم كأس من مياه الشرب".

وأضافت جلالتها انه "في الوقت نفسه، بعض الصفوف تقف خالية من الطلاب، حيث يبقيهم العنف في منازلهم، وغيرها من الصفوف مكتظة. وأشارت إلى أن السنة الدراسية على وشك الانتهاء، والعديد من الأطفال لم يتعلموا ما يساعدهم على الانتقال إلى المرحلة القادمة".

وفي دعوتها الجميع للمساهمة في تقديم المساعدة قالت جلالتها انه "من الصعب تقدير الآثار طويلة المدى للصحة المتدنية وأيام الدراسة المفقودة، ولكن إن لم نتحرك الآن فلا شك أن الأجيال القادمة سوف تدفع الثمن. وأضافت تحتاج اليونيسف إلى اثنين وأربعين مليون دولار لتوفير وحماية الخدمات التي يحتاج إليها الأطفال وهم في أمس الحاجة إليها للنجاة والنمو".

وواصلت جلالتها الحديث على الرغم من هذه التحديات الصعبة لا يزال هناك مجال للتفاؤل. ففي حملة تطعيم حديثة بمساعدة اليونيسف ومنظمة الصحة العالمية والحكومة العراقية والبعثة الأوروبية خرج عاملون في مجال الصحة بشجاعة من الباب إلى الباب لحماية ثلاثة ملايين وستمائة ألف طفل ضد أمراض الحصبة والحصبة الألمانية والنكاف.

وأشار التقرير الذي أطلقته اليونيسف اليوم إلى صعوبة الظروف التي يعيشها الأطفال العراقيون بسبب العنف والنزوح. وتقدر المنظمة التي تعمل في مجال حماية الأطفال المبلغ المطلوب بـ 42 مليون دولار لتقديم المساعدة خلال الأشهر الستة القادمة للأطفال داخل العراق، والنازحين من العراق مع عائلاتهم إلى دول مجاورة مثل سوريا والأردن.

وقال دانييل تول، القائم بأعمال نائب المديرة التنفيذية لليونيسف ورئيس عمليات الطوارئ: ”إن المعونة الإنسانية بمثابة حبل النجاة لأطفال العراق، ولا بدّ من تقديم المزيد من الدّعم الآن لحماية مستقبل العراق. لقد تمّ وضع خططٍ للوصول إلى أشد الأطفال حاجة وتزويدهم بالدّعم في مجالات الصحة الأساسية والمياه والمرافق الصحية والتعليم، خاصة لفائدة الأطفال النازحين الذين يعيشون في مجتمعات مضيفة، إلى جانب الأطفال الذين يعيشون في أحياء العراق التي تشهد أشد أشكال العنف“.

وأضاف تول "إن تجربتنا القائمة على العمل اليومي داخل العراق تؤكد لنا أن المعونة تصل بالفعل إلى الأطفال، وأنها تحقق تأثيراً هائلاً، حتى في المناطق التي يعوزها الأمن".

ووصلت حملة للتطعيم ضد الحصبة والحصبة الألمانية، نظمتها اليونيسف ومنظمة الصحة العالمية إلى حوالي 3.6 مليون طفل (90% من الهدف الرئيسي لهم)، وقد قدم جزء من الدعم لهذه الحملة من البعثة الأوروبية.

وستعمل اليونيسف على مساعدة الحكومتين الأردنية والسورية في توفير خدمات نوعية للأعداد المتزايدة من الأطفال العراقيين. ومن الأولويات التي ستعمل على توفيرها ضمان حصول الأطفال العراقيين على التعليم، والرعاية الصحية والحماية من الاستغلال.

وأشار التقرير إلى انه منذ عام 2003، نزح حوالي 4 مليون عراقي من ديارهم وهم يشكلون نسبة 15% من السكان العراقيين، نصفهم من الأطفال. كثيرون يطلبون اللجوء في المجتمعات التي تعاني أصلا من الفقر أو يسودها العنف، ويزيدون الضغط على الخدمات الضعيفة. وينزحون إلى خارج العراق ويواجهون مستقبل غامض.

وقال روجر رايت، ممثل اليونيسف الخاص للعراق: ”إن استنزاف العراق من القائمين على تقديم الرعاية يتسبب في خلق فجوات كبيرة في الحياة اليومية للأطفال، وهي مسألة كثيراً ما يجري إغفالها في خضم أعمال العنف“. وأضاف: ”إننا بحاجة إلى سد هذه الفجوات من أجل التصدي لأشد عوامل الإضعاف الناجمة عن الشعور بانعدام الأمن. إن الأوضاع متردية بالنسبة إلى أعداد مهولة من الأطفال العراقيين“.