الملكة رانيا تتسلم في المانيا جائزة "بامبي الانسانية" وتؤكد على اهمية التعاون من اجل ايجاد الحل الدائم للنزاعات في العالم

29 تشرين الثاني 2007

دوسلدورف - تقديرا لجهودها في العمل لحماية الاطفال ودعم قضايا المرأة تسلمت جلالة الملكة رانيا العبدالله مساء امس في مدينة دوسلدورف الالمانية جائزة "بامبي" الانسانية السنوية وذلك خلال الحفل الـ 59 للجائزة التي تسلط الاضواء سنويا على اعمال خيرية لصالح الاطفال وفي قطاعات اخرى مثل ابحاث السرطان ومحاربة الايدز.

وخلال الحفل الذي اقيم تكريما للفائزين بالجائزة لهذا العام وحضره نحو 1200 شخصية من العالم والمانيا تعمل في مجالات السياسة والرياضة والاعلام والفن والاعمال، اكدت جلالتها على الاوضاع الانسانية الصعبة التي يعيشها الملايين من الاطفال في العراق وفلسطين وغيرها من الدول في العالم نتيجة النزاعات ونقص الموارد.

ودعت جلالتها الحضور الى التعاون لتحسين ظروف عيش الاطفال في مناطق النزاعات والعمل من اجل منح الاطفال الرعاية الصحية التي يستحقونها ومنحهم الفرص لتحقيق احلامهم.

واشارت الى ان الحزن والوحدة والضعف وتحمل المسؤولية قبل الاوان والصراع من أجل البقاء، هي حقائق مأساوية بالنسبة للكثير من الاطفال حول العالم.

وقالت ان ثمة الكثير من المشاهد المحزنة والمؤثرة في عالمنا اليوم تمثل قصصا حقيقية تجري في كل لحظة في حياة هؤلاء الاطفال والتي لا يمكننا المرور عليها بسرعة .. هي قصص حقيقية لجيل كامل من الأولاد والفتيات، الذين يعيشون في غزة في فلسطين، والذين يعيق عدم توفر الغذاء لهم نموهم الجسدي، ويعيق نموهم العاطفي كونهم يعيشون فيما يشبه السجن، ويعيق نموهم الأكاديمي حيث يحاولون التعلم في ظروف يحيط بها الحرمان والخوف.

واضافت جلالتها ان تلك الامور هي حقيقية بالنسبة لـ 1,6 مليون طفل عراقي تحت سن 12 سنة، يعيشون بدون منازل في بلدهم، ويعتمدون الآن في بقائهم على الهلال الأحمر، وهي حقيقية بالنسبة لثلاثين ألف طفل تحت سن الخمس سنوات يموتون يوميا – والكثيرون منهم يتوفون بسبب الحاجة للقاحات الأطفال الأساسية، والتي يعتبرها الألمان والأردنيون أشياء مضمونة.

واضافت هي ايضا حقيقية لمليوني طفل حول العالم، مُحتَجَزين في أروقة مظلمة في المعامل... تُحرق أكتافهم الصغيرة من مسؤولية إطعام أسرهم بأجورهم الزهيدة... وتشوه وتحرق المواد الكيماوية والضرب أياديهم الصغيرة بشكل لا يمكن علاجه. وهي ايضا حقيقية لـ 58 مليون فتاة تقوم بنقل الماء، والعناية بإخوانها وأخواتها الصغار، في الوقت الذي يجب أن تكون فيه على مقاعد الدراسة تتعلم مع قريناتها.

وقالت جلالتها للحضور :"إذا عملنا معا، نستطيع تغيير هذه القصص والإحصاءات، ورفع مستوى حياة المواطنين الأغلى علينا".

واضافت: "ونحن نحتفل الليلة بانجازات الافراد، لنتذكر أننا ننتمي لأسرة واحدة... وان الأطفال الذين لا يجدون من يحتضنهم عندما يمرضون...أو الذين يقومون بأشغال البيت، بدلا من القيام بواجباتهم الدراسية في البيت، أو الأطفال الذين لا يعيشون طفولتهم...هم أطفالنا ومسؤوليتنا."

وطلبت جلالتها من الحضور ان يقطعوا عهدا على انفسهم لتقديم الرعاية لاولئك الاطفال، والقيام بدور قيادي في مستقبلهم، داعية للعمل على مساعدة هؤلاء الاطفال بقولها لنغادر هذه القاعة، ونحن مصممون على جعل حياتهم أفضل، وأكثر أمنا وصحة.

وكان وزير الخارجية الالماني السابق السيد هانس ديتريتش جينشر قد قدم الجائزة لجلالتها، حيث وصف في كلمة له العمل الانساني الذي تقوم به جلالة الملكة رانيا العبدالله على انه علامة للامل في العالم العربي، واشار الى قيمة العمل الذي تقوم به جلالتها حيث تستثمر طاقتها من اجل خدمة المرأة والاطفال في مجتمعها .. واضاف هي ملكة تعرف مسؤولياتها، واصبحت ملكة الانسانية التي تعمل على بناء الجسور بين الثقافات والاديان.

وقد حضر الحفل السفير الاردني في المانيا، والقنصل الفخري للاردن في دوسلدورف، وعمدة دوسلدورف وصوفيا لورين وايفا لونغوريا وبوريس بيكر وتوم كروز وكاتي هولمز، واشتمل على عرض فيلم عن عمل جلالة الملكة رانيا العبدالله وعدد من العروض الموسيقية.

ومن الجدير بالذكر ان الجائزة هذه منحت سابقا وفي السنوات الماضية لكل من الملكة سيلفيا ملكة السويد، الرئيس انور السادات، الرئيس السابق بيل كلنتون، محمد علي، نيلسون مانديلا، وارنولد شوارزنيجر.