الملكة رانيا تطلع على احدى التجارب التعليمية الهادفة لتشجيع التقبل والتسامح بين الطلبة

24 تشرين الأول 2007

لوس أنجلوس - واصلت جلالة الملكة رانيا العبدالله زيارتها إلى الولايات المتحدة

 الامريكية في الاطلاع على احدى التجارب التعليمية الهادفة لتشجيع التقبل والتسامح من خلال تطبيق برامج لمواجهة التمييز والتعصب بين الطلبة.
 
وقد جاءت زيارة جلالتها إلى مدرسة وليام هاورد تافت ضمن جهودها واهتماماتها في دعم برامج التقبل والتسامح وتشجيع الطلبة على الحوار والتعرف على الآخر ومواصلة توسيع آفاقهم. وتشتهر مدرسة تافت في ولاية لوس انجلوس بمثل تلك البرامج التي بدأت بتطبيقها منذ خمس سنوات.
 
وخلال مشاركتها طلبة وطالبات المدرسة في جلسة ديناميكية على نمط السؤال والجواب أكدت جلالتها على دعم قيم برنامج مواجهة التمييز والتعصب وعبرت عن سعادتها بانجازات المدرسة والطلاب في مجال بناء جسور الثقة وقالت جلالتها الشك وعدم الثقة هي أعداء التعدد الثقافي فيما أن الاحترام والتقبل هي العناصر الأساسية للتكامل.
 
ويشتمل برنامج مواجهة التمييز نهجا ثلاثي الأبعاد لمعالجة قضايا التعصب، حيث يشارك الطلاب في ورشات عمل وزيارات ميدانية لمتحف التسامح، ويتم تدريبهم على استخدام مهارات حل النزاعات، إلى جانب برنامج الوساطة الذي يعمل على تدريب الطلاب على التوسط في النزاعات.
 
وخلال حديثهم مع جلالتها عبّر الطلاب عن مدى تأثير التعصب والصور النمطية عليهم، حيث استعرض أحد الطلبة من أصل اسيوي تجربته الخاصة وقال "عندما يتسرع الناس في اصدار الحكم عليّ ببساطة نظرا لعرقي أتمنى أن يكونوا قادرين على فهم جميع الأوقات الصعبة التي مررت بها في حياتي".
 
وأضاف معبرا عن ايمانه برسالة جلالة الملكة "نحن نؤمن برسالتك خاصة وأن الانسجام بين الجماعات الدينية والعرقية والاجتماعية هي بمثابة الجوهر ويجب أن تكون في المقدمة وبحسبان جميع الدول والقادة اذا أردنا لعالمنا أن يزدهر".
 
وقال الرئيس المشارك في احدى برامج مواجهة التمييز "لقد كانت تربطني بطالب آخر عداوة نظرا لاختلاف المجتمعات التي نعيش فيها واليوم وبمساعدة البرنامج أصبحنا صديقين". وأضاف "لقد كبرنا لنكره بعضنا البعض فقط بسبب اختلاف مناطق سكننا، والآن نضجنا بمساعدة البرنامج لنرى كم هي الكراهية فارغة وبشعة".
 
وبعد الاستماع لمدى تأثير البرنامج على الطلاب، تحدثت جلالتها عن الأردن بما يتملكه من مزيج من الخلفيات التي تركز جميعها على رؤية واحدة: هي رؤية التسامح والحداثة والتقبل والحوار.
 
وأكدت جلالتها على أهمية الحوار بين الثقافات مشيرة الى انه ورغم وجود قنوات تواصل بيننا، الا اننا نعرف القليل عن بعضنا البعض وهذا شيء اجده محيرا.
 
واضافت علينا ان نبذل المزيد من الجهد، لتحدي بعض الافتراضات التي نتخذها، وعندها سندرك كم يمكن ان نستفيد من الاشخاص الذي يختلفون عنا.
 
وعبر الشباب عن اهتمامهم بالقضايا الاردنية وقضايا الشرق الاوسط، وبدى الطلاب حريصون على الاستفادة من هذه الجلسة الحوارية وطلبوا نصيحة من جلالتها حول كيفية نبذ الكراهية والجمع بين الجماعات المتنازعة. حيث اكدت جلالتها على اهمية الحوار ودعت الى تغيير طرق التفكير الخاطئة.
 
وقالت "انا ادعوكم لتحدي الافتراضات التي تضعوها عن منطقتي والتعرف اكثر على الشرق الاوسط الحقيقي .. ناسه .. تنوعه .. تاريخه .. ثقافته الغنية .. وعاداته. وقالت في المرة القادمة عندما تدخلون الى مواقع الانترنت خذوا بعض الوقت لتعلم شيء جديد عن شخص من الشرق الاوسط".
 
واكدت جلالتها ان "واحدة من الطرق لمواجهة هذا التحدي هي بادراك اننا نتشابه اكثر بكثير مما نختلف، وبتقدير الجمال والاستفادة من التنوع".
 
واضافت للتخلص من هذه الحواجز علينا ان "نتداخل ونعيش هذه الحقائق الاساسية لنتقبل الاخر".
 
وفي اجابتها على سؤال لاحدى الطلبة عن مشاريع جلالتها المستقبلية تحدثت جلالة الملكة رانيا عن التزامها بتحسين التعليم، وبرنامج تبني المدارس الذي عملت عليه خلال شهر رمضان. وقالت انه سيكون من الرائع تنفيذ مثل هذه البرامج المتميزة التي تنفذها مدرسة تافت في الاردن.
 
ويذكر ان هذه البرامج تم تصميمها من لجنة حقوق الانسان في لوس انجلوس لتوعية مديري المدارس والمعلمين والطلاب حول كيفية تحقيق الامن وتوفير بيئة مناسبة للتعلم الثقافي.
 
ولتنضم المدرسة الى مجموعة مدارس البرنامج يجب عليها ان تتعهد بالالتزام بالسلام واحترام جميع الفئات، وتطوير علاقات قيادية انسانية بين الطلاب وتقوية التواصل مع الاهل، التعليم والمشاركة وتوفير الفرص لتدريب المعلمين على العلاقات الانسانية ودعم وتطبيق مناهج البرنامج وصفوف العلاقات والبرامج الانسانية.
 
يذكر ان مدرسة وليام هاورد تافت مدرسة عامة تقع في لوس انجلوس تقدم برنامج اكاديمي مميز، ويلتحق اكثر من 80% من خريجيها بجامعة كاليفورنيا. وقد شهدت تافت نجاحا مكررا في مسابقة الولايات المتحدة الاكاديمية وحققت نجاحات وطنية في عام 1989 و1994 و2006. كما فازت المدرسة في منافسة لوس انجلوس المحلية كل عام منذ عام 1994 باستثناء عامي 1999 و2007.