الملكة رانيا تشرح الأوضاع الانسانية الصعبة التي يعيشها الفلسطينيون في قطاع غزة وتطالب المجتمع الدولي القيام بدوره في وضع حد لما يجري

25 كانون الثاني 2008

دافوس - استثمرت جلالة الملكة رانيا العبدالله جلسات العمل التي شاركت بها في المنتدى الاقتصادي العالمي الذي يعقد حاليا في دافوس للحديث عن الاوضاع الانسانية الصعبة التي يعيشها الفلسطينيون في قطاع غزة مطالبة المجتمع الدولي القيام بدوره في وضع حد لما يجري من حصار وانتهاكات ضد الأطفال والنساء وكبار السن والمرضى في قطاع غزة.

وخلال مشاركتها في جلسة بعنوان "الدعوة للعمل من أجل تحقيق الأهداف الإنمائية للألفية" بحضور رئيس الوزراء البريطاني غوردن براون والأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون وعدد من الناشطين في العمل الانساني العالمي أمثال بيل غيتس وبونو قالت جلالتها: "هذا الأسبوع غرقت غزة في المزيد من الظلام واليأس، الأطفال هناك يطلبون الدفء والنور والطعام والأمان والرعاية الصحية والأهم من ذلك السلام. الأطفال هناك يعيشون في رعب وخوف وأسى أكثر مما يمكننا تخيله .. عدم الوفاء بالوعود لن تساعدهم."

وبصفتها العضو الوحيد من العالم العربي في مجلس إدارة المنتدى الاقتصادي العالمي قالت جلالتها حان الوقت للتحرك والانتقال من الوعود إلى العمل والأداء، وبينت جلالتها أن الاحصائيات تشير إلى ملايين الفتيات اللواتي لا يذهبن إلى المدارس، وعشرات الالاف من الأمهات اللواتي يمُتن سنويا خلال الولادة.

وقالت جلالتها النظر إلى هذه الأمور ضرورة وأمر طارئ، لأنها ظاهرة في كل مكان حولنا وتحتاج انتباهنا الآن.

ودعا المشاركون في الجلسة الحكومات في العالم الالتزام بتحقيق الأهداف الإنمائية للألفية بحلول العام 2015.

وفي مقابلات أجرتها جلالة الملكة رانيا العبدالله مع محطات تلفزة عربية وعالمية وصفت جلالتها الأوضاع في قطاع غزة بأنها كارثة إنسانية، وقالت حوالي ربع سكان الضفة يعيشون تحت خط الفقر وأكثر من مليون فلسطيني لا يستطيعون توفير مستلزمات الحياة الأساسية مثل الملابس والطعام.

وفي حديثها لشبكة التلفزة الأمريكية "سي ان ان" قالت جلالتها أنه من الواضح أن الاغلاقات والقنابل لن تعمل على تحقيق السلام في منطقتنا، مشيرة إلى أن ما نشهده اليوم يضيف المزيد من الأحزان إلى الحالة المثقلة بالمأساة والدمار والموت والأسى.

وقالت جلالتها لقد رأينا كيف عبرت العائلات معبر رفح وهذا شاهد على مشاعر اليأس لدى الناس، وهم يعيشون تحت الحصار، ولا يستطيعون الحصول على الطعام والتغذية السليمة، ومع انقطاع الكهرباء وحدات العناية المركزة في المستشفيات الآن غير قادرة على العمل. مبينة جلالتها أن ذلك عقاب جماعي لشعب بأسره وانتهاك للقانون الدولي.

وفي مقابلة مع فضائية العربية أشارت جلالتها إلى أن الذين يدفعون ثمن النزاعات هم الأطفال بالرغم من أنهم غير مسؤوليين عما يحدث في الأمور السياسية ولكنهم يدفعون أكثر ثمن لذنوب لم يرتكبوها.
وقالت أن على الجميع دور في تسليط الضوء على هذا الموضوع للحث على إحلال السلام وضمان مستقبل كريم لأبنائنا.

وخلال مشاركتها في جلسة حول تعليم الفتيات تحدثت جلالتها عن الحاجة الماسة للتركيز على هذا الموضوع، وأشارت إلى بعض الأهداف الاستراتيجية التي يمكن للبلدان اتباعها لضمان العودة إلى المسار الصحيح لتحقيق بعض الأهداف الإنمائية للألفية.

وقالت جلالتها هنالك العديد من الخطوات الفورية والحقيقية التي يمكن للقيادات في كل القطاعات اتخاذها، فالحكومات مسؤولة لايجاد البيئة القانونية التي تضمن معاملة الفتيات بانصاف – والتأكيد على عدالة تقديم الخدمات الاجتماعية للاناث كما للذكور.

وبينت جلالتها ضرورة تركيز جهود المانحين على برامج الصحة الانجابية للفتيات، إضافة إلى تكثيف الجهود للحماية من فيروس نقص المناعة المكتسبة والمساعدة في تأمين فرص للفتيات خارج حدود المدارس الابتدائية.

وطالبت جلالتها العاملين في القطاع الخاص التركيزعلى تحسين الفرص الاقتصادية للفتيات، حتى يرى الأهل الفائدة من الاستثمار في تعليم بناتهم، مشيرة إلى أهمية دور منظمات المجتمع المدني التي تعمل في هذا المجال للمساهمة في تغيير المواقف والنظرة التقليدية تجاه الفتيات.
كما شاركت جلالتها في جلسة حول شركات المواطنة العالمية في القرن الواحد والعشرين حيث أكدت على الدور الذي تلعبه الشركات في العالم العربي لايجاد أفراد عالميين. وأشارت جلالتها للأسباب التي تجعل لفعل الخير تأثيرا ايجابيا على الشركات.

ويذكر أن أعمال المنتدى انطلقت يوم الأربعاء تحت عنوان «قوة الابتكار والتعاون» بحضور المئات من رؤساء أكبر شركات العالم والمسؤولين السياسيين والاقتصاديين في دافوس.