الملكة رانيا :" لكي لا ترتفع نسب البطالة في الأردن علينا استحداث وظيفة كل سبع دقائق"

29 نيسان 2008

عمان - لتوجية الأنظار نحو تحديات البطالة التي تواجة الشباب في العالم العربي ولبحث الاصلاحات الواجب تنفيذها للتوفيق بين مخرجات التعليم ومتطلبات سوق العمل شاركت جلالة الملكة رانيا العبدالله اليوم في افتتاح فعاليات مؤتمر الأجيال القادمة.

وفي كلمة الافتتاح قالت جلالتها "لا يخفى على أحد أن الدول ذات المؤسسات التعليمية القوية هي الدول التي تخرج أفضل العلماء والفلاسفة .. أكثر الكتاب والفنانين إبداعا .. وأنجح رجال الأعمال. باختصار، تلك هي الدول التي يريد الجميع العمل فيها ومعها".

وأمام نخبة من الأخصائيين والباحثين والمهتمين بمجالات التعليم والعلوم الاجتماعية المشاركين في المؤتمر من الدول العربية أضافت جلالتها أن جميع البشر، في أرجاء العالم، يعتقدون بأن الوظيفة الجيدة هي أساس الحياة الجيدة، وأن معظمنا يضع عمله في مقدمة متطلبات راحته النفسية.

وقالت جلالتها "في الأردن لا يختلف الوضع كثيرا، الإختلاف يكمن فقط في التحديات التي تواجهنا لأن سبعين بالمائة من بلدنا دون سن الثلاثين، ومع تقدم السنوات، يحتاج هؤلاء إلى سوق عمل خلاق وتنوع يكبر معهم. ولكي لا ترتفع نسب البطالة في الأردن علينا أن نستحدث ثمانين ألف فرصة عمل جديدة سنويا، أو بعبارة أخرى: وظيفة كل سبع دقائق. هذا التحدي تواجهه أيضا العديد من دولنا العربية."

وأشارت جلالتها إلى تقرير البنك الدولي حول التنمية في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا وعنوانه "طريق غير مسلوك"، الذي قال:" إن أردنا خلق وظائف جديدة فعلينا البدء من التعليم."

وقالت "أفتخر بالقول أن الأردن قطع شوطا على هذا الطريق الوعر الذي تحدث عنه التقرير، وجزء كبير من الشكر يجب أن يذهب لجهود وزارة التربية والتعليم."

وأضافت جلالتها "علينا الاستمرار. هذه القفزة في الكم يجب أن توازيها أيضا قفزة في الكيف، كيف لأطفالنا أن يشاركوا في سوق عمل تنافسي عالمي إذا كان تعليمهم لا يجاري احتياجات السوق؟"

وقالت "لن نستطيع تغيير مسارنا ما لم نغير نوعية تعليمنا. عندها فقط ستجد الشركات الموظفين الموهوبين الذين تنشدهم .. ليزيدوا أرباحهم معا، ويوسعوا شركاتهم معا، ليكبروا معا، ويوظفوا المزيد من طلابنا بعد تخرجهم. باختصار، النجاح يولد نجاحا.. وسيقفز بلدنا إلى الأمام."

وأضافت جلالتها عندما نطالب بتطوير نوعية التعليم يجب أن تشمل مطالبتنا تحسين البيئة التعليمية إضافة إلى تطوير المناهج. "مدرستي" التي أطلقت منذ أسبوعين - أضخم مبادرة تعليمية يشهدها بلدنا ونأمل أن تتوسع إلى العالم العربي، "مدرستي" هي المرحلة المقبلة من جهودنا لأجل تطوير تعليم أبنائنا."

وقالت "أي قائد، مغامر، رائد سيؤكد أن التغيير ليس سهلا. " مدرستي" خطوة جريئة نحو هذا التغيير، لنواجه التحديات، ونسرع عجلة الإصلاح. فدعونا نقفز معا باتجاه تطوير نوعية تعليمنا."

