بمناسبة اليوم العالمي لحماية الاطفال من الاساءة الملكة رانيا تشارك اطفالا واعلاميين منتداهم "احمني انا طفل"

18 تشرين الثاني 2007

عمان - شاركت جلالة الملكة رانيا العبدالله اليوم أكثر من خمسين طفل وطفلة وإعلاميين بارزين ومسؤوولين في القطاعين العام والخاص في جلسات نقاشية استطاع الاطفال خلالها تقديم انفسهم كشركاء اساسيين يسعون لحماية انفسهم مع اقرانهم من الاساءة.

وخلال المنتدى الاعلامي الذي عقدته مؤسسة نهر الاردن اليوم بالتعاون مع المجلس الاعلى للاعلام ومركز الملكة رانيا للاسرة والطفل تحت عنوان "احمني انا طفل" وجاء بمناسبة اليوم العالمي لحماية الطفل من الإساءة الذي يصادف غداً، التزم الحضور من اعلاميين وقطاع خاص بدعم الجهود الوطنية لحماية الاطفال من الاساءة.

وعقب نقاشات الاطفال وعرضهم لادوات اعلامية متنوعة انتجت وصممت من قبلهم ليتم تبنيها واستخدامها من قبل وسائل الاعلام لزيادة وعي الرأي العام بقضايا حماية وحقوق الطفل، قالت جلالة الملكة رانيا سمعت الشباب والاطفال وشاهدت اعمالهم، واتذكر كيف كنا واين وصلنا، واذكر قبل 10 سنوات عندما بدأ الحديث حول موضوع الاساءة للطفل كم واجهتنا صعوبات لان الموضوع كان غير مألوف بأذهان الناس.

وقدمت جلالتها الشكر للاطفال شبابا وفتيات على الاعمال والجهود والابداع الذي منح الحماس والحافز للعمل وبذل المزيد. وقالت "اتطلع الى تعزيز شراكات الاعلام والقطاع الخاص والمؤسسات الحكومية للعمل على ايجاد الحل الشامل الذي يستحقه اطفالنا".

وتابعت جلالتها "ما رأيته اليوم هو انجاز كبير".. مشيرة الى ان الاردن يأخذ مكانة الريادة في مجال حماية الطفل من الاساءة واصبح ينشر خبراته ويقدم الاستشارات للدول المجاورة من اجل الاستفادة من خبراته وبرامجه.

واعربت جلالتها عن فخرها بالانجازات التي تحققت، واشارت الى ان ما نطمح اليه هو الحد من الاساءة للاطفال والوصول الى الحلول الشاملة باحسن الطرق لتوفير الحماية التي يستحقها الاطفال، وان نواصل العمل من اجل بقاء البيت المكان الآمن والمريح وليس مكانا للخوف.

وكانت رئيسة المجلس الاعلى للاعلام الدكتورة سيما بحوث قد قالت في بداية النقاشات
أنهلا بد من فتح مجالات التعبير والنقاش والحوار والمعرفة حول موضوع الإساءة للاطفال مشيرة الى ان وسائل الإعلام شريك رئيسي في بناء القدرات الإعلامية وعلى عاتقه تقع مسؤولية الاهتمام الخاص بالأطفال وقضاياهم كمستهلكين للإعلام ومساهمين ومشاركين به، ولا بد من بناء إعلام متخصص صديق للأطفال وداعم لهم يسمع صوتهم ويدعم قضاياهم ويؤيدها ويروج لها ويضعها على أجندة الوطن في الحوارات العامة والقوانين والتشريعات والاحصاءات العامة وكافة وسائل الاعلام التقليدي والبديل والحديث.

واشارت الى انه لا يمكن أن يكون هناك تنمية حقيقية ومستدامة دون طفولة آمنة ولا دور فاعل ومؤثر ومتكامل للإعلام دون اهتمام خاص وحقيقي وملتزم بالأطفال وقضاياهم.

وشاركت جلالتها في النقاشات التي دارت من خلال خمس طاولات وحملت كل منها حكاية اساءة صورها فريق الاطفال المشارك اما بالصورة او الرسم او عمل وثائقي، عرضت الاولى منها فيلما قصيرا لرسوم متحركة تصور مشهدا لاساءة جسدية يتحدث فيها صاحب الشخصية الكرتونية عبارات مؤثرة في النفس " انا طفل مضروب لا اريد ان اكون مضروبا .. اريد ان ينتهي ضربي .. "

احد الاطفال المشاركين في إعداد هذا العرض قال ان ما قدم هو رسالة للكبار الذين يسيئون معاملة الاطفال.. مبينا بلغته البسيطة "اريد ان يفهم الكبار مشاعر الصغار وان يفتحوا قلوبهم ويسمعوا من اطفالهم لا ضربهم".

وعلى طاولة الرسم شاركت جلالتها الاطفال الامل وسعادتهم بما قدموه من اعمال اعتبرها الجميع ابداعية عبروا من خلالها عن الاساءة برسم لوحة لوجه حزين لطفل مساء له.

اما الطاولة الثالثة فقدمت عرضا لفيلم وثائقي فاجأ الاطفال فيه الحضور باختيارهم مشاهد تعبيرية للاساءة وعرضها باسلوب فني مبدع وكان انتاج الفيلم بالتعاون مع الهيئة الملكية للافلام بين خلاله وجود 1125 طفل تعرضوا العام الماضي للاساءة .

اما الطاولة الرابعة فقدمت عرضا لصور فوتوغرافية اختارت ان تعبر عن الاساءة من خلال تصوير اطفال متسولين وعاملين بالاضافة الى صورة تعبيرية لطفل مقيد بالسلاسل.

اما الطاولة الاخيرة فاختارت الكتابة لتعبر عن انواع الاساءة المختلفة وكانت منها تقول "احمني انا طفل .. هل انت طفل تريدنا ان نحميه من الضرب والمرض والمعاملة السيئة ام من قصة دميتي المهترئة او صرخة من الداخل تتساءل كاتبة القصة اين امي اين ابي صرخة تنادي "احمني انا طفل".

والتزاما بقضايا الطفولة شارك رؤساء تحرير الصحف اليومية ومدير مؤسسة الاذاعة والتلفزيون ومدير وكالة الانباء الاردنية "بترا" في مناقشات المنتدى.

وقالت مدير عام مؤسسة نهر الأردن فالنتينا قسيسيه أن فكرة المنتدى لا تعتمد فقط على زيادة الوعي بحقوق وحماية الطفل من الاساءة وإنما بصورة أهم وأعمق مشاركة الأطفال في القضايا التي تخص حقوقهم وحمايتهم.

وأضافت أن فوز مركز الملكة رانيا للأسرة والطفل في السنة الماضية بالمرتبة الأولى عالميا شجعتنا على توسيع دائرة الشراكة مع كافة القطاعات.

وابدت ممثلة اليونسيف مها الحمصي رغبة اليونيسف باستخدام الرسومات والصور الفوتوغرافية التي اعدها الاطفال المشاركين في اعمال المنتدى لتكون من ضمن منشورات اليونيسف وضمن استراتيجية وزارة الصحة للحد من الاساءة للطفل.

من جانبه قال رئيس تحرير الدستور الدكتور نبيل الشريف ان الاطفال نجحوا بتعريف مفهوم الاساءة وتوصيله لاكبر عدد من الناس بمهنية وموهبة عالية مؤكدا اهمية تبني مواهب الاطفال من خلال اشراكهم الفعلي والتواصل مع وسائل الاعلام.

وبين مديرعام وكالة الانباء الاردنية رمضان الرواشدة ان تشخيص الاساءة ضد الاطفال مسألة مهمة ولكن التصدي لها ومعالجتها والوقاية منها تحتاج الى تكثيف الجهود من خلال استخدام المدارس والتواصل مع الاهل بالاضافة الى التركيز على دور العبادة في التوعية بقضية الاساءة للاطفال باعتبار ان الاديان جميعا ترفض أي اساءة للاطفال والكبار.