وأضافت "أنا على يقين من أن الاصلاح في مدارسنا سيؤتي ثماره في مستقبل أطفالنا وسوق عملنا، في مجتمعاتنا وبلدنا، عندما نعمل معا.. فالتطوير يحتاج مجتمعنا بأكمله، موارده، شغفه، وحماسه. ويحتاج في المقام الأول، إلى عزيمة أفراد مثلكم ينخرطون في تحسين مستقبل شبابنا. ونحتاج المزيد من شراكات القطاع العام والخاص لنسلح أطفالنا بالتعليم الذي يحتاجونه في البيئة التنافسية التي سيجدون أنفسهم فيها."

من جهته، أشار السيد وليد علي البنوي، رئيس مؤتمر الأجيال القادمة، إلى أن الانفجار السكاني في عدد الشباب العربي حالياً يوجه نداء عاجلا للدول العربية من أجل تبني مبادرات بناءة واستراتيجيات بعيدة المدى لتهيئة الشباب لاقتصاد العصر الحديث."

واستشهد البنوي على كلامه بالحقيقة التي تحدثت عنها جلالة الملكة رانيا العبدالله والتي تواجهنا جميعاً بمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، وهي أنه يجب علينا تأمين 50 مليون وظيفة خلال الخمس أعوام المقبلة، كما أعرب عن تأييده الكامل لرؤية الملكة في أن تغير هذا التحدي إلى فرصة يحتاج إلى تحول جذري في طريقة عملنا - ومشاركة قطاع خاص متحفز ليقود النمو وخلق الفرص".

وأضاف البنوي "من خلال استثمار الشراكات الاستراتيجية بين مؤسسات القطاعين العام والخاص نحن نسعى من خلال مؤتمرنا هذا لخلق فرص التدريب والعمل للشباب، وإبراز دور القطاع الخاص والمؤسسات غير الحكومية في دعم التعليم وتوفير الفرص الوظيفية بالمنطقة وتوعية الجمهور العام بهذا الدور الأساسي".

وشارك في دعم هذا المؤتمر عدد من الشركات العربية الرائدة في مجالاتها والتي تطمح لتحقيق أولى الخطوات نحو مستقبل مشرق للشباب العربي وتشمل مؤسسة المملكة الخيرية وشركة البيك للأنظمة الغذائية المحدودة والبنك الأهلي التجاري وشركة أرامكس لحلول النقل المتكاملة وشركة بروجاكس ومكتب المستشار معتصم خاشقجي.

وسيعمل المجتمعون في مؤتمر الأجيال القادمة على تهيئة الأجواء المناسبة لاطلاق مبادرات قيمة مشتركة بين الحكومات والقطاع الخاص والمؤسسات غير الحكومية في الدول العربية والتي يؤمل منها المساهمة في جعل الجيل القادم متعلما ً ومهيأ ومنتجا ً.

ويعالج المؤتمر العديد من العناوين الهامة في أربع جلسات رئيسية، أولها "التعليم وتحديات البطالة التي يواجهها شباب المنطقة"، وثانيها "الشراكات بين القطاعين العام والخاص: الطريق إلى الأمام"، وثالثها "فوائد الشراكات في مجال التعليم"، بينما تعقد الجلسة الأخيرة تحت عنوان "الشراكات في خلق فرص العمل" هذا إلى جانب مناقشات جانبية ستثري مخرجات المؤتمر وتضيف المزيد من الزخم لموضوعاته المطروحة.

الجدير بالذكر، أن مؤتمر الأجيال القادمة يسعى لاستهداف جمهور واسع يتضمن رواد الأعمال على المستوى المحلي والإقليمي والعالمي، والشركات الحكومية والخاصة الرائدة، والمشاريع التجارية الصغيرة والمتوسطة، والممثلون المحليون والدوليون في مناطق الخليج العربي والأردن ومصر والمغرب من القطاع الخاص، وإلى جانبهم كبار مسؤولي وزارات التعليم والعمل والعمال والممثلون الحكوميون الآخرون ذوي العلاقة، كما يعتزم المؤتمر استقطاب جمهور وسائل الإعلام المحلية والإقليمية والعالمية، ومديري المدارس والكليات والجامعات، والكليات الجامعية والعاملين فيها والمتحلقين بها، والمؤسسات غير الحكومية ذات العلاقة، ناهيك عن الأخصائيين المستقلين في مجال التعليم والتوظيف.