وركز رئيس تحرير صحيفة الغد ايمن الصفدي على اهمية المؤسسية في الاعلام ووجود اعلام متخصص في كافة المجالات ومنها صحافة متخصصة للطفل تكون قادرة على ايصال الرسالة للاطفال مشيرا الى ان ادارة الصحيفة بصدد اصدار ملحق اسبوعي للطفل يقوم عليه متخصصين في قضايا وهموم الاطفال.

واشار مدير عام مؤسسة الاذاعة والتلفزيون الاردني فيصل الشبول الى المبادرات الاردنية في حماية الاطفال وانها تتمتع بمستوى من العالمية بنوعيتها معربا عن استعداد المؤسسة باعادة انتاج ورش عمل الاطفال لاتاحة اكبر عدد من الاطفال من المساهمة وتمكين الاطفال من تقديم برامجهم عبر الاثير بانفسهم.

وقالت مديرة صحيفة الانباط الدكتورة رولى الحروب ان كلية الملكة رانيا للطفولة التابعة للجامعة الهاشمية ستصدر قريبا مجلة فصلية متخصصة للطفل وموجه لكل من يتعامل مع الاطفال بالاضافة الى اصدار مجلة "براعم رانيا" التي ستقوم على اسهامات طلاب الجامعة والكلية بالاضافة الى ان الجريدة وبالتعاون مع مؤسسة نهر الاردن ستتبنى نشر اعمال الاطفال من نتاج الورش.

كما أشار المدير الإقليمي لمحطة Space Toon السيد حسام هادي أن المحطة ملتزمة بتدريب الأطفال وبث انتاجهم. وأعلنت مدير قناة الاطفال في ART وفاء قسوس عن الالتزام ببث الومضة الإعلانية والفيلم الوثائقي من إنتاج الأطفال الذي عرضا في المنتدى.

واعلن رئيس مجلس إدارة بنك الإسكان للتجارة والتمويل الدكتور ميشيل مارتو عن التزام البنك بالاستمرار في دعم برنامج حماية الطفل الذي تنظّمه مؤسسة نهر الأردن. وتعهد مدير عام بنك HSBC راي وبر بتبني تكاليف مرسم الفنون في مركز الملكة رانيا للأسرة والطفل لكامل عام 2008.

كما أعلن المدير التنفيذي لشركة زين الأردن سعد ناصر أن الشركة ستتكفل بإنتاج حملات إعلامية تتعلق بحماية الطفل من الإساءة وذلك لتوعية المجتمع بهذه المشكلة.

وأعلن المدير التنفيذي لشركة الإسمنت الأردنية رشيد بن يخلف أن الشركة ستتكفل بدعم وحدة التنسيق المجتمعي في مركز الملكة رانيا للأسرة والطفل والتي تعمل على إنشاء لجان محلية في كافة محافظات المملكة من اجل مساندة مؤسسة نهر الأردن لحماية الطفل من الإساءة عن طريق رصد احتياجات المنطقة وتصميم البرامج الملائمة لها.

واعلن سليمان البخيت مدير عام شركة أرانيم عن إنتاج مجلات مصورة للأطفال تتعلق بحماية الطفل وكيفية الوقاية من الإساءة.

وكانت الهيئة الملكية للأفلام وشركة الرواد للمرئيات والصوتيات وSpace Toon وروبينا للتصوير ومركز الملكة رانيا للأسرة والطفل دربت الأطفال على إنتاج المواد الإعلانية من خلال ورشات عمل تتطرق إلى مفاهيم حماية الطفل بمنهج تنموي مناسب لإعداد الأطفال على استخدام وسائل متعددة لإيصال رسالتهم.

وكانت جلالتها قد اطلعت على التجهيزات الفنية المتاحة في المجلس الاعلى للاعلام وعلى احدى الدورات التدريبية التي يعقدها المجلس للاطفال من اجل تعريفهم بطبيعة المهام التلفزيونية والاذاعية بهدف تطوير مهاراتهم لانتاج مواد اعلامية تخدم قضاياهم